ما احدثه الحرس الثوري الارهابي الايراني في شمال اليمن هو بإيجاز تفريغ لصعدة أفقيا بمحاذاة حدودنا من الدين الاسلامي الوسطي بما فيه الفكر الزيدي المعتدل وإحلال دين الثورة الارهابية الإيرانية مكانه وهذا ليس مجرد كلام إنشائي بل هذا ما حصل عملياً على الارض منذ ما قبل عام 2000م من خلال عمل كبير ممنهج وبآليات تنفيذ مختلفة خططت لها الثورة الارهابية الإيرانية، ومع انه كان بأيدينا الكثير لتثبيت عقيدة اهل اليمن بالقرب من حدودنا ومنع نشر الفكر الإرهابي الخميني فليس مهماً الآن معرفة لماذا لم نتحرك سابقاً فقد اصبح واقع مؤلم ندفع ثمنه الآن غالياً، والمهم ما العمل حالياً ونحن أمام عاصفة الحزم التي احرجتنا امام انفسنا وأمام مسؤولياتنا الوطنية؟ وماذا نحن فاعلون بهذا الخصوص؟.
يامعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد إن المصلحة الوطنية الكبرى لمواجهة الخطر الارهابي الإيراني تتطلب تحركاً عاجلا من قِبل وزارتكم بالتنسيق مع الجهات المتخصصة في وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والاستخبارات العامة لغرض إعداد خطة وطنية يُعدها المتخصصين بوزارتكم وينفذها ميدانياً بصعدة وما جاورها الدعاة المميزين حتى من غير السعوديين لإعادة من غُرر بهم الى الإسلام الوسطي واستعادة وضع الزيدية المعتدلة باليمن الى سابق عهدها حين كانت تأخذ من الفقه الحنفي والمالكي والحنبلي والشافعي كما تثبت ذلك كتبهم الفقهية السابقة التي كانت مليئة بالنقل من اقوال الأئمة الأربعة قبل أن نترك نحن الساحة للتبشير بدين الخميني الدجال!.
يامعالي الوزير كلف رجالك بالبحث وسيجدون أن الجارودية في شمال اليمن هي حلقة الوصل بين الرافضة الإثني عشرية بإيران وبين الزيدية اليمنية حتى أخرجوهم من الاسلام الذي نعرفه الى دين ملالي الشر بإيران!.
إن المطلوب بكل وضوح من وزارتكم المحترمة هو القيام بدور وطني شرعي في اليمن على ضوء اهداف عاصفة الحزم لتحقيق مصلحة بلادنا الاستراتيجية ومنع تغيير دين اليمن وبالتالي منع تبعيته لإيران وصولاً لمنع تهديد المملكة. وبديهي أن لا يتوقع اي وزير او مسؤول اخر أن قائد البلاد نصره الله سيصدر أمراً جُزئياً له لإعداد عمل ما يفترض القيام به تلقائياً فهذا ليس منطقيا ولا يستقيم والنسق الطبيعي لترجمة السياسات والغايات الوطنية العليا وتنفيذها آلياً في كل وزارة ومؤسسة بما يتناغم مع سياسة وأهداف الدولة داخليا وخارجياً في السلم والحرب دون الحاجة لتوجيهات أخرى إضافية، وهذا ماتفعله تماماً قواتنا المسلحة واجهزة الأمن والاستخبارات المختلفة ووزارة الخارجية حيث ينفذون اعمالهم ومهامهم على ضوء فهمهم الدقيق للسياسات ولإستراتيجيات والأهداف الوطنية العليا التي قامت لأجلها عاصفة الحزم.
يا وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد نقول بكل وضوح وعن معرفة لا يساورها ادنى شك إن الحرس الثوري الايراني الإرهابي قد انتهى من وضع الخطط المختلفة للعمل الميداني المكثف والسريع لما بعد عاصفة الحزم في صعدة وغيرها باليمن وسيبث زبانيته الدجالين ووكلاءهم من الحوثيين لنشر وشرح ملازمهم الدينية التبشيرية التي أُعدت في قُم وبيروت لنشر الفكر الارهابي الخميني وتحويل المسلمين هناك حتى من بعض السنة الى حشود شعبية ارهابية تعمل لنشر الفكر والدين الصفوي الخبيث كمرحلة أولى تمهيدية استعداداً لمرحلة أخرى قادمة!وهي مرحلة الانقلاب الكبير من جديد بدعم قوي ومدروس إن لم نحبطه نحن بالدعوة الوسطية المستمرة، ولسنا بحاجة لتأكيد أن عاصفة الحزم ليست هدف بذاتها وإنما وسيلة لتحقيق غاية كبرى؟، لكن ماذا سيحدث على الأرض باليمن من جديد بعد هدوء العاصفة وسكوت المدافع وقيام تسوية سياسية يكون فيها الحوثيين جزء من الحكم كسفراء وعملاء لطهران؟! وهنا تكمن المشكلة بالنسبة لنا وهذا ما تدركه ايران جيدا وتعمل بقوة لإستغلاله لتغيير الدين الاسلامي باليمن وخاصة بالمناطق المقابلة لحدودنا لتصبح هي في مواجهتنا مباشرة، فهل هذا يكفي لكي نقتنع ونقوم من خلال وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد بعمل كبير ودائم منذ اللحظة لنشر الدعوة الاسلامية الوسطية في فراغ كبير بمنطقة مجاورة يسودها الجهل والتخلف ومستعدة لتقبل من يأتي اليها ويعمل بها؟.
