كانت أصواتهم نغم وضحكاتهم ترف وقربهم انس، وكنا نسمع حديثهم ونسعد بلقياهم ونعشق وجودهم معنا ولم نبحث عنهم يوما ما وأكتفينا بوجودهم فقط.
واليوم تلاشت مسرحية كانوا وأختفى مسرحها وعنوانها وتسابقت أحداثها وأسدل الستار على مسرحهم وما عاد الصوت يسمع ولا الدنيا تؤنس وما عاد غير السراب الذي يرسم لنا صورتهم على سطح الحياة فنهفوا إليه مسرعين لعلنا نجدهم ولكنه السراب القاتل الذي لاوجود له فما هي سوى رؤيا تتحدث ولكن يبقى السراب سرابا ويبقى الحديث الذي تخفيه لغة الحيارى الآن .. شددتم الرحال وأيقظتم الحنين وبحثتم عنهم ماذا يجدي البحث الآن؟؟! ومن تبحثون عنهم أصبحوا في ضيافة ليست كضيافتكم وفي أمان ومأمن من خبايا الحياة المؤلمة.
يامن عمرتم الأرض وسقيتوها وسقتكم وغرتكم دنياكم وامنتم النوم في زوايا حياتكم ونسيتم أنكم مجرد ضيوف على أرضكم كما كانوا من نسيتم البحث عنهم قبل رحيلهم ، فأبحثوا عنهم قبل رحيلهم حتى لايؤلمكم فراقهم وأنتم في غفلة الدنيا عابثون .
حديث واقع مرسوما بقلم وحرف عاش الواقع وألمه رؤية مالم يسعد النفس ويحرك الوجدان .