تضاعفت أسعار الغاز الطبيعي خلال اليومين الماضيين إلى أكثر من 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية تسلم شهر مارس القادم في الأسواق الأوروبية والأمريكية، متأثرة بانخفاض درجات الحرارة في معظم الولايات الأمريكية وجل الدول الأوروبية بسبب الأعاصير الثلجية التي تضرب بعنف هذه المناطق وأدت إلى ارتفاع الطلب على الوقود الأزرق الذي يعد الأنقى بيئيا والأفضل لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقد أفضت الأعاصير الثلجية التي تهب بقسوة على معظم أمريكا الشمالية إلى وقف الإمدادات عن بعض الولايات الأمريكية، وكذلك عرقلة الإنتاج في المناطق التي تقع في مسار هذه العواصف التي حولت الطقس الأمريكي إلى أبرد طقس خلال العشر سنوات الماضية، وتسبب في تراجع الإنتاج وخاصة من حقول الغاز الصخري ما أدى إلى هبوط مستويات مخزونات الغاز الطبيعي بنسبة 22% لتصل إلى 1.923 تريليون قدم مكعبة.
وساند ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في معظم أسواق الطاقة العالمية الطلب المتنامي من شركات البتروكيماويات في آسيا والتي تستخدم هذا النوع من مصادر الطاقة كلقيم للصناعات البتروكيماوية، وهو ما أثر بدوره على أسعار المنتجات البتروكيماوية ما سيقلل من منافسة بعض المنتجات وخاصة في الأسواق الآسيوية التي تراوحت أسعار الغاز الطبيعي فيها ما بين 20-27 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية تسلم شهر مارس القادم.
وتعتبر دول أمريكا الشمالية من أكبر الدول العالمية في استهلاك الغاز الطبيعي حيث تستهلك ما نسبته 26% من الاستهلاك العالمي، بينما تعد إفريقيا من أقل مناطق العالم استهلاكا بنسبة 3% نظرا لمستوى التنمية المتدني ولاعتمادها على مصادر أخرى مثل النفط ومصادر الطاقة الحيوية.
ويرى منتجو الغاز الصخري أن ارتفاع أسعار الغاز سوف يساهم في انعاش استثماراتهم التي لا تزال في معدلات غير مشجعة على التوسع المستقبلي في مثل هذه الصناعات التي تتطلب مبالغ باهظة وتقنيات عالية.