اكتست الرياض ثوب الحزن وبدت شوارعها شاحبة وأذهان أهلها شاردة تعيد للروح ذكريات فقيد الوطن سلطان بن عبد العزيز.
وتسمر ملايين المواطنين أمام شاشة التلفاز لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على حبيبهم سلطان أثناء الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط ألم بالغ على رحيل رجل أحبوه كان بلسما لكثيرين منهم في حياته وعونا وسندا لمن أثقلته الدنيا بالهموم. وجسد رحيل ولي العهد لحمة سعودية غير مستغربة ودلالة على عمق العلاقة وتأصلها بين الأسرة الحاكمة والشعب، حيث فاضت مشاعر المواطنين بالحب في أصدق اللحظات وبالوفاء في مقامه الأصيل إضافة إلى أن ملايين السعوديين المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي الدولية رثوه بكلمات معبرة وأحلوا صورته بدلا من صورهم على أغلفة صفحاتهم الشخصية لتكون صورته ربما الأكثر تداولا على شبكة الإنترنت خلال الـ72 ساعة الماضية لتنكشف أمام العالم أسرار قصة حب بين القيادة والشعب بتفاصيل ومشاهد واقعية تتوثق في المحن والنوائب.
وكشف رحيل سلطان النقاب عن أعماله الإنسانية الخاصة غير المعلنة بين تأمين المنازل للفقراء وتوفير سبل العلاج للمرضى والمعونات المالية للمعسرين بخلاف أعماله في تسيير قوافل الإغاثة للنيجر والصومال وبعض الدول المنكوبة بسبب المجاعة.
وحملت شخصية الأمير سلطان العديد من السمات الإنسانية المؤثرة في كل من عاشره والتقاه لأن الابتسامة لم تكد تفارق محياه وكان يهتم بمحاوريه ويمنحهم ما يستحقونه من تقدير إضافة لعيادته المرضى وتشريفه الأمسيات الخاصة للمواطنين دون تكلف، ما يكشف النقاب عن بساطته وعفويته ــ يرحمه الله.