ووسط أهازيج العرضة الأحسائية والفلكلور الشعبي، أقام مجموعة من إعلاميو الأحساء حفلاً بهيج رافعين فيه شعار “يوم الوفاء لرحلة العطاء” لتكريم مدير التحرير السابق للمكتب الإقليمي لدار «اليوم» بالأحساء الأستاذ عادل بن سعد الذكر، بعد عمله الإعلامي الطويل.
وفي بداية الحفل، قُدمت لوحة خطابية للتعريف بالمحتفى به، بأسلوب نثري، رسمت حياة “الذكرالله” بين القلم والتدوين، وكيف وضع بصماته على خريطة الأحساء، ليخرج جيل من الإعلاميين تتلمذوا على يده، متقلداً خلال مشواره الطويل العديد من المناصب القيادية الحكومية والإعلامية ، بعدها تم عرض فيلم مصور عن سيرة الذكرالله، والتي بدأت عام 1405 من الهجرة، ليعمل محرراً متعاوناً في جريدة اليوم، ثم محرر في استديو الإذاعة السعودية، ليستمر في الركض الصحفي الأحسائي حتى عُين مديراً لتحرير جريدة اليوم عام 2000 م.
في حين توالت هدايا الإعلاميين والإعلاميات في سباق جميل، تخللتها نغمات الطبول والعرضة الحساوية، في أجواء جميلة جعلت من المكان، لوحة فنية رسمت بألوان الوفاء، كما تسابق الحضور في مداخلات، ليسردو قصص وحكايات من الذكريات تخللت حياتهم العملية مع الذكرالله، ففي البداية أرتجل الاستاذ موسى الحميد شاكرا الذكرالله بما قدمه في مشواره الصحفي، وتوالت كلمات الإعلاميين والإعلاميات في صب كلمات التقدير، وسرد روايات الذكريات.
وفي لحظة وفاء، صمت الحضور، ليتقدم أبناء أصدقاء الذكرالله القدماء، الذين عملوا معه في بداية مشواره الصحفي، وانتقلوا عليهم رحمة الله خلال فترات ماضية، ويقدموا هدايا بأسماء والدهم، وهو “عبدالله القنبر، سعد الحرشان، سعيد الدوسري” رحمهم الله تعالى.
يشار إلى أن الذكرالله حصل على بكالوريوس العلوم و دبلوم إدارة تربوية، ثم سافر لحضور برنامج القيادة التربوية في ( جايكا ) باليابان، ليلتحق في سلك التعليم، متنقلا في سلم وظيفي حتى عُين مديراً الإعلام التربوي والعلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم للبنين بالأحساء ، و لم ينشغل الذكر الله بالعمل الحكومي في التعليم عن معشوقته الصحافة، فحضر نحو 30 دورة تدريبية، كما قدم 14 دورة تدريبة، إضافة إلى العديد من الندوات وإدارة الحواراًت المنبرية.
وشغل مناصب إعلامية متنوعة، منها رئيساً لتحرير مجلة “تعليم الاحساء”، ورئيس المنتدى الإعلامي في الاحساء، بالإضافة إلى رئاسة اللجنة الإعلامية في الانتخابات البلدية لعام 1425هـ.
إلا أن أبرز محطة في مسيرة عادل الذكر الله الصحفية، كان إشرافه على إصدار ملحق الأحساء اليوم، وهو الملحق الذي لقي نجاحا كبيرا في حينه وحقق انتشار واسعاً.
و تميزت تجربة عادل الذكرالله الصحفية بالتنوع، فكتب في جميع الأشكال الصحفية، إلا أن مقاله “شمال شرق” ميزه ككاتب رأى رصين ومحايد، يعبر بالكلمة عن أدق تفاصيل قضايا وطنه ومواطنيه، كما كانت لتغطياته الصحفية لون خاص ومختلف فعمل حوارات عديدة مع الشخصيات الإدارية والأعيان ورجال الأعمال والمواطنين.
وعلى الرغم من انغماسه في العمل الصحفي، إلا ان ذلك لم يشغله عن العمل العام، فكان عضوا في اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في الأحساء، بالإضافة إلى عضويته في لجنة أصدقاء المرضى بالأحساء.