امتلأت الليلة جنبات المسجد الحرام وأدواره وأروقته وساحاته وسطوحه بالمصلين الذين حرصوا على أداء صلاة التراويح وحضور ختم القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة وسط أجواء إيمانية وروحانية آمنة مطمئنة تكاتفت كل الجهات من أجل توفيرها للمعتمرين وزوار بيت الله الحرام، بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة.
وكان ضيوف الرحمن قد بدأوا التوافد على المسجد الحرام منذ الصباح الباكر متضرعين إلى الله العلي القدير أن يتقبل منهم صيامهم وصلاتهم وقيامهم، وأن يكونوا من عتقائه من النيران في هذا الشهر الكريم، وممن أنعم الله عليهم بقيام ليلة القدر، وممن غفر لهم في هذا الشهر المبارك. ومع رفع أذان العشاء انتظمت صفوفهم على امتداد أروقة وساحات المسجد وتوسعاته في مشهد إيماني يملؤه الخشوع والطمأنينة، وفي ختام صلاة التراويح رفعوا الأيادي دعاء وضراعة لله، مؤمنين خلف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس، شاكرين المولى -سبحانه وتعالى- أن من عليهم بهذا الفضل وقد تمكنوا من أداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة وسط أجواء روحانية يسودها الأمن والأمان والراحة والاستقرار، وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل ما وفرته المملكة من خدمات وما نفذته من مشروعات.
إعلان
وعلى مستوى التجهيزات التي تمت اليوم استعداداً لهذه الليلة المباركة فقد أُغلقت المنطقة المركزية أمام المركبات وتم تفريغها للمصلين الذين تجاوزت صفوفهم حدود الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام وامتلأت جميع الطرق والأنفاق القريبة من المسجد الحرام بالمصلين . وشهدت مداخل مكة المكرمة الستة كثافة كبيرة في دخول المركبات منذ الساعات الأولى لهذا اليوم وخاصة مدخل مكة للقادمين من جدة الذي شهد دخول أكبر عدد من المعتمرين والمصلين وكان لحجز سيارات المعتمرين في مواقف منطقة الشميسي الأثر الكبير في تخفيف دخول السيارات إلى مكة ضمن الجهود التي تقوم بها جميع الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية لتوفير خدمة متميزة للزوار والمعتمرين وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء نسكهم بيسر وأمان مما مكن الزوار والعمار وقاصدي بيت الله الحرام من أداء عباداتهم في جو روحاني مفعم بالأمن والأمان سادته السكينة والخشوع والراحة والطمأنينة في ظل رعاية شاملة ومنظومة خدمات متكاملة. كما استخدمت اللوحات الإرشادية الضوئية الموجودة على أبواب المسجد الحرام الإضاءة الحمراء في إشارة إلى عدم وجود أماكن داخل المسجد الحرام فيما قام المسؤولون بتوجيه المصلين إلى الساحات والمناطق المجاورة للمسجد الحرام، وبعث الدفاع المدني رسائل تنبيه عبر الجوال ينبه فيها أن المسجد الحرام وساحاته ممتلئة بالمصلين ويحث المصلين على التوجه إلى أقرب مسجد لأداء الصلاة وذلك لسلامتهم وراحتهم. واتسمت الحركة المرورية بالانسيابية والمرونة رغم الكثافة الكبيرة في أعداد المركبات القادمة إلى مكة المكرمة ، حيث استحدثت إدارة مرور العاصمة المقدسة عددا من نقاط الفرز والتحكم لعزل مركبات الخدمات عن المشاة، خاصة في أوقات الصلوات حفاظاً على سلامة المارة، حيث خصصت مواقف خارجية هي مواقف طريق “الكر – الهدا”، وطريق “السيل” وطريق “النوارية” وطريق “الليث” وطريق “جدة – مكة السريع”، إلى جانب توفير حافلات نقل عام لهم، أمّا المواقف الداخلية التي تم تخصيصها فهي مواقف “كدي” و”جرول” و”الرصيفة” و”أم القرى” و”الجمرات”، مع التركيز على