وتستمرُ الحياةُ بعد الرحيل.. لمن رحلوا حياةٌ تنتظرهم ولمن بقيَّ حياةٌ تنتظرهم، غير أن هناك فرق، فمن رحل قد عرِف نهاية مصيرهِ منذ عانقت عيناه السماء وشخصَ بصره، فإما إلى الجنةِ التي نسألُ الله أن نكون من أهلها وجميع أموات المسلمين، وإما إلى النار والعياذ بالله منها، نسأل الله لنا ولأموات المسلمين أن يجيرنا ويسلِّمنا منها ولكن من تبقى منّا على قيد الحياة هل هو حيٌّ فعلاً أم أنه ميتٌ حيّ؟!! وكيف نعرف ذلك؟
إنها رحلةٌ طويلةٌ تلك التي نسيرُ فيها رحلةٌ لا يعلمُ نهايتها إلا الله عزّ وجل ومهما بلغنا من الطاعات لن نضمن دخول الجنة، ومهما بلغنا من المعاصي فلن يُلقى بنا إلى النارِ وكلَّ ذلك بقدرٍ كتبهُ الله مُبطنٌ بإسباغ رحمته علينا، فدخول الجنةِ لا يكون إلا بثبات القلب على دين الله عزَّ وجل قبل الرحيل ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )، والخلاصَ من النارِ ولهيبها لا يكون إلا برحمة الله سبحانه وتعالى ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب )، فلنتوكل على الله ولنعمل جاهدين لطاعته ونُخلص في كل عملٍ نقومُ به ونجعله لوجه الله، ولنحسن الظن بالله تعالى في رحمته لنا.
ومهما بلغَ بك اليأسُ والحُزن، وخنقتك العَبَرات، وإن أبيضَّت عيناك وغرِقت في مائها وكتَّفَك الأسى والحنين مكانك قُم وانفض عنك ذلك كلَّه وعد إلى الحياة وانطلق، لتحيا بالله ومع الله، وتحيا بالقرآن ومع القرآن متيقناً أن لا مفر، ولا تكن عبرةً من العِبَرات في قصصٍ مضت، وابدأ من جديد بالأمل فما زال هُناك متسعٌ من الوقت احرص على الانتفاع به، واحمل معك ما تحسبُ أنه يكفيك زاداً للمسير وللنَّوم الطويل، واستعد لرحلةِ عُمر لا يعلمُ نهايتها إلا الله.
بقلم: سميحة يماني
رحلة عُمر
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6401426.htm
التعليقات 3
3 pings
زينب
08/05/2018 في 2:51 ص[3] رابط التعليق
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد ان هديتنا
(0)
(0)
احمد حاضر
08/05/2018 في 3:08 ص[3] رابط التعليق
مقال هادف ونسأل الله من فضله
(0)
(0)
حنان وزان
08/05/2018 في 11:48 م[3] رابط التعليق
رائع ماشاء الله بالتوفيق بعض الأحداث لايشفي جراحها الا قلماً
(0)
(0)