نشبت أزمة تصريحات متبادلة بين الرئيس السوري بشار الأسد، والإدارة الأمريكية، على خلفية إنكار الأسد لارتكابه جرائم في حق شعبه أو قتلهم واصفا أغلب الضحايا بأنهم من ‘أنصار الحكومة’، فيما ردت واشنطن واصفة الأسد بانه إما ‘منفصل عن الواقع’، أو ‘مجنون’.
البداية كانت مع تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد التي نفى فيها إصدار أوامر لقواته بقتل المتظاهرين ، وقال لقناة ‘إيه. بي. سي نيوز’ إنه لا يأمر بقتل شعبه إلا زعيم ‘مجنون’، كما قال إن أغلب من قتلوا خلال الاحتجاجات المندلعة ضد حكمه منذ مارس الماضي من أنصاره.
ونقل موقع قناة ‘إيه. بي. سي نيوز’ على الإنترنت عن الأسد قوله ‘نحن لا نقتل شعبنا.. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون’.
وقال ‘الأسد’: ‘أغلب الذين قتلوا من أنصار الحكومة وليس العكس’، فيما يقول نشطاء سوريون إن نحو ربع من يزيدون على 4500 قتيل سجلوهم خلال الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر ينتمون إلى قوات الأمن.
ويواجه ‘الأسد’ ضغوطًا دولية متزايدة من بينها تهديد الجامعة العربية بفرض عقوبات على سوريا، بسبب الحملة الأمنية العنيفة، التي يشنها في أنحاء البلاد على المحتجين المعارضين لحكمه، وهي الحملة، التي قالت الأمم المتحدة إنها أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 4000 شخص.
وحظرت سوريا دخول معظم وسائل الإعلام الأجنبية إلى أراضيها، مما يجعل التحقق من الأحداث من مصادر مستقلة أمرا صعبا.
واعترف ‘الأسد’ بأن بعضا من أفراد قواته المسلحة قد ارتكبوا تجاوزات، لكنه قال إنهم عوقبوا.
وقال : ‘كل (تصرف وحشي) كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه… هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء’، وأضاف: ‘لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية’.
وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف، بسبب العنف الذي عصف ببلاده، أجاب بأنه بذل كل ما في وسعه ‘لإنقاذ الناس’.
ومضى يقول ‘لم نقل قط إننا بلد ديمقراطي.. نحن نتحرك قدما في الإصلاحات.. خاصة خلال الأشهر التسعة الأخيرة.. يستغرق هذا وقتا طويلا.. التحول إلى نظام ديمقراطي راسخ يتطلب قدرا كبيرا من النضج’.
ومن جانبها ردت الولايات المتحدة، على تصريحات الأسد قائلة، إن الرئيس السوري، إما أنه ‘منفصل عن الواقع’ أو ‘مجنون’، بعد أن قال إنه غير مسؤول عن مقتل آلاف المحتجين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، الموقف الأمريكي من أن ‘الأسد’ فقد الشرعية، ويجب عليه التنحي، بعد أن قال في مقابلة نادرة لشبكة ‘اي بي سي نيوز’ التليفزيونية الأمريكية: ‘نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون’.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، قد أكدت مقتل أكثر من 4000 سوري، واعتقال 14 ألفاً آخرين، في الحملات الأمنية المتعاقبة ضد الثورة السورية، التي اندلعت في 15 مارس الماضي، للمطالبة برحيل ‘الأسد’ وبناء نظام ديمقراطي في البلاد.