يمر بنا كل أسبوع في مساجدنا خلال خطبة الجمعة مثال على العاطفة الإسلامية غير المجدية بل وغير النافعة لديننا وحياتنا، فبعد دعاء الخطيب بعز الاسلام والمسلمين تجلجