مابين الفينة والأخرى تراودني فكرة الكتابة عن الأبواب المغلقة، لكثرة مانراها في المجتمع، ولاستساغتنا واستسلامنا وللأسف جملة :
(المدير في اجتماع)!!
الاجتماع لا يعني عدم رغبة المدير مقابلة أحد لتعكّر مزاجه، وليس هو عذر يتذرع به السكرتير عند عدم وجود مديره بالمكتب، وليس هو جلسة خاصة لأصدقاء وزملاء قدامى تسمع (كركرتهم) من خارج المكتب، ناهيك عن الاجتماع الصباحي والذي تشم رائحة فوله وتميسه من خارج الإدارة!!
وعند رؤية كثرة الاجتماعات يتولد لديك سؤال بديهي، لماذا لم نسمع بهذه الاجتماعات المتكررة في زمن مضى مع قلة التقنية لديهم كالبريد الإلكتروني والهواتف الذكية !!؟؟
ليأتي الجواب بكل يسر وسهولة؛ لأن الأولين الصدق مبدأهم، والأمانة نصب أعينهم، فهم لم يجتمعوا إلا في الأشياء المعوقة للعمل، خارجين بحلول طابعها بسمة يحدوها الأمل، لأن هدفهم الوحيد إيجاد الحلول الجذرية، وليست المبالغ المالية والحلول المؤقتة التي صنعها بعض أهل زماننا، تحت مسمى مكافأة اجتماع!!
وحينما نقارن بين اجتماعات زماننا واجتماعات زمان مضى نجد العجب، فاجتماعاتهم تجدها في قمة البساطة، ولا يحضرها إلا أصحاب القرار، وأما اجتماعات زماننا فلابد من تحديد موعد مسبق، يليه تحديد المكان وتهيأته بالكامل، وتسجيل أجندة الاجتماع، ولابد من وجود رئيساً ونائبا وأعضاء ومنسقين وكذلك (محرر) ، ويأخذون وقتاً لو اجتمعوا على قضية فلسطين لانتهوا بتحريرها!! وسبب تلك الإطالة البروتوكولات القاتلة، والعبث بالأموال الطائلة تحت مسمى (مكافأة اجتماع) ، ناهيك عن التغريدات التي تكون خارج السرب، وقد يستغرق الاجتماع عدة أيام لكل يوم ساعات معينة يجتمعون فيه، وبعد كل هذه الترتيبات والبروتوكولات لا تلامس حلولاً جذرية واضحة!!
والأعجب من ذلك يطير قلبك فرحاً عند سماعك للتصريحات التي تلي هذه الاجتماعات، وتُصعق بعد ذلك لذهاب السنة تلو الأخرى دون ملامسة شيئاً مما ذُكر!!
وعلى هامش طُرق الهروب من ساعات العمل، وتأخير المراجعين بشكل ممل، قد يتطور أحدهم ويتعذر بالصلاة، فتجده يغادر مكتبه قبل الآذان بنصف ساعة ويأخذ ساعة كاملة للصلاة ثم يتبعها بنصف ساعة أخرى ليصبح مجموع توقفه عن العمل ساعتين كاملتين، ليتكرم بالرجوع إلى مكتبه بعدها بحجة انه كان في صلاة، وفي حقيقته لم يذهب لمسجد ولم يحضر جماعة شرعية، بل اكتفى بشخصين صلوا معه في مكتبه!!
فلا خير في إنسان لا أمانة فيه، وصدق أحسن القائلين ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )
✍?/ سعود_الغليسي
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
نهير النمش
28/01/2017 في 3:01 م[3] رابط التعليق
احسنت استاذنا القدير سعود الغليسي كلام في كبد الحقيقه اجدت وابدعت
(0)
(0)
زائر.
28/01/2017 في 3:07 م[3] رابط التعليق
كلام جميل حنا في زمن قلت فية الأمانة والإخلاص في العمل وكذالك الإتقان نسأل الله هداية
(0)
(0)
ابو مشاري
28/01/2017 في 3:14 م[3] رابط التعليق
(إن خير من استأجرت القوي الامين(
ليت الاجتماعات هذه تلغى وتمنع لمن هم في اعمال تتطلب تخليص معاملات المراجعين والمؤظفين
وان كان لابد من اجتماع فياليت خارج اوقات العمل ما دام فيها مكافأة اجتماع ههههه
(0)
(0)
السقف البعيد
28/01/2017 في 3:21 م[3] رابط التعليق
كلام جميل أستاذ سعود ولكن فيه قسوه وكأن المجتمع اصبح برمته كما صورته للقاريء الكريم الجميع اصبح يخشى من التشهير اما بالتصوير او التخبير لجهات رقابية كنزاهه وغيرها من السلطات العليا الدنيا بخير والوعي في ازدياد مراجع اليوم ليس كمراجع الأعوام الماضيه لديه من الوسائل النظاميه الحديثة مايجعل الموظف رئيساً او مرؤساً يخشى الاصتطدام معه وفق الله الجميع وتقبل اجمل الأماني…..
(0)
(0)
الناقد
28/01/2017 في 4:42 م[3] رابط التعليق
هل اثني على مقالاتك او على جاذبية عناوينك ?
(0)
(0)
مشعل حماد الرزني
28/01/2017 في 5:16 م[3] رابط التعليق
تشكر على المقال الرائع حيث يجسد الواقع الذي نعيشه .. وجميع مقالاتك رائعة كروعتك .
(0)
(0)
بندر الحامد
29/01/2017 في 12:25 ص[3] رابط التعليق
هذه يا استاذ سعود من علامات الفساد المنتشر في ربوع بلادنا
وقد انتشرت بشكل كبير الا من رحم ربي ، لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
(0)
(0)
بندر الحامد
29/01/2017 في 1:59 م[3] رابط التعليق
بعد اعادة قراءة موضوعك استاذي الفاضل سعود الغليسي
وجدت ان هناك فكرة تريد ايصالها عن مسألة الامانة وضرورة وجودها في الالشخص المكلف بالعمل كمسئول ، وقد يتذرع البعض بان الكفاءة أهم من الأمانة وان الأمانة وحدها بدون كفاءة وقوة لا تفيد في العمل والانتاجية والقيادة الناجحة ، لذلك يتوجب على المسئول اذا لم يجد شخص قوي وأمين ، واضطر الى شخص قوي وليس بأمين ان يضع وسائل رقابية لتحد من سرقته وقلة أمانته ، لان بعض الناس يخشون الناس أكثر من خشيتهم لله وعلى هذا الأساس تكون الرقابة والمتابعة ضرورية وابراء للذمة حيث ان المسئول الأول هم ولاة الأمر ومن كلفهم ولي الأمر بشئون الناس
(0)
(0)
سعد الحطّاب
29/01/2017 في 4:24 م[3] رابط التعليق
الأستاذ سعود لم صعب عليه كشف الغطاء عن الدرباوية في برنامج توب 7 الشهر الماضي فقد كشف لنا الكثير في حلقة كاملة عن أصحاب هذه الهواية المنحرفة والمنحطة، فمابالك أن يدخل من خلال قلمه إلى أروقة المؤسسات فلا شك بأن ذلك عليه يسير!!
كل ما ذكره الكاتب موجود على أرض الواقع إلى حد الخجل ومع الأسف !!
العلاج بيد من يخاف الله من المدراء، فإخلاص النية أولاً، والمدير الناجح يسعى لتثبيت أقدام المؤسسة وتقويتها، وأما المدير الفاشل فهو يسعى لتثبيت قدمه في المؤسسة وتقوية مكانته فقط !!
شكراً أخي سعود والشكر موصول لصحيفة الرأي الإلكترونية .. كنت راعاً حقاً.
سعد الحطّاب – الأحساء
(0)
(0)
ناصرالشملاني
30/01/2017 في 7:12 ص[3] رابط التعليق
موفق ومسدد الاستاذ سعود وبارك الله فيك وفي جهودك في توعية بعض الفئة من المجتمع المفسدة للأسف لأن هؤلاء المدراء أو الموظفين قد أمن العقوبة فماذا تنتظر منه فنحن في مجتمع حقيقةً أصبح لايبالي بالمراجع ولا بالعمل الموكول إليه كأمانة بل ينتظر الراتب وضامن له دون رقابة بشرية تحاسبة وهذا من الفساد المنتشر للأسف فهي مهمة من ولي على هؤلاء وفرط في محاسبتهم وخاصة في القطاع الحكومي بذات والذي هو بمواجهة المجتمع وخدمة المواطن !!
باحث القانوني
ناصرالشملاني
الرياض
(0)
(0)