نال الإعلام الجديد ومحتواه التفاعلي، نصيبه ضمن فعاليات مهرجان “حكايا مسك”، من خلال محاضرة للدكتور عصام البلوي، الذي حذر الحضور من الارتماء في أحضان هذا الإعلام، على حساب المؤسسات الإعلامية المعروفة والمشهورة، موضحاً أن “المحتوى التفاعلي للإعلام الجديد، ليس صحيحاً أو موثقاً به بصفة دائمة، لأنه ليس من صنع مؤسسات إعلامية معروفة، تتمتع بالمصداقية الكاملة، وإنما هو من صنع أفراد، قد تكون لهم “شطحات” ومصالح وأغراض في نشر أخبار غير صحيحة، تصل إلى حد الشائعات الصريحة”.
ولم ينس البلوي أن يعقد في محاضرته، التي حملت عنوان “المحتوى التفاعلي.. مفاهيم وأساليب” مقارنات عدة بين الإعلام القديم وأدواته، وبين الإعلام الجديد، ومنحت هذه المقارنات الكثير من المزايا للإعلام القديم، ولكنها لم تنكر المكانة المرموقة التي احتلها الإعلام الجديد ومنصاته التي تعتمد على الانترنت والتقنية الحديثة.
وقال البلوي في محاضرته إن “العملية التواصلية في الإعلام الجديد قلبت الكثير من المعادلات والثوابت، فلم تكن هذه العملية من مُرسل إلى مستقبل، كما هو الحال في الإعلام القديم، فالمستقبل في الإعلام الجديد من الممكن أن يكون مرسلاً والعكس، وهذا ما نحذر منه وننصح الجميع بتوخي الحذر عند التعامل مع المحتوى التفاعلي في الإعلام الجديد، الذي له ألف صانع ومؤثر”.
وتابع البلوي “الإعلام الجديد بتقنياته الحديثة وأجهزته ومواقع التواصل الاجتماعي، يعد ثورة حقيقية في هذا المجال، ولكن هذه الثورة تحتاج إلى حزمة من الأطر والقوانين، التي تنظم آلية العمل وتضبط الأداء العام، وبدون هذه الضوابط، فقد يصبح المحتوى التفاعلي في الإعلام الجديد مجرد شائعات وخزعبلات، ينشرها البعض وقتما شاؤوا، وبالكيفية التي أرادوها”، مشيراً إلى أن “مثل هذه العشوائية، لم تكن في الإعلام القديم، الذي اتسم بالتعقل”. ونصح البلوي أصحاب الإعلام الجديد، أن يجربوا نتاجهم الإعلامي على المجتمعات، لمعرفة مدى تأثيره على الأشخاص، ومن ثم تفعيل الأنظمة والضوابط التي تحكم العملية.