الاجتماع القادم للمعارضة السورية بالرياض المتوقع في 21 اغسطس 2017م، والذي نأمل أن يكون مختلف عن بقية الاجتماعات، وإن كان من الحكمة خفض سقف التوقعات بناء على المتغيرات في العمل والنتائج خلال مسيرة وعمل هذه المعارضة داخل الأرض السورية. وبصراحة فإن الوضع بناء على الماضي اضحى صعب لفهم المعارضة نفسها وفهم استراتيجية عملها بناء على نتائج افعالها ميدانياً. وقادة المعارضة حقيقة لم يعد بإمكان الانسان العربي البسيط وضمنه الشعب السوري معرفة واقعهم كمعارضة ومستقبلهم عدا رمزية العنوان فقط وأقصد أن منهجية العمل الداخلي سياسيا واداريا وعسكرياً لم تعد ذات قيمة في ظل المتغيرات، ولا ابالغ ان قلت ان الكثير محتارين ولا يعرفون ماهي ادوار المعارضين التي يقومون بها في شتى المجالات ومجهول حتى هيكلية تنظيم المعارضة السورية وتسلسلهم الاداري والقيادي كمسؤولين مُناط بهم مهام في ظل عشوائية رهيبة بالمعارضة يراها المراقب اكثر من أهل الدار،. هذا في المجمل لكن من باب النصيحة والحرص الشديد أن لا يضيع ما تبقى من الفرص فسأوضح برأيي كيف نراكم نحن الناس العاديين كمعارضين بعد ما آلت اليه الأمور بثورة سوريا عسكريا وسياسيا ومعنويا كما يلي:
مختلفين على كل شيء في السر والعلن وبعضكم ضد الآخر.
لم تتمكنوا من اقناع الغرب بعدالة قضيتكم وهذا الغرب فهمكم جيدا وفهم صراعاتكم فلم يضع لكم الإعتبار اللازم.
تتنافسون على مناصب وكراسي لا وجود لها أصلاً وهذا واضح.
اخفقتم في حماية الجيش الحر بل ساهمتم بخلافاتكم في تدميره. فهل تخبرونا عنه الآن وماهو القادم؟ وهل لديكم توجه لإنشاء خلايا مقاومة سرية بعد أن بُعثر الجيش الحر امام اعين الجميع ولم يعد بيده زمام المبادرة.
نشك كعرب مراقبين أنه يوجد بينكم اعضاء ومجموعات تعمل وثيقاً مع النظام وتنقل له عنكم كل شيء كتخطيط ونوايا وعلاقات ودعم وتدَّعي امامكم انهم يسعون معكم للتغيير.
منصاتكم المختلفة بمصر وموسكو وغيرها نراها منصات عبث تعمل برؤية غير السوريين وقد فشلتم كمعارضة رئيسة في ادخالهم ضمن مظلة معارضة الشعب السوري الحقيقية أو تهميش دورهم دوليا.
إن القائمة تطول لما ينتاب العربي البسيط من عدم رضى ولما آلت اليه ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار المحمي بالحرس الثوري الإيراني، ولكن نقترح عليكم ايها الإخوة شيئين مهمين وحاسمين وهما:
اقتنعوا اشقاءنا أنكم لن تقودوا مرحلة مابعد بشار فليس لكم إمكانية بذلك لأسباب انتم تعرفونها دون غيركم، ويجب عليكم والحال كذلك أن تعطوا الفرصة للصف الثالث ليتدرب ويتبنى العمل السياسي وغيره من الأعمال الأخرى ضمن استراتيجية جديدة تختلف كليا عن ما فعلتم انتم مع انكم اجتهدتم كثيرا ولكم التقدير. ولكن الشعب السوري ليس بإمكانه بعد اليوم التفاعل ايجابا مع شخوصكم وأنتم الشيوخ الآن فأعطوا الفرصة لمن يستطيع ولديه مواصفات الشباب ليخلقوا شيء من الأمل والعمل الجديد للسوريين. صدقوني اشقاءنا أن الجميع اصابه الملل من عناوين ومسميات وأشخاص معارضتكم، واصبح الكثير يغير برامج محطات التلفزة لمجرد رؤيتكم، وأنعم بكم وأكرم لكنم اخفقتم فأنسحبوا بهدوء وسلموا الراية لشباب سوريا وصدقوني انهم الأقدر على التغيير . قال الملك حسين بن طلال ذات يوم إن الزحام يعيق المسير. وحقيقة أن كل طرق المعارضة السورية مزدحمة جداً منذ البداية الى حد الإختناق. ارحمونا رعاكم الله من كثرة مسمياتكم ومناصبكم ومهامكم ومهماتكم ومنصاتكم التي انتم تعلمون قبل غيركم أنها تحمل الكثير من المشاكل التنظيمية وعجزتم حتى عن حلها.
ثانياً وأخيرا فإن طريق النصر والتحرر من الظلم والطغيان تتطلب القيام بعمل سري مدروس ونظيف ومشروع يقوم به الشعب السوري من الداخل ويقوده رجال بصمت من الخارج والداخل وهدفهم الأول والأخير ازالة هذا الظلم دون طمعاً في منصب أو حكم أو الظن ان هناك استحقاقات شخصية وحزبية لاحقة، فهل انتم فاعلون؟ وهل هذا ضمن تخطيطكم ومنهجكم؟، نرجوا لكم التوفيق من الله.
ورايي هذا المستقل الذي قلته لا يمثل احد غيري وهو بدافع المحبة والألم والأمل بنفس الوقت لمستقبل المعارضة والشعب السوري. ننتظر تحولاتكم وتضحياتكم الوطنية وسنرى. والتاريخ لن يرحم أحد ممن يقود أي مشروع تحرري ثم يخطئ او ينهزم حتى وإن كانت الأسباب والمعوقات مفروضة. وكم بقي في الأعمار ايها القادة الأشقاء الشيوخ الذين ندرك محبتكم لسوريا وللعرب. غيروا كل شيء ونسقوا مع اشقاءكم المخلصين من العرب، واحذروا مطبات المنصات مع تقديرنا لأصحابها.
20/08/2017 9:06 م
إلى المعارضة السورية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6366634.htm