يقول الراوي انه بعد أن صلى الضحى بقي في مكانه فغالبه النوم فغفى مقدار مدة تحضير دلة القهوة العربية بالطريقة التقليدية، وفجأة وجد نفسه في خضم احداث غريبة بإيران ويحضر اجتماع سري في مركز دراسات رئاسة الجمهورية الإيرانية. ثم يسرد هذا العابد تفاصيل مشاهداته الغريبة خلال ذلك النوم فيقول انه كان يرتدي لباساً كردياً تقليدياً يشبه لباس السيد مسعود بارزاني، ويجلس في مكان دائري الشكل تحت الأرض ومعه ثلاثون رجلا وتسع من النساء أجملهن تبكي!، وفجأة دخل رئيس الجمهورية واسمه حسن لكنه في هيئة وملامح أحمدي نجاد! وقف الجميع احتراماً له عدا السيدة الباكية، وبعد لحظات قال الرئيس لقد أمرني سماحة المرشد الأعلى اية الله العظمى بأن استمع الى كلام خطير لديكم. سكت الجميع وإذا برجل متجهم وضخم اسمه شامخاني ومعه ورقة كبيرة وضعها امام الرئيس فقرأها مرتين ثم تركها وخرج وهو يقول اعرف هذا مسبقاً ولا جديد سوى خوف حقيقي طرأ!… ويتابع هذا العابد فيقول وجدت نفسي فجأة اقرأ تلك الورقة والجميع ينظر الي فإذا به مكتوب بأعلاها كعنوان (مُنسق الورد وعربستان) وفهمت ان المقصود بمنسق الورد هو مرشد الثورة علي الخامنئي وعربستان هي السعودية، وفي التفاصيل مكتوب بهذه الورقة على شكل نقاط متسلسلة، لقد قامت ثورتنا الإسلامية كخطوة أولى بإيران لتحقيق مايلي:
الإستيلاء تدريجياً على عربستان ثم القضاء على دولتهم، وإنهاء دينهم وربط مكة والمدينة بإيران عبر مرجعية قم والنجف، وحماية مراقد ال البيت بالمدينة وكل البلاد وتطهير حجرات الرسول الأعظم من جثث الأعداء.
تمكين المستضعفين المسلمين في عربستان وسواحل الخليج الفارسي من الغرب من ادارة الثروات النفطية وربطها بنظام الجمهورية المالي والاقتصادي.
السيطرة على البحرين وإنهاء حكم ال خليفة وطرد غير الموالين للثورة.
تحويل الكويت الى اكبر ميناء بحري ايراني وإضعاف حكم ال الصباح ليبقى صورياً فقط وتصبح الدولة تحت وصاية حزب الله فرع خليج فارس.
المحافظة على عُمان بنظامها السلطاني وعلى ولاءها للثورة وإلحاق دولة الامارات بمسقط تحت عناية ورؤية الجمهورية الإسلامية.
تقسيم العراق الى جنوب تابع للجمهورية الاسلامية والباقي يبقى ساحة للنزاع الدائم بين العرب والكرد والترك ونتدخل نحن فقط لإدامة الصراع.
بعد أن ننجح في السيطرة على لبنان يتم اعطاء حزب الله هناك كل ما يحتاجه ودعمه بالسلاح ليدعم هو المستضعفين بالدول العربية فقط لتغيير الحكومات الموالية للشيطان الأكبر.
مساعدة الفلسطينيين وحكومة سوريا على تغيير نظام الأردن الملكي والسيطرة عليه وتوطين اتباعنا من عرب العراق (الشيعة) في جنوبه.
إبعاد العرب عن قضية القدس وسحبها من تحت ايديهم ليصبح شعار القدس والكوفية الفلسطينية رمز دائم للثورة وللجمهورية الإسلامية.
اغراق الفلسطينيين بالخلافات وفي سبيل ذلك يجب دعم الحركات اليسارية والاسلامية بالمال ومنع عربستان من توحيدهم.
العودة بكل الوسائل ومهما كان الثمن للسيطرة على الجامع الأزهر بمصر واقامة النظام الإسلامي به كما كان سابقاً وفي الشمال الإفريقي ، والتمدد على طول سواحل البحر الأحمر.
