امتدح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل برنامج شباب مكة المكرمة التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن، حيث جسد تفاني وتضحيات الشباب السعودي في تقديم الخدمات الإنسانية النبيلة ومساعدة الحجاج في كافة الأماكن.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة «نحن فخورون بهذا العمل النبيل وبهذه الكوكبة المميزة التي رسمت لوحة وفاء رائعة لإنسان مكة المكرمة وشهامته ونبله، وهذه الجمعية المباركة ستتولى كافة الأعمال التطوعية في المواسم المقبلة».
هــــذه الكلــمـــات من أمير مكة المكرمـــة كانت وســـام فخـــر على صدور 600 شاب في هذا البرنامج، حيـــث تـتـنـوع الأعـــمــال والمناشـــطـ التي يقدمها الشــــــــــــــــــــــبــاب للمجـــــــــــتـمـــع وتختلف باختلاف المجالات والهوايات، ويبــرز مـــن بين تــلك المناشط برنامج شباب مكة المكرمــــة في خدمتـــك المـنـبثـق مـــن مشروع تعظيــم البلد الحرام، البرنامـــــــــــج الاجــتماعي التثقــيفـــي والتفاعلي المعتمد على البناء الـقــــيـمي، ويسـتهدف شريحة الشباب، ويبني مقدراتهم ومميزاتهم ويهيئهـم مجـتمعيا لـيـتـبنــوا مشــاريع ميدانية مختارة وفق ثقـــــــــــــــــــــــافــــة التعظيم ليصبحوا أنموذجا حضاريا يخدم سكان مكة المكرمة والوافدين إليها.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز ثقــــافة خدمة المجتــمــع المكي والوافــــدين إلى مكـــة المكرمة في الشباب لتصبح شرفا يتنـــافســون فيـــه ولتحقيق معاني الأخوة الإيمانية مع الوافدين لإبراز الصورة المشرقة للمجتمع المكي، وأيضا إطلاع الشباب على الجهود الكبيرة التي تبذل من المؤسسات الحكومية والأهلـيــة فـــي بـنــاء حضارة البلد الحرام وحفـــظ مقدراته وأمنه.
وأوضح لـ«عكاظ» المشرف العام على مشروع تعظيم البلد الحرام الدكتور طلال أبو النــور أن الـبــرنامــج يعـتـمــد عــددا من الاستراتيجيات لتحقـيــق أهـــدافــــه، أبرزها أن يكون الشاب هو المستهدف الرئيس في كافــــة البرامج والأنشطة التثقيفية والتفاعلية بنسبة (70 في المائة) مع بناء مقدرات الشاب وتأهيله بثقافة التعظيم وسائر ما يحتاج إليه من مهارات نجاح في أداء رسالته ومهمته في الميدان، والعمل على استيعاب ذوي الأهلية من الشباب الذين يجتازون شروط البرنامج في قــبـوله والعمل على تنميتـــــــــــــــــــــه، والتعاون والتحالف مع الجهـات ذات العلاقة بخدمة البلد الحرام في بــيئــتــه وســاكنيه والوافدين إليــــه فــــي مختلف المناشـــط والأعمال.
كما نعمل حاليا على دراسة المرحلة العمرية من حيث خصائصها وحاجتها ومقاصد الشريعة في تأهيلها وتوظـــيفها، وكذلك دراسة أثر البرنامج والأنشطــــة على قيم الشباب وثقافتهم.
وزاد الدكتور أبو النور «ولشباب مكة المكرمة مناشط تفاعلية أبرزها خدمة الطائفين، حيث نهتم بتهيئة عدد من الشباب لتطويف كبار السن وأصحاب الاحتياجات والسعي بهم مجانا بعربات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام على مدار الساعة، وتوفير بعض احتياجاتهم خلال الطواف كالشمسية وأكياس وضع الأحذية والمناديل. وقد تم تخصيص الدور الأول لشباب مكة المكرمة هذا العام ويشارك في تقديم هذه الخدمة 600 شاب من شباب مكة المكرمة، بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام».
وأكــد مــديـــر بــرنامج شـبــاب مكة المكرمة في خدمتك الشيخ خالد الوافي أن هــــذا العمل التطوعي الذي يشـــرف عليه برنامج شباب مـكــة المكرمة في خدمتك أحد برامج مشروع تعظيم البلد الحرام؛ يأتي ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية التي ينطلق منها البرنامج ويسعى لتحقيق التواصل الإيجابي والتكافل الاجتماعي الذي يتميز به شباب مكة المكرمة بحمد الله، مشيرا إلى فضيلة إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج وإعانة الآخرين التي وردت في كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وأضاف: لقد لمسنا تفاعلا عجيبا من شباب مكة المكرمة للمشاركة في خدمة أهالي جدة المتضررين من السيول، ورأينا مبادرة منـقـطـعـة الـنـظـيــر تـنــم عـــن قيمة الشهامة والنخوة التي يتحلى بها شباب هذه البلاد، ونحن نأمل بإذن الله أن يكون هذا التفاعل الاجتماعي بداية لأعمال تطوعية أخرى تخدم أفراد هذه الوطن الغالي وتقوم بواجباتها الاجتماعية.
