تعيش بلدة العوامية في محافظة القطيف حالة من الهدوء والاستقرار بعد دهم “أوكار” كان الإرهابيون يستخدمونها، وعادت الحياة إلى طبيعتها، بعد المواجهات العنيفة بين مطلوبين أمنياً وقوات الأمن نتج عنها استشهاد رجل الأمن العريف ماجد بن تركي القحطاني إضافة إلى إصابة مواطنين وعمال.
وأكد قاطنو البلدة ، رفضهم الكلي لاستخدام السلاح في وجه رجال الأمن أثناء أدائهم واجبهم في خدمة الوطن، مشددين على أن ما شهده “حي الريف” الواقع شمال البلدة كان مؤسفاً، وأن عودة الهدوء والاستقرار مطلب لقاطني الحي والبلدة البالغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة، ورأى شيوخ بلدة العوامية من كبار السن أن البلدة الهادئة لم تكن تشهد مثل تلك الحوادث سابقاً، وأنها دخيلة على المجتمع، وأن هناك جهود كبيرة تبذل من أجل تسليم المطلوبين أنفسهم إلى قوات الأمن، وتحقيق مطالب المواطنين المدنية.
وقال أبوحسن: “لي من العمر 65 عاماً، ولم أجد توتراً بين قوات الأمن والمواطنين طوال حياتي”، مستدركاً “إن ما نشهده اليوم مؤسف بكل معنى الكلمة، فالعوامية سباقة دائماً في خدمة الوطن عبر جهد أبنائها في التعليم والتميز، وآباؤنا كانوا من السباقين في الولاء للدولة وقياداتها، ولا يزال يوجد لدينا تواصل قوي مع مؤسسات الدولة ورجالاتها، وعلى رأسهم أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف”.
وأشار إلى أن العوامية ترحب برجال الأمن الذين يسعون إلى تحقيق العدل في نهاية المطاف، مؤكداً أهمية التهدئة وعودة الحياة إلى طبيعتها وتجنيب المدنيين أي خطر ينتج عن إطلاق النار، داعياً من يحمل السلاح بوجه الدولة إلى إعادة النظر في كل تحركاته وتسليم نفسه، وقدم تعازيه الحارة إلى أسرة وذوي العريف الراحل ماجد بن تركي القحطاني، مضيفا “من المؤسف أن يستشهد القحطاني في بلدتنا العوامية، وهو يقوم بواجبه الوطني”، ومشدداً على أن التهدئة مطلوبة، وأن المعالجات بحكمة هي المطلب لقاطني البلدة الذين يؤمنون بقيادتهم الرشيدة ومعالجاتها للمسائل الحساسة داخل الوطن وخارجه.
ورأى علماء دين وشخصيات اجتماعية في محافظة القطيف، وفي المملكة أن بلدة العوامية بلدة مميزة بكفاءاتها، إذ وصفها المفكر السعودي د. عبدالله الغذامي في حسابه في توتير ب “ببلدة الشعر والقمر، وهي أنظف من كل مرض متسلل”، فيما قال الشيخ منصور السلمان: “كل يوم ينهد ويتضعضع ركن من أركان هذا البلد الذي يحمل في سجله التاريخي المقامات الشامخة من أصحاب العقول النيرة من العلماء والمفكرين الذين يعدون مفخرة من مفاخرها وحتى على المستوى العالمي”، مضيفا “أن الأوان قد حان لتحكيم صوت العقل، وإبعاد كل من يروع الآمنين ممن جعلوا السلاح لغتهم في التحدث والتهديد والسلب والقتل الذي لا يوصل إلى أي نتيجة إيجابية، بل تحدث السلبيات وزيادة الحساسية واتساع دائرة الشقة”، وتابع “إن الغيارى من أهل العوامية هم القادرون على حفظ شبابنا وفلذات أكبادنا ممن جعلهم كبش فداء لفئات لا تعرف إلا لغة العنف تزج بهم في ساحات الوغى وهي في موقف المتفرج الذي ينتظر الكعكة”.
وعن ما حصل قال: “إن ما حصل في العوامية من آثار التخريب والمواجهة وتهديد الآمنين مما يدمي القلوب ويجعل الجميع يستنكر وجود هذه الثلة المدججة بالسلاح في صفوف أبناء العوامية، فكفى أيها الغيارى نزفاً للدماء لتعود المياه لمجاريها ويبقى الأمن وحفظ المخلصين لرعايته الهاجس الأول والأخير، وحفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه”.
ورأى رجل الأعمال زكي الزاير، أن أي حمل للسلاح في وجه رجال الأمن أمر مرفوض، وأن استهداف رجل الأمن جريمة غير مقبولة مطلقا، مؤكداً أن من المهم أن يعود الهدوء وأن لا يتمادى مثيرو الفتن، وقال: “إن رجال الأمن يمثلون الدرع الواقي لوطننا وهم في عيوننا وقلوبنا”، مستنكرا حادثة قتل العريف القحطاني في العوامية.
وأضاف: “إن ما حصل أمر يحزن ونحن نقدم التعازي لذوي الشهيد وللوطن”، وتابع “إن إطلاق النار على رجال الأمن خلال المداهمة على المطلوبين أمنيا ينم عن استهتار وإرهاب، وهو أمر مدان من الجميع من أهلنا في بلدة العوامية وفي عموم محافظة القطيف والمملكة، إننا جميعا نقف خلف الدولة في هذا الأمر ونؤمن بأن من المهم تسليم المطلوبين لأنفسهم لتأخذ العدالة مجراها”.
وشدد عمدة تاروت عبدالحكيم الكيدار، على أهمية وقف العنف وقتل رجال الأمن في العوامية، مؤكداً على أن ذلك يعد جرأة خطرة على رجال الأمن والدولة من فئات تمرست على الإجرام، مضيفاً “نجدد ولاءنا للقيادة الرشيدة، فنحن لا نرضى بما حصل من تلك الفئة الخارجة عن القانون، ونحن نؤمن بحكمة ولي الأمر ورشد الرأي والمشورة في أخذ زمام المبادرة”، مشيرا إلى أن بلد الأمن والأمان سيبقى كذلك رغم ما يفعله قلة قليلة من الفئة الضالة.