إن التحالف العظيم الذي أنشأته السعودية وقادته بإقتدار لتخليص اليمن من الهيمنة الإيرانية، لم يسبق للعرب أن أنجزوا مثيلا له. لهذا لا يعتقد احد انه مرحب به من اي دولة غير اعضاءه، وأشير الى ان أهم اعداءه سراً هم واشنطن ولندن، وقطر قبل طردها ذلك الجاسوس السابق لمصلحة اعداء التحالف وفي مقدمتهم ثورة ايران، هذا عدا عن عدو آخر فشل وهو الطابور الخامس الذي تم إخماده بالمملكة والبحرين والامارات وهم الذين انفقت عليهم قطر طويلاً، فكان الخزي والتواري والنفاق هو عنوان ذلك الطابور. ويضاف لهؤلاء جميعاً منظمات حقوق الانسان الغربية وتفريعاتها المُسيسه والمأمورة، ومعهم امانة الأمم المتحدة. فهل يدرك القلة جداً من المأزومين من المثقفين -الجهلة- في بلادنا لحقيقة الأمر؟ وهل يفهمون معنى صمود التحالف ونجاحه في وجه الضغوط والتحديات الهائلة، وأنه حلف قام لينجح كمشروع دفاعي وجودي عن المملكة وكل دول العرب؟.
إن هذا التحالف العظيم الثائر في وجه طغيان ايران ومن اطلق يدها قام ببناء جيش يمني على ارض اليمن تحت قيادة الشرعية وأمده بالتدريب والعتاد والفكر والدعم اللوجستي الكامل ليقوم بتحرير ارضه، وهو جيش كبير جدا بعدته وتعدداه مقارنة بميليشيا الحوثي المتمجس العميل، ومقارنة بما كان تحت سيطرة الرئيس الخائن السابق (رحمه الله).
إن حرب التحرير لها ثمن كبير يجب ان يدفعه شعب وجيش اليمن الذي تحتل عاصمته ايران وميليشياتها التي سلَّحها بالدبابات والصواريخ والمدافع والذخائر الرئيس علي صالح الغادر ببلاده وبجيرانه ليقتله الحرس الثوري غيلة بالنهاية وهو يستحق ذلك بكل صدق (رحمه الله).
والجيش الشرعي اليمني لديه خاصية كبيرة بحصوله على دعم جوي وارضي يوفره التحالف، وهو جيش بكل المقاييس يتفوق على كل ما لدى ميليشيا الحوثي بما في ذلك اسلحة التهريب القادمة من ايران عبر البحار وأرض عمان وعبر منظمات الاغاثة المعادية جواً وبحراً، فلماذا يتقدم هذا الجيش الوطني خطوتين ويتراجع بنفس القدر؟!، صحيح ان هذا الجيش حالياً يحقق نجاحات على الساحل الغربي بدعم واسناد جوي مباشر من التحالف ولكن لن نتفاجأ بتراجعه من المواقع المختلفة المحررة بإتجاه الحديدة!.
لا يمكن لأي أحد ان يفهم مالذي يجعل جبهة نهم ونقيل بن غيلان المشرفة على مطار صنعاء مكاناً لتراجع جيش الرئيس هادي، فكلما اقتربوا منها ومن قبائلها المحيطة بصنعاء تراجعوا وتفاشلوا وتخاذلوا وانسحبوا تحت حجج تدعوا للإشمئزاز كقول بعضهم هناك أسباب سياسية عليا! وهذا محض كذب، بل اقرب مايمكن توقعه هو انهم مخترقين ايرانياً وحوثياً وأممياً دون ان يعلم احد بحجم وكيفية ذلك.
