كشف معرض تاريخ الملك فهد، المقام حالياً في جامعة الملك فهد للبترول تحت عنوان ” الفهد.. روح القيادة” ، جوانب من تاريخ المغفور له باذن لله ، العامة والخاصة ، التي استقها من المؤسس الملك عبدالعزيز “طيب الله ثره ” ومدى اهتمامه بالجوانب الأسرية وتقويتها .
حيث عُرف عن الملك عبدالعزيز حبه الكبير لأهل بيته وأسرته، ومن مظاهر هذا الحب حبه لأطفاله من بنين وبنات، يداعب الصغار ويلاحقهم ويمرح لمرحهم، ولطالما يحيطون به ويتواثبون عليه، ويُحكى أنَّه كان يدخل أحد أبنائه الصغار عليه وهو قد عقد جلسةً رسميَّةً عامَّة، فيدخل الصغير بكل جرأة مخترقاً البهو دونما أثر من خجل أو انزعاج ليُلقي إلى أبيه رسالةً خاصةً من والدته، أو لمُجرَّد أن يعلو الكرسي المجاور لكرسي والده، أو أن يأخذ في العبث بآلة “الهاتف” أو بمقبض “الجرس”، أو بأيّ شيء آخر دون أن يؤنبه والده أمام الحضور، أو أن يُنكر عليه عبثه أو جرأته.
كانت علاقة الملك عبدالعزيز بزوجاته علاقةً لائقةً تحفظ لهنَّ منزلتهنَّ الرفيعة، تبقى الواحدة منهنَّ مصونةً في بيته تعيش مع أولادها إلاَّ إذا رغبت أن تستقل بسكن خاص، فقد كان يذهب كل مساء إلى نسائه بعد أن يكون قد أنهى عمله اليومي، يتحدث معهنَّ وقتاً، وقد عُرف بحبِّه لزوجاته، ومن مظاهر هذا الحب أنَّه إذا تخلَّى عن إحداهن لم يحدث أن اشتكت واحدة منهنَّ أنَّه أهملها أو تجاهلها، فقد سُئلت إحدى زوجاته عن كيفيَّة تحمُّلها العيش مع هذا الرجل الحازم القويّ، فأجابت: “عبدالعزيز عند أهله غيره في مجالس الحكم، ويحب التفرقة بين الحاكم والإنسان، فعبدالعزيز في بيته إنسان لا حاكم، وليس لشفقته وحنانه حدود، إنَّه يغمرنا بعطفه كل آن”.
حيث انعكست تلك المنهجية العادلة في التعامل مع الأبناء على أبناء المؤسس ومنهم الملك فهد بن عبدالعزيز “رحمه الله ” .