شهدت مناطق المملكة ومحافظاتها أمس التزام النساء السعوديات بعدم قيادة السيارة في اليوم الذي تم تحديده من البعض لحملة مؤيدة لقيادتهن للمركبات، غير أن البيان الصادر من وزارة الداخلية قطع قول كل خطيب وحقق الهدوء التام، حيث التزم الجميع به حرصا على حفظ الاستقرار وعدم إثارة الفتن.
وأكد عدد من النساء المؤيدات والداعمات لإعطاء المرأة السعودية حق استخراج رخصة قيادة، أنهن لا يردن الفتنة، لذلك فضلن عدم استخدام سياراتهن احتراما لأنظمة الوطن حتى يفصل في الأمر بصورة رسمية، لأنه ليس من حقهن تقرير هذا الحق من تلقاء أنفسهن، وإنما يتمنين فقط السماح لهن بذلك.
لا تجمعات
بداية تقول نجلاء الحريري «ناشطة اجتماعية» إنه تضامنا مع بيان الداخلية لن أخرج بسيارتي، مبينة أن بيان الحملة الذي وقع عليه 16 ألف شخص لا يدعو للتجمعات مطلقا، إنما يطالبون فقط بحق المرأة في القيادة دون إثارة فتنة في انتظار القرار الرسمي بهذا الشأن.
وفي ذات الاتجاه، ذكرت مي آل صويان «باحثة اقتصادية» أنهن طلبن تمكين المرأة من قيادة السيارة، ولم يكن القصد هو الخروج للشارع بالمركبات، مردفة «نرجو من الإعلام أن يعزز نقطة أنه لا يوجد تجمع لأننا نحترم أنظمة بلدنا».
التزام بالقوانين
وترى دلال كعكي «سيدة أعمال» أنه على الجميع التعامل مع الموضوع بعيدا عن التجمعات التي هي ليست هدفا، لأن النساء لن يخرجن عن إطار الأنظمة الموضوعة، وعندما طالبن بالقيادة أردن فقط تخفيف العبء المادي على أسرهن بالاستغناء عن السائق الخاص، ولكنهن في النهاية يمتثلن للأنظمة ولا يتجاوزنها أبدا، مضيفة أنه حتى في حال السماح للمرأة بالقيادة يجب أن تكون فوق سن الخامسة والعشرين لأنها تكون أكثر نضجا.
من جانبها قالت الاقتصادية نائلة عطار أنها تتمنى السماح لهن بالقيادة، ولكنها قطعا ضد استخدام حقهن في القيادة دون أن يصدر قرار رسمي، وكذا حال الأخصائية الاجتماعية فوزية الهاني التي ذكرت أنها ضد التجمعات تماما، مضيفة «لدي رخصة قيادة أجنبية من 33 عاما، أقود بها في الخارج، ولكني عندما آتي إلى بلدي ألتزم بأنظمتها وأستخدم الليموزين في حركتي اليومية».
استنكار
واستنكر عدد من سيدات المدينة المنورة ما تقوم به بعض السيدات من ضوضاء لإثارة الفتنة، حيث أشارت هبة المسلم (معلمة في المرحلة الثانوية) إلى أنها على دراية ومعرفة بكيفية قيادة السيارة ولكنها لن تخرج في أي تجمع لأنها لن تخالف القوانين مهما حدث ولن تقود سيارتها إلا في حال السماح للمرأة بشكل نظامي بذلك. وتشاركها الرأي عبير الأحمدي (ممرضة) قائلة: «أحتاج جدا إلى قيادة السيارة ولكني لا أشجع على الخروج بها دون تصريح نظامي كما تفعل بعض السيدات اللاتي لم يتبق لديهن مشاكل في الحياة غير قيادة السيارة بالرغم من أنهن يعشن في نعيم هذا البلد الطيب مقارنة بنساء الدول الأخرى، وأطالبهن بعدم الانسياق وراء هذه الأشياء والالتفات لأمور حياتية تهمهن وتفيدهن».
وفي مكة المكرمة عم الهدوء الشوارع ولم ترصد إدارة المرور أي تجاوزات أو مخالفات مرورية لقيادة المرأة للمركبات.
وقالت فاطمة عبدالسميع (طالبة جامعية) إن بعض النساء اللواتي يردن تحقيق قيادة المرأة للسيارة في المملكة لا يعرفن مصلحتهن، ويوقعهن ذلك في مخالفات شرعية، مضيفة أن بعض الناس يريد الفتنة ليس إلا، ويجب عدم الالتفات لدعواهم.
وأبان فهد الزهراني أن قيادة المرأة مخالفة وضررها أكبر من نفعها، لأن المرأة ليس لها سوى بيتها وفق الدين الحنيف لتتقي الشبهات.
بالمقابل خصص بعض أئمة مساجد العاصمة المقدسة خطبة الجمعة عن مخاطر قيادة المرأة السعودية للسيارة وأنها وسيلة عظمى لإسقاط الحجاب الذي هو رمز وعلامة الإيمان.
قضايا أهم
من جهته يرى أستاذ كرسي الأمير نايف لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية الدكتور غازي المطيري أنه بين الفينة والأخرى يثير البعض قضايا ويعطونها اهتماما أكبر من الذي يولونه للأشياء الأساسية في الحياة وعلى سبيل المثال: حقوق المطلقات والأرامل، العنف الأسري من الأب أو الأخ أو الزوج تجاه المرأة، الخيانة الزوجية وغيرها من القضايا المهمة التي ينبغي للمرأة الاهتمام بها بدلا من الحديث عن قيادة المرأة للسيارة.