اختتم الملتقى الخليجي التاسع لممارسي العلاقات العامة أعماله الأسبوع الماضي والذي كان بشعار “العلاقات العامة في عالم متغير”، تحت سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للبيئة رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال، بتنظيم كل من جمعية العلاقات العامة البحرينية وأكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة، وبدعم من كل من الجمعية الدولية للعلاقات العامة – فرع الخليج وجمعية العلاقات العامة الكويتية، بفندق ومنتجع سوفتيل الزلاق.
وقال الدكتور فهد ابراهيم الشهابي الأمين العام للملتقى: “سعينا من خلال جمعية العلاقات العامة البحرينية عبر مجموعة من المشاريع للمساهمة في تطوير ممارسي العلاقات العامة في البحرين، ومن بينها حزمة من الشهادات الاحترافية العالمية، إضافة إلى السعي المستمر مع ديوان الخدمة المدنية لتعديل هياكل إدارات العلاقات العامة والإعلام بالقطاع الحكومي ونقل شاغليه من الجدول الاعتيادي إلى الجدول التخصصي أسوة ببقية المهنيين في الكادر الحكومي”.
وأضاف الدكتور الشهابي: “إن المتغيرات التي طرأت على ممارسة العلاقات العامة كثيرة، وبلدنا البحرين ليست في معزل عن ذلك، فقد بدأ الاهتمام بالعلاقات العامة لدينا قبل كثير من الدول، فمنذ أول ذكر رسمي للعلاقات العامة على هذه الأرض، والمتمثل في قرار حاكم البحرين المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بتأسيس المجلس الإداري في العام 1956، والذي نص على أن المجلس يوجه عناية خاصة إلى العلاقات العامة”.
من جهته أكد سعادة الأستاذ عيسى بن عبدالرحمن الحمادي وزير وزارة شؤون الإعلام ممثل راعي الملتقى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للبيئة رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال: “إن العلاقات العامة شهدت تنوعاً وانتشارا لتشمل الترويج الاستثماري والسياحي للبلدان والمجتمعات الديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية، بالإضافة إلى تصميم برامج الاعلام وتصحيح المعلومات المغلوطة المؤثرة على الرأي العام في المجتمعات”.
وأفاد بأن مؤسسات العلاقات العامة أصبحت مؤسسات ضخمة عالمياً، خصوصاً بعد التجارب الناجحة في أمريكا أوروبا، مشيراً إلى ممارسي العلاقات العامة في البحرين بالقول: “أنتم ستكونون في قلب الحدث ومركز صنع القرار، خصوصاً أن العالم حولنا يتغير ونحن بحاجة للتطوير لمواكبتها”.
وقد تحدث في اليوم الثاني من الملتقى وخلال الجلسة الأولى (هل تغير في العقد الأخير دور العلاقات العامة)، الاستاذ محمد طحلاوي مستشار علاقات عامة وإعلام بالقول: “إن العلاقات العامة اليوم أصبحت مهنة احترافية، وهذا ما تثبته التجارب في الدول الغربية، لافتاً إلى أننا في الخليج بحاجة إلى تطوير ممارستنا للعلاقات العامة بشكل يمكننا أن نواكب التطورات، لأننا متأخرين مقارنة بالآخرين”.
وذكر الدكتور عبدالله العساف، مستشار وأكاديمي في مجال العلاقات العامة والاعلام: “شهدت العلاقات العامة تطوراً مهنياً كبيراً خلال 10 سنوات الماضية، فنرى أن الشركات الكبيرة تمددت في أنحاء العالم، وذلك بعد أن كان دورها حضور المؤتمرات والفعاليات والتقاط الصور التذكارية، أما اليوم فرجال العلاقات العامة من يصنعون القرار مع قادة الدول”، ولفت إلى أن القطاعات الحكومية بطيئة في تطوير أداء دور العلاقات العامة في إداراتها.
وأكد الاستاذ جمال النصر الله رئيس جمعية العلاقات العامة الكويتية، أن مهنة العلاقات العامة شهدت تطوراً كبيراً في التعاطي مع المجتمع الداخلي على مستوى الخليج، بيد أنها مازالت بحاجة إلى تطوير على صعيد العلاقات مع المجتمعات الخارجية، وذلك يتطلب من دول الخليج أن تتعاون لتحقيق هذا الهدف بحسب وصية المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.
أما الأستاذة نوف بوعلاي نائب رئيس جمعية العلاقات العامة البحرينية فرأت أن مهنة العلاقات العامة لم تتغير، بل اتخذت أبعاداً أخرى، والدليل هو أن جهاز العلاقات العامة في المؤسسات يقوم بدوره الأساسي منذ تأسيسها، ولكن الثورة المعلوماتية الذي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، جعلت من الجمهور يعلم بما تقوم به العلاقات العامة، وبدأ يتفاعل مع كل ما يطرح من خلال إدارات العلاقات العامة.
وتحدثت خلال الجلسة الثانية (كيف يساهم ممارس العلاقات العامة في وضع الخطط الاستراتيجية؟”)، الدكتورة لولوة بودلامة، أكاديمية وإعلامية، عن أهمية إدخال دراسات العلاقات العامة في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أهمية تفعيل ذلك عبر إقامة ورش العمل والأنشطة المتعددة من أجل خلق أجيال تحمل شخصية ممارس العلاقات العامة.
