[JUSTIFY] أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن حيرة بعض المسلمين في الانحراف وحيدتهم عن صراط الله المستقيم إلى اتباع السبل التي تفرقت بهم عن سبيله وحملتهم على مخالفة الهدى البين والحق المتبدي في منهج أهل السنة والجماعة وطريق سلف الأمة أهل القرون المفضلة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية بالحديث لقوله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
وبين فضيلته أن العلماء والمحققين يقفون عند هذه القضية موقف البصير المهتدي إلى حقيقتها.. العالم بوجه الصواب فيها والدال على أسبابها والبواعث عليها فكان أن بينوا لنا البيان الشافي الذي يشفي كل علة ويقطع كل عذر ويدفع كل شبهة.
مشيراً فضيلته إلى أن أكبر أسباب الانحراف خطيئتين هما: الجرأة على الدم الحرام والاستهانة به وقلة أو عدم الاكتراث من الوعيد به عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، والثانية هي الولع لتكفير المسلمين والولوغ في ذلك الإثم المبين والمسارعة إليه بغير بينة ولا فقه ولا خشية من الله ولا مراقبة له ولا نزول عند حكمه ولا ترك لأهواء النفوس وشهواتها لمراده سبحانه.
وأشار فضيلته إلى أن أقوى أسباب الانحراف لأهل التحقيق من العلماء مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع غير سبيل المؤمنين في فهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك هو الذي نهى عنه وحذر منه وتوعد مجتريه أن يصليه نار جهنم لقوله تعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ونصليه جهنم وساءت مصيرا)).
وقال فضيلته أن ذلك بيان رباني ومنشور ينادي أن من خالف رسول الله وعاداه وحاده من بعد ما عرف أنه رسول الله حقاً وأن ما جاء به هو الهدى من عند الله، ثم هو مع ذلك خارج على جماعة المسلمين متبع غير سبيلهم وهو الشقي الخاسر خسراناً مبيناً فكانت عاقبته في الدنيا أن يخذله الله ويدعه لكفره وضلاله احتقارا له واستصغاراً لشأنه وكانت عاقبته في الآخرة أن يصلى نار جهنم التي جعلها الله مصيراً له وساءت مصيراً.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن جمهور المحققين بينوا أن من اتبع سبيل المؤمنين هو الناجي عند الله يوم القيامة وعلى العكس منه من خالف سبيل المؤمنين فإن له نار جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً وهذا هو منشأ طوائف كثيرة جداً في ماضي الأيام وحاضرها وفي قديم الدهر وحديثه وأسباب ذلك أنهم لم يلتزموا بتعاليم الدين في فهم الكتاب والسنة وإنما ركبوا عقولهم واتبعوا أهوائهم وزُينت لهم آراؤهم وأعجبتهم أنفسهم.[/JUSTIFY]