لم تستسلم الشابة فاطمة القحطاني ذات الثمانية والعشرين ربيعا للإعاقة التي ولدت معها ، لتظهر أمام الجميع في معرض رام عسير لرائدات الأعمال وهي تقهر الإعاقة بالإصرار ، وتقتل اليأس بسيف الأمل ، من خلال ما تقدمه من عمل إبداعي في الجناح الخاص بها في المعرض .
فاطمة القحطاني تعد الأنموذج الثالث للمشاركات من ذوات الاحتياجات الخاصة في معرض رام عسير في نسخته الحالية ، و الذي تتواصل فعالياته خلال هذه الفترة بتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية بابها وشركة أعالي.
ففي إحدى زوايا المعرض، تجلس فاطمة في ركنها الخاص ، تواصل تحديها الصريح للإعاقة ، إلى جوار والدتها التي تقف بالقرب منها ، لتشد من أزرها ، وتساعدها على بيع منتجها التي تجذب زوار وزائرات المعرض .
تقول والدتها : فاطمة ولدت بالإعاقة الشاملة ، ومنذ أن كان عمرها 9 أشهر تمت المراجعة بها في مستشفى الملك خالد الجامعي وتم تحديد نسبة الإعاقة بالإضافة إلى ضمور في المخ، وقمنا بمساعدتها في البيت على الحياة ومتابعتها ،حيث درست في جمعية المعاقين بالرياض ، وإيمانا منا بما تمتلكه فاطمة من روح طامحة تتوق للإبداع والتحدي قررت أنا وشقيقتها مساعدتها ، من خلال ما تمتلكه من موهبة في عمل النقوش على الأكواب والشموع وغيرها .
وعن مواهب الشابة فاطمة تؤكد والدتها أنها تقوم باختيار التصميم ورسمه على أكواب القهوة وعلى الدوافير الصغيرة ،تاركة بصمة إبداعية على هذه الأدوات من خلال ما تسجله من عبارات شاعرية على هذه المنتجات
يذكر أن زوار وزائرات المعرض يبدون تفاعلا كبيرا مع الأجنحة الخاصة بذوات الاجتياجات الخاصة تقديرا منهن لما يحملنه من إرادة وإصرار وتحدي ، حيث يؤكد أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بابها عبد الله بن سعد الزهراني أن معرض رام للأسر المنتجة يستقطب في كل عام العديد من ذوات الاحتياجات الخاصة ممن تحدين الإعاقة واصفاً مشاركتهن بأنها نموذج إنساني مشرف يستحق الدعم والمساندة ومؤكدا أن غرفة أبها لن تأل جهدها في سبيل شمول هذه الفئات ببرامجها التدريبية والتوظيفية أو إشراكهن في المعارض والفعاليات التي تتواءم مع ظروف إعاقتهن .