أَزِفُّها ودموعُ القلبِ تنسفحُ
أهكذا يَتَآخَى الحزنُ والفَرَحُ!
أهكذا يا ابنتي ننمو، ويشطرُنا
نُضْجٌ فيَـرحَلُ عن أعذاقِهِ، البَلَحُ!
أهكذا تُكمل الأيَّامُ دورتَـها
فأَنطفي، وبِكِ الأيَّامُ تنقدحُ!
يا غُرَّةً مَنَحَتْني الصبحَ مُقْتَرَحًا
فكان أجملَ مِمَّا الشمسُ تقترحُ
في هذِهِ الليلةِ النشوَى يطاردُنـي
حتَّى الكهولةِ، من أشباحِها شَبَحُ
لو يعلمُ العرسُ ماذا خلف زغردتـي
من الهواجسِ كاد العرسُ ينجرحُ
كأنَّ طرحتَكِ البيضاءَ في خَلَدي
تشفُّ عن كَفَني فيها وتَتَّضِحُ
أفديكِ بالأصلِ يا فرعي، وما مَلَكَتْ
نجوايَ من خاطرٍ بالصمتِ يُفتَضَحُ!
ويا عروسًا بـلَونِ الخمرِ صافيةً
تُجْلَـى، وأترابُـها من حولها قَدَحُ
تَبَرَّجَ الليلُ في أحلى مباهجِهِ
كما تَبَرَّجَ في ألوانِهِ، قُزَحُ
ولُـحْتِ في الحسنِ تَسْبينَ الجهاتِ بهِ
سبيَ القلوبِ، وصدرُ الوقتِ مُنْشَـرِحُ
فهل تَوَشَّحْتِ بالفستانِ زاهيةً
في سحرِهِ، أم بِكِ الفستانُ مُتَّشِحُ؟!
يا جَرَّةً من صراخٍ كنتُ أحملُها
مُبَلَّلًا بِصداها حين ينسفحُ
فَضَّتْ خزائنَها الذكرَى فطالعَني
منها قماطُكَ والألعابُ والمُزَحُ
ورَفْرَفَتْ بكِ في بستانِ خاطرتي
فراشةٌ كان من أسمائِها، المَرَحُ
ماذا أقول وقد أمسَى يُشاطِئُني
في الدَّارِ نهرٌ من الأشواقِ مُنْسَـرِحُ؟!
فكلُّ بابٍ سؤالٌ حين ينفتحُ
وكلُّ ضوءٍ حنينٌ حين ينقدحُ
يا حلوتي.. وأُحِسُّ الدارَ يملؤُها
ليلُ الغيابِ فتنسَى كيف تصطبحُ
تيهي بـفرحةِ تلميذٍ.. تُحَرِّرُهُ
من قبضةِ الحِصَصِ، الأجراسُ والفُسَحُ!
أمَّا أبوكِ فقد ألفَى سعادتَهُ
في حِصَّةِ الوقتِ درسًا ليس ينشـرحُ
أهديتُكِ العُمْرَ واستثنيتُ زاويةً
فيهِ تقيمُ بها الأوجاعُ والقُرَحُ
الشاعر/ جاسم الصحيح