وأضاف الوافي: ينبثق من برنامج شباب مكة المكرمة في خدمتك فريق للعمل التطوعي يضم كوكبة من أبناء مكة المكرمة، وهو فريـــق تفاعلي يسعى لاستـقــطـــاب المـتـطـــــــوعيــن في شتى المجالات وتهيئتـــــــــــــهم للقيام بخدمة المجتمع المكي والوافدين إلى البلد الحرام.
الشاب بشير معيض العتيبي متخرج من الثانوية، وهو أحد العاملين في خدمة الطائفين، قدم إلى هذا العمل لهدف كان يسعى من أجله، وهو القيام بالدور الإيجابي لأهالي مكة المكرمة، واحتسابا للأجر عند الله عزوجل، وقـــــــد استطاع من خلال هـــذا البرنامج تحقيق هدفـــه، وتقديم صورة حســـنـــة لضيـــوف الرحمن الوافديــــن من شتى بقاع الأرض.
أما الشاب سهل مبارك صالح بازياد، وهو أحد المشرفين على خدمة الطـــائـفـــين، فقـــــال إن الكثير من المسـتـفـــــيـديــن يفـــاجـــأون عنـــدمــــا يـــدركون أن البرنامج احتسابي، فــيقـــومون بطلب رقم الحساب للمساهمة في البرنامج، بل أصبح البعض يلح في الطــلب، لما يــــرون مــن نتائج وثـمار هذا البرنامج الجميــل، وقد فوجئ من شاب مــن مجموعته واسمه بنــــدر الزهراني، وهذا الشــاب اشتهر عند العاملين بنشاطه ودأبه في العمل، حتى أنـــه يــذهـــب في اليـــوم الواحد للتطــــــويف أكــثـــر من خمــس مرات، وينتـظـــر دوره للعمل بكل حماس وترقب.
الشاب خالد العطوي طالب جامعي في قسم الإعلام، وهو أحد المتعاونين في خدمة الطوافة، قال إنه من الصعب التعبير عن الشعور الذي يختلج في داخله تجاه هذا العمل الجبار، ولا يمكن وصفه بالكلام المجرد، فالعمل عبارة عن مجرد خدمة تطوعية احتسابية يسعى جميع الفريق إلى احتســــاب مــــا عند الله أولا، وقد أتى لهذا العمل من أجل أمنية كان يحملها والـــده وهي خدمة ضيوف الرحمن بأي شكل كان، وقد حقق الله مراد والده من خلال هذا المشروع.
ويذكر الطالب الجامعي في قسم الشريعة عدنان صنيدح المقاطي، وهو منسق الوردية الرابعة لخدمة الطائفين، أن المستفـــــــيدين من خدمة البرنامج يقابلهم العجب عندما يدركون أن البرنامج احتسابي بحت، وتصادفهم الفجأة عندما يرون هذا التعامل الإيجابي من قبل شباب في مـقـتـبل الأعمار، وذكــر أن أحد المـستـفـيــديـن لما انتهى من الطواف والسعي دفع ببعض المال إلى الشاب الذي خدمه، فرفض الشاب أن يأخذه، فاستشاط غضبا وألزمه بالقـــوة، قائلا إنه لا يتصور خدمة فيها كل هذه المشقة والتعب، ثم تقــــدم هذه الخدمة مجانا! فمــا كان من الشاب المخلص في عمله، إلا أن جاء ودفع المبلغ الذي استلمه من المعتمر إلى مشرفه.
أما الشاب محمد عبيـدالله الرويثي، وهو عريف أحد المجموعات العــــاملة، فذكر بعض إيجابيات هذا البرنامج، من أبـــرزها: أن البرنامج يساعد على تشــجـيع شباب مكـــــة المكرمة بالإيجابـيــات وإشغال وقـتهم بالمـفـــيـــد والنافع، ومحاولــــة غــــرس قيمة الوفادة والرفادة لأهالي مكة المكرمة، وكذلك التدريب على العــمـــل التطوعي الاحتسابي، وقــــد فــــوجـئ الشاب بكـثــرة المقبلين من المستفيدين حتى أنهم يعانون من توفـيـــر العــربــــات لهم، فكان الحل الانتظار بالأرقام.
وقال الشـاب عبــدالـرحمن راجح (21 عاما)، وهو أحد المشاركين في خدمـــة الطائفين، إن الله وفقه واختير لخدمة زوار بيت الله الحرام، وإن العمل في مشروع تعظيم البلد الحرام، شرف لا يفوقه شرف.
وتحدث عبد الرحمن العامري منسق الوردية الرابعــة، وهو أحد المشـــاركين منذ عــــام 1427هـ، عن روح المبــــادرة التي يجدها بين الشباب العاملين، فتجد الجميـــع في حراك مستمر دائم، لا يكاد الشاب المكي يأخذ قسطا من الراحة، بل تجد روح العمل والإخلاص تسري في دمائهم، والأجمل من هذا يوم ترى التآلف بين الشباب، فتجدهم يعرفون بعضهم بحكم الطبيعة الاجتماعية المكية، وهذا مما يجعل العمل أكثر نشاطا وحماسا.