الطرق الترددية، من أجل ضمان السرعة والسلاسة في نقل المصلين والمعتمرين والحركة الترددية بعد صلاة التراويح، عبر طريق الملك عبدالعزيز، وطريق المظلات باب علي، وطريق أنفاق الملك عبدالعزيز، وطريق الملك عبدالله الموازي الجديد من مواقف الرصيفة الجديدة إلى منطقة الحرم الشبيكة والسوق الصغير. ومن جانبها قامت القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام بالتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بمنع الجلوس في الممرات والمشايات وتوجيه المصلين إلى الأماكن ذات الكثافة الأقل وكذلك متابعة الحالة الأمنية داخل المسجد الحرام وساحاته ومراقبة ومتابعة تنظيم عربات كبار السن والظروف الخاصة. ومن جهتها كثفت طائرات القيادة العامة لطيران الأمن من طلعاتها الجوية وبمشاركة أكثر من طائرة في الطلعة الواحدة محققة أعلى مراحل الجاهزية لهذه الليلة المباركة في سماء العاصمة المقدسة والطرق المؤدية إليها، وركزت هذه الطلعات الجوية على منطقة المسجد الحرام والمنطقة المركزية وذلك لكثافة الحركة المرورية وحركة المشاة حيث ترصد وتحلل مناطق الازدحام والكثافة البشرية وتتابع الحالة الأمنية وتزود الجهات الأمنية بتقارير فورية من الجو.
وفي هذا الصدد أوضح مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج أن جميع قوات أمن العمرة المشاركين في تأمين سلامة المعتمرين والمصلين تواجدت بشكل مكثف منذ وقت مبكر لتنظيم وإدارة حركة الحشود وعملت على تنظيم حركة المشاة في الساحات والمواقع المؤدية إلى المسجد الحرام. ومن جهته أفاد مدير التعليم بمنطقة مكة المكرمة محمد بن مهدي الحارثي أن القادة الكشفيين والميدانيين من الكشافة والطلاب والمعلمين ضاعفوا الجهد بدرجة عالية للتخفيف على الجهات الحكومية ولتسهيل تنقلات المعتمرين وأدائهم مناسكهم بكل يسر وسهولة، وللمساهمة مع الجهات الأمنية المتمثلة بقوة أمن الحرم في التنظيم للمصلين داخل المسجد الحرام و بالساحات الخارجية، وإرشاد التائهين من المعتمرين، والمساهمة في إيصال الحالات الطارئة وتقديم الخدمة العاجلة الإسعافية لهم مع الشؤون الصحية ومراكزها الصحية جوار المسجد الحرام، والعمل على إيصال كبار السن عبر العربات المخصصة لهم، وتوزيع عبوات ماء زمزم للمصلين والمعتمرين بالتعاون والمساندة مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مؤكدا أن “شرف الخدمة لضيوف الرحمن في هذا المكان لا يعادله شرف، وفي هذه الأزمنة المباركة التي تتضاعف فيها الحسنات وتتعاظم بها المسؤوليات في أداء المهام، وتستلزم من كل فرد منا تجويد الخدمة والتفاني في الأداء لكل ما فيه إسعاد ورضا المعتمرين وضيوف الرحمن، ولنساهم بما نستطيع في إنجاح ودعم خطط الجهات الحكومية لهذه الليلة المباركة، وما تقوم به من جهود كبيرة في ظل المتابعة الدائمة والتوجيهات المستمرة والإشراف المباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- لتقديم أفضل الخدمات وأقصى الجهود لضيوف الرحمن وقاصدي بيته الحرام”. كما أفاد أسامة زيتوني مدير الإعلام والنشر في أمانة العاصمة المقدسة أنه في المنطقة المركزية يتواجد عدد كبير من عمال النظافة والآليات والمعدات والفرق الميدانية لمتابعة الإصحاح البيئي والنظافة العامة لليلة ختم القرآن، كما أن هناك مراقبة مكثفة على بيع المواد الغذائية وصوالين الحلاقة الموجودة بالمنطقة المركزية.
15/07/2015
جموع المصلين يشهدون ختم القرآن بالمسجد الحرام
لا يوجد وسوم
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/578901.htm