المسألة ليست ترف. وليست عمل دعائي. ولا سعي لنشر الاسلام فقد بلغ الآفاق ولكن الأمر يتعلق بحفظ الأمن الوطني للملكة وسلامة الحرمين، ومنع إخراج اليمن هذا الجار القريب الذي أُبتلينا به من دائرة الاسلام والعروبة الى دائرة حكم ودين ملالي ايران وما سيترتب على ذلك من مخاطر هائلة على المملكة.
ألا نستطيع التنسيق مع ثلة من رجال اليمن أهل السنة الفقهاء ومثلهم من الوجهاء ثم:
1. نكلف الداعية الناجح فلان ويختار معه 6 دعاة يرافقهم 7 أشخاص وبحراسة أمنية سعودية لغرض الدعوة في صعدة وإيضاح العقيدة الصحيحة.
2. بناء 20 جامع على احدث طراز بمرافق دعوية حديثة، وتدفع تكاليفها كاملة الجمعيات الخيرية المليارية السعودية بما في ذلك تكاليف الدعاة واحتياجاتهم وسكناهم وحتى الزواج من هناك.
إن هذه الفقرتين {1،2} لو خططنا بناء عليهما فسنحبط مشروع ايران في شمال اليمن. فهل هذا صعب أو مستحيل؟ أو لا يخدم المملكة وأمنها؟ او هل هو عمل مشبوه؟ كلا.. لكن من يعلق الجرس ويتحلى بالشجاعة وبُعد النظر ليخطط ويقدم مشروعه؟ بل قل أين من يفهم كيف يفكر دهاقنة الثورة الارهابية الخمينية؟.
لم تنجحوا كثيراً في لجم الفكر الارهابي الداعشي وغيره وأنتم المتخصصين فأحبطه رجال الأمن الساهرين، فعوضونا بمشروع دعوي قوي ممنهج ودائم يحول دون نشر الفكر الارهابي الخميني الأخطر من داعش على حدودنا الجنوبية، ولا تدفعون من ميزانياتكم ريالا واحدا، بل يجب ان تقوم الجمعيات الخيرية المعروفة بتمويل هذا العمل العظيم وهذا ممكن وبكل سهولة، واستدعوا الدعاة الثقاة المخلصين ذوي الخبرة ولن يخذلونكم فهم يدركون مسؤوليتهم الوطنية وحجم الخطر الذي يشكله عدو الإسلام والمملكة.
إن هذا المشروع له أهميته الشرعية والأمنية والفكرية والعَقَدِية وليس له علاقة بمشاريع إعمار اليمن لاحقاً، وللعلم فإن التأخير ليوم واحد يعني تقدم لدين الخميني سنة كاملة بصعدة.
هل كل هذا الكلام سر؟ بالطبع لا. وهل هناك سر في هذا الزمن؟ نعم النوايا هي السر الوحيد، لكن هل يوجد بيننا سعودي واحد غبي ومع ذلك لا يعلم ادق التفاصيل عن نوايا ملالي الثورة الخمينية تجاهنا وتجاه عقيدتنا تحديدا؟ فأين السر؟!.
نحن لا ندعوا للتجييش الطائفي في اليمن ولا لتغيير دين أحد ولا لإلقاء الخطب الجهادية لأهداف ارهابية بل نحن على الحق ونحمل معنا الخير والسلام فَلِمَ نُلدغ للمرة العاشرة من نفس الجحر، ثم نستيقظ متأخرين لنجد اننا قد أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض؟! نعوذ بالله من التخاذل ومن قصر النظر ومن آراء المنهزمين ذوي الأعذار التي لا حدود لها وما أكثرهم، ولسان حالهم يقول لماذا نهتم بعقيدة أهل اليمن وما علاقة ذلك بأمننا الوطني وهذا يدل على الجهل العميق بكل شيء.
30/01/2017 12:59 م
وزارة الشؤون الإسلامية هذا دوركم في اليمن!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6322559.htm
التعليقات 1
1 ping
محمد الاحمري
01/02/2017 في 1:00 م[3] رابط التعليق
1. كنا نتمنى ان وزارة الشؤون الاسلامية وهيئة كبار العلماء كان لهم السبق في عقد ندوات ومؤتمرات لنظرائهم وللعلماء في الدول الاسلامية من اجل توحيد الجهود الدعوية… ومن اجل توضيح البدع والضلالات للمسلمين فيجتنبوها.
2. كنا نتمتى ان تعقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات في مكة المكرمة والمدينة المنورة ..المدينتين النقدستين.
3. كنا نتمنى ان تكون المبادرات من ارض الحرمين.
مع علمي بأن هناك مقترحات لهم بهذا الشأن من بعض المسلمين…
اللهم ارنا في اسلامنا خيرا.
(0)
(0)