لا يجب بعد هذه اللحظة السماح بالتأخير في انهاء سيطرة الحوثي على الحديدة ولا على اي مكان آخر خارج صنعاء، ولا يجب ترك المجال لقادة ميدان فاشلين وربما خونة مخترقين بالجيش اليمني، وهذا احتمال وارد، ومن الفضاعة ان يتسامح احد عن هؤلاء الجبناء السفلة وهم يتولون قيادة وحدات قتالية ضد الحوثي، بل ارى ان على التحالف العظيم المحترم والناجز ان يتولى رجاله موضوع الإشراف على كل قائد يمني ميداني في الجبهات ورصده ليتم التعامل معه فوراً اذا تخاذل او انسحب او لم يوفر الذخائر والامداد الكافي لجنوده، وسيكون عبرة لغيره من امثاله وسيكون حديث تتناقله الاخبار بكل نواحي اليمن. ومن يدري فقد يُكتشف أن التوجيهات فعلاً تأتيهم هكذا من الأعلى (قياداتهم) ولا شئ يستغرب في اليمن بعد سيناريو حياة الراحل المجرم الكبير علي عبدالله صالح المتناقضة. رحمه الله.
ومن البديهي ان التحالف العظيم يدرك أن الحرس الثوري الايراني لديه وسائل استخبارية تمكنه من التتغلغل في الاماكن الهشة والضعيفة قيادياً، وارجو ان لا نتفاجأ بتصفيات من خلال تلغيم سيارات ومواقع القيادات العليا في الشرعية اليمنية، وهذا ما حصل مع الرئيس السابق الغادر المغدور حينما اخترقوه طويلاً وقاموا برصده على مدار الساعة ورصد كل شئ حوله، ويعلمون عنه مالا يعلمه حراسه! فكانت تصفيته اسهل مما كان يعتقد البعض من الذين ظنوا انه كان يمسك بشئ مهم على الأرض بينما لم يكن الرجل اكثر من غطاء سياسي بالاسم فقط للميليشيا، وحينما اراد النجاة بجلده غيبوه غدراً كما غدر هو بالعرب وبشعبه.
يبقى السؤال حائراً رغم تكراره من كل منصة اعلامية، لماذا لم يتم ازعاج رصيف الحديدة البحري بعمليات مقاومة عادية وبسيطة وممكنة من خلال عبوات ناسفة بدائية جداً، لتعلم الأمم المتحدة انه غير آمن وانه يجب تسليمه للشرعية ؟! أين العمل السري دون ان يعترف به احد بالشرعية ايها الجبناء بقيادات جيش اليمن الوطني والمقاومة؟ اين العمليات الخاصة السرية البسيطة التي تشاغل مجاميع الحوثي في كل المدن اليمنية التي يحكمها الحوثي بقوات صالح التي سلمها لهم؟ اين هو زرع العبوات الناسفة البدائية بأحد ارصفة ميناء الحديدة وبداخل شوارع صنعاء وتعز وصعدة وحجة ايها النائمون المخزنون بجيش الشرعية؟! تباً للمتخاذلين منكم ما احقرهم تجاه وطنكم وشعبكم ومستقبلكم، لقد اثبت بعضكم ان الخيانة اصبحت جزء من حياتهم.
الا تجب محاكمة الجبناء والخونة والمُدْبِرين والمنهزمين بالجيش الوطني اليمني ميدانياً وتنفيذ الأحكام فيهم فورياً، وتجريدهم من شرف لا يستحقونه، فالخونة والجبناء والضعفاء لا يستحقون إلا معاملة كهذه؟.
لا يجب ترك الوضع آمن بميناء الحديدة تحديداً، رغم حجم الضغوط الغربية الهائلة المعروفة والخفية، وكان يجب تطهيره بهجوم خاطف لحظة مقتل مُخرب اليمن وبائعه لإيران الرئيس صالح رحمه الله، ورحم كل من قتلتهم ثورة ايران من العرب.
قرأت فلم أجد تحالف كتحالف اعادة الشرعية لليمن. يقاتل هناك ويحمي الحدود هنا ويبني جيش اليمن ومدنه ويغيث شعبه ويحمي حكومته ويتحمل الغدر والضغوط غير آبه. فلهم التحية والإجلال، والنصر والله انه لنا اقرب مما يتصور المتشائمون الضعفاء.