رعى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الجوف مساء أمس الاثنين، حفل افتتاح النسخة الثانية من ندوة الجامعة والمجتمع، التي انطلقت هذا العام تحت عنوان ( البحث العلمية والاستشارات .. قضايا مشتركة ).
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل بكلية العلوم في المدينة الجامعية، معالي مدير الجامعة أ.د / إسماعيل بن محمد البشري وقيادات الجامعة من وكلاء وعمداء، حيث بدأ الحفل الذي شهد حضور معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر د. عبد الرحمن السند، والمشاركين في فعاليات الندوة، فضلاً عن مدراء الدوائر الحكومية، ومن المهتمين المحليين.
وألقى معالي مدير الجامعة كلمةً في بداية الحفل، رحب خلالها بسمو أمير المنطقة، وضيوف الجامعة والمشاركين في الندوة، مؤكداً أثناءها على إدراك الجامعة منذ وقت مبكر، لدورها المحوري في خدمة مجتمعها والتفاعل مع قضاياه، من خلال عقدها المتواصل للمؤتمرات والندوات وورش العمل، مشيراً إلى أن ذلك مثَّل نقاطاً متعددة لمد جسور التعاون مع كافة قطاعات المجتمع ومؤسساته، وقال معاليه : ” وها نحن اليوم نواصل هذا التواصل بعقد هذه الندوة في نسختها الثانية، والتي تتشرف مرة أخرى برعاية سموكم لها “، لافتاً إلى تركيز الندوة على دور معاهد البحوث ومجالات عملها، والتوجهات المعاصرة في الشراكة والتعاون بين الجامعات ومؤسسات القطاعين العام والخاص.
واختتم الدكتور البشري كلمته بتسجيل الشكر لقائد هذا الكيان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي العهد الأمناء، على دعمهم اللامحدود للعلم والتعليم، كما قدم معاليه الشكر لصاحب السمو أمير المنطقة، على دعمه وتشجيعه المستمر للجامعة ومسيرتها، مؤكداً أن لذلك عظيم الأثر على إنتاجية الجامعة، بالإضافة إلى تقديمه الشكر لمعالي وزير التعليم د. عزام الدخيل على دعمه المتواصل، ولمعالي الدكتور عبد الرحمن السند على قبوله الدعوة والمشاركة في فعاليات الندوة.
عقب ذلك ألقى عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية والتدريب بالجامعة د. محمد الصالح كلمةً أوضح خلالها جانباً من الجهد الذي بُذل عقب اختيار موضوع الندوة، وأبرز الأهداف التي تسعى إليها أعمالها، مؤكداً أن ذلك تأتَّى من حرص الجامعة على تعزيز دورها في خدمة المجتمع، كما أشار إلى الدور المنوط بمعهد البحوث والدراسات الاستشارية، الذي أوجب العمل بجد وإخلاص لتدشين النسخة الثانية من الندوة، مبدياً تفاؤله بأن تكون مخرجاتها موافقةً لتطلعات وطموحات المجتمع في رؤية هذه المخرجات حقيقة وواقعاً على الأرض، نظراً لعديد الأسماء المتميزة التي تشارك في فعاليات الندوة.
وأعرب معالي الدكتور عبد الرحمن السند في كلمته خلال الافتتاح، عن بالغ سروره بما لمسه من إعداد للمواضيع والمحاور الرئيسية، والتي أشار إلى أن اختيارها يؤكد حرص الجامعة على تلمُّس واقع المجتمع واهتماماته ومستقبله، لافتاً إلى أن الجامعات أُنشأت للتعليم وخدمة المجتمع والبحث العلمي، وأن هذه الندوة جمعت بين شأن البحث العلمي، وخدمة المجتمع، وأن ذلك يدل على قيام الجامعة بأهدافها، وسعيها لأن تحقق هذه الأهداف، فيما اختتم كلمته بتقديم الشكر للجامعة على استضافتها لموكب الباحثين والمتخصصين من مختلف الجامعات المحلية والمؤسسات الحكومية.
من جانبه قال عميد معهد التنمية والخدمات الاستشارية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن د. محمد الدغيشم، قال في كلمته التي ألقاها نيابة عن المشاركين في فعاليات الندوة، إن هذا التجمع يؤكد حرص القائمين على الجامعة بأن تكون منارةً ومنطلقاً للحراك العلمي، وتوسيع دائرة المعرفة المجتمعية، من خلال إقامة هذه الندوة وغيرها من المؤتمرات والملتقيات، مشيراً إلى أن دور معاهد البحوث والدراسات الاستشارية إنما يتطلب تكثيف اللقاءات والندوات التي تناقش الكيفيات المثلى لتفعيل هذا الدور وترجمته واقعاً أكاديمياً مؤثراً في مختلف مسارات التنمية.
وفي ختام الحفل تفضل سمو أمير المنطقة بتكريم المشاركين في الندوة، وعدد من قيادات الأجهزة الحكومية والخاصة، والجهات والمؤسسات التي تعاونت مع الجامعة في مختلف أنشطتها لهذا العام، فيما قدم معالي مدير الجامعة هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة.
بعد ذلك شرَّف سموه منصة توقيع الاتفاقيات، التي شهدت إبرام ثلاث مشاريع تعاون وشراكة، حيث وقع معالي مدير الجامعة مذكرة الشراكة والتعاون بين الجامعة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي مثلها معالي الرئيس العام د. عبد الرحمن السند، والمتضمنة التزام الطرفين بالتعاون الكامل لتسهيل العمل المشترك الذي يحقق المصلحة العامة والأهداف التي حددتها الاتفاقية.
كذلك وُقعت مذكرة تعاون بين كرسي الأميرة سارة بنت عبد الله بن عبد العزيز لأبحاث تحديات المرأة في مجتمع الجوف، والجمعية الخيرية لتيسير الزواج والرعاية الأسرية بالمنطقة، وقد مثل الجامعة في توقيعها الوكيل للدراسات العليا والبحث العلمي د. نجم الحصيني، فيما مثل الجمعية رئيس مجلس إدارتها عبد الحكيم الحميد، وقد نصت على تفعيل عدد من البرامج والمشاريع المجتمعية المتخصصة والمشتركة، في ما يخص الحياة الأسرية ومجالات البحوث فيها، ودعم أنشطة التدريب المتنوعة بين منسوبي الجهتين.
وكانت المذكرة الثالثة والأخيرة قد وُقعت بين معهد البحوث والدراسات بالجامعة ممثلاً بعميده د. محمد الصالح، ومعهد الملك عبد الله الترجمة والتعريب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومثله عميده د. أحمد البنيان، وشملت بنودها التزام الأطراف بتقديم الدعم والإمكانات والخبرات اللازمة، لإنجاز البرامج المشتركة التي ستنطلق تحت مظلة هذه الاتفاقية، والتي تتمحور حول أعمال الترجمة وتمويلها، والتعاون في مجالات الطباعة ونشر الترجمة، وكل ما من شأنه الدفع بأعمال الترجمة إلى تحقيق أهدافها.