أما الدكتور خالد بومطيع، رئيس جمعية البحرين للجودة، قال: “لا يمكن للفرد ممارسة العلاقات العامة دون أن يكون لديه علم وشخصية مميزة وحاضرة في جميع الفعاليات”، مشيراً إلى أن التخصص الأكاديمي ليس من يصقل شخصة الفرد بالدرجة الأولى ويجعلها قادرة أن تمارس العلاقات العامة، بل ما يحدد ذلك هو العمل الميداني بسوق العمل.
وأكد الأستاذ ناجي أحمد، نائب رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة – فرع الخليج لمملكة البحرين، إن المؤسسات التي تطمح لتحقيق أعلى درجات النجاح في ممارساتها وتعاملها مع الجماهير وإيصال رسالتها وقيمها المؤسسية عليها الاهتمام بدور العلاقات العامة.
من جهته قال الأستاذ أمجد المنيف، مستشار قطاع الاعلام والاتصال الجديد: “إن الشخص الذي لا يستطيع إقناع مديره أو الرجل الأول بالمؤسسة بخطته الاستراتيجية أو بوجهة نظرة فلا يمكنه أن يكون ممارساً للعلاقات العامة”، منبهاً أنه يجب التعامل مع المهنة العلاقات العامة كممارسة وليس كوظيفة يتم التكسب منها، وذلك من أجل تحيق النجاح في الممارسة.
وقالت خلال الجلسة الثالثة (العلاقات العامة.. أساسية أم كمالية)، الأستاذة يارا عيسى، سكرتيرة التحرير في مجلة روتانا، “شهدت مهنة العلاقات العامة في العقد الأخير تطوراً على مستوى المناصب الإدارية فقط، أما على الصعيد المهني لم تشهد أية تطور، فما زالت المؤسسات تعتبرها مهنة الاستقبال والتوديع وتقديم الهدايا وتجميل المؤسسات”.
من جهته تحدث الدكتور محمد المثناني بجامعة البحرين، عن دور العلاقات العامة في تطبيق المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة، لافتاً أن العلاقات العامة هي الجهاز الذي يربط المؤسسة بجمهورها الداخلي والخارجي، كما أنها نشاط تسويقي يدرك المسؤولية الاجتماعية للمنظمة ويساعدها على تنمية البرامج وإنشاء طريق اتصال مزدوج الاتجاه مع جماهير المنظمة لكي تضمن ان يكون كلا منهم راضيا عن سياسة وإجراءات المنظمة.
وأكد الدكتور عبدالله العساف، مستشار وأكاديمي في مجال العلاقات العامة والاعلام، أن مؤسسات العلاقات العامة هي من تقود الاستثمارات والسياسات الخارجية للبلدان الكبيرة، داعياً جميع المؤسسات الحكومية والخاصة إلى الاستثمار الحقيقي في إدارات العلاقات العامة من أجل تطويرها، والنظر إليها بصورة علمية ومهنية كما ينظر إليها الغرب.
وشدد الأستاذ وحيد البلوشي، مدرب مؤسسي من المستوى الرابع في الاتصال الموجه، “يجب أن يكون هنالك دور فعال إلى رجال العلاقات العامة في مجالس الإدارات والإدارات التنفيذية، ولابد أن تدرك المؤسسات مع التطور الكبير في وسائل التواصل أن العلاقات العامة أصبحت جزء من العمل الرئيسي للمؤسسة.
وانقسم المشاركون في ثالث أيام الملتقى الخليجي التاسع لممارسي العلاقات العامة إلى ثلاث ورش عمل تدريبية، وقد قدم ورشة العمل الأولى الدكتور خالد بومطيع، رئيس جمعية البحرين للجودة، بعنوان (بناء الخطط الاستراتيجية) بالقول: “في ظل المنافسة العالمية الشديدة يجب على المؤسسات التي تنشد التميز إتباع استراتيجية ذات نطاق واسع تؤهلها ليس فقط للبقاء والمنافسة ولكن للتفوق المستمر وللتميز المتواصل”، مشيراً إلى أن الجودة الشاملة ترتبط بالإدارة الاستراتيجية من حيث قدرتها على تعزيز قدرة المؤسسة للحصول على الميزة التنافسية في السوق.
وقالت الدكتورة لولوة بودلامة، أكاديمية وإعلامية، خلال تقديم ورشة العمل الثانية بعنوان (إدارة الأزمات إعلامياً): “أن التخطيط متطلب أساسي مهم في عملية إدارة الأزمات حيث ان، إذ أن معظم الأزمات تزداد تأزما بسبب الأخطاء البشرية والإدارية، وعادة ما تقع بسبب غياب القاعدة التنظيمية للتخطيط، موضحة بأن المؤسسة التي ليس لديها خطط لمواجهة الأزمات فإن الأزمات سوف تنهي نفسها بالطريقة التي تريدها هي لا بالطريقة التي تريدها المؤسسة”.
من جهته أكد الأستاذ وحيد البلوشي، مدرب مؤسسي من المستوى الرابع في الاتصال الموجه خلال ورش العمل الثالثة (بناء فرق العمل): ” أن الهدف من “فرق العمل” يكمن في بناء روح الثقة والتعاون بين الأفراد، وتنمية مهارات الأفراد، وزيادة مداركهم، تنمية مهارات المديرين في تحسين العلاقات داخل المنظمة بين الرؤساء والمرؤوسين، بالإضافة إلى تنمية مهارات حل الصراعات والمنازعات بين الأفراد والمجموعات، وتوفير الاتصال المفتوح بين أجزاء المنظمة لزيادة تدفق المعلومات بين أجزاء المنظمة”.