تغيير دين اليمن الشمالي وطرد النواصب ليتحول بالكامل الى نظام ودين الجمهورية الإسلامية وجعل ميناء الحديدة نقطة تجمع اسلامي لحجاج افريقيا والقرن الإفريقي ونقلهم على نفقة الثورة عبر البحر من بلدانهم ثم ننطلق شمالاً لتغطية وتأمين طريق الحج.
مساعدة جنوب اليمن ليبقى معادٍ لجيرانه وتشجيع استمرار نظامه الماركسي وحماية رموزه والدخول معهم في تعاون اقتصادي كبير.
يتابع العابد كلامه فيقول ثم قرأت بإسفل الورقة سطورا كتبت بالخط الأحمر جاء فيها …لقد تأملنا تحقيق اهدافنا خلال عشر سنوات لكن عربستان اعاقتنا في كل مكان، وها نحن الآن في عام 2018م ولم يتحقق من تلك الأهداف إلا القليل وتحديداً في لبنان والعراق وسوريا وهي غير مضمونة البقاء، وبقية الاهداف إما لم تنجح أو نجحت جزئياً ثم تنهار كما في اليمن، والخطر الحالي الأكبر هو تمكن الأعداء من كشف حجم دعمنا وخسائرنا التي تكبدناها وفشل بعض مشاريعنا امام الشعب الايراني مما شجعه على التظاهر والاحتجاج ضد ثورة الإمام روح الله اية الله الخميني رضوان الله عليه. إن مملكة عربستان (السعودية) هي وراء هذا الفشل وهذا التراجع الشامل الذي وصل الى حد تهديد بقاء الجمهورية وهي التي وقفت طويلاً في وجه الثورة وضد مشاريع الولي الفقيه نائب صاحب الزمان وضد إرادة المستضعفين. ان عربستان هي العقبة الكبرى الوحيدة التي منعتنا منذ اليوم الأول من تحويل مواسم الحج الى مشروع اسلامي ثوري كبير نصدر بموجبه الثورة عبر مكة الى العالم، ومن ثم التمهيدد من هناك لإعلان عودة الإمام الغائب صاحب السرداب. إن عربستان هي عدونا الوحيد وليس لنا عدو سواها، واسرائيل خلافنا الوحيد معها هو ان لا ينتهي هذا الخلاف قبل أن تقوم الجمهوريات الاسلامية التابعة لنا!. يواصل العابد روايته العجيبة فيقول تركت الورقة ونظرت الى الوجوه من حولي فإذا هي متجهمة عابسة لكن أحد الرجال دموعه تنهمر على لحيته فقالت له السيدة الباكية بدل بكاءك هذا ايها الحقير اذهب الى المرشد وقل له ان يتواصل بصاحب الزمان ويطلب منه ايجاد حل لحماية مشاريع الثورة خارج ايران، أما في الداخل فنحن اقوياء لفترة قادمة، ألستم الآن جميعاً تعترفون بأن عربستان هي سبب هزيمة المرشد ومشاريع الثورة خارج ايران، فأين هو الإمام المختفي القوي الذي تقولون، ولماذا يختفي اصلاً إذا كان بهذه الأوصاف الخارقة؟ اليس هو اقوى من عربستان؟ انتم كاذبين دجالين، وعندها اخرج هذا الرجل مسدساً من تحت عباءته وقتل المرأة ونظر اليَّ وفوهة مسدسه نحوي وقال من أنت؟ أنت شر قادم وعيناك غريبة؟! فنهضت مرعوباً من نومي فإذا بي في نفس المصلى وحيداً، فاستعذت بالله من الشيطان ومن الثورة ومن مرشدها مُنسق الورد وأي ورد!، ومن تلك الباكية وقاتلها. يقول هذا الرجل بعد أن افاق لقد استغربت انني لم اسمع أي اشارة لحكومة قطر وكأنها اختفت أو لا قيمة لها!.
رؤياه تحتاج تعبير من لدن خبير متأني ليس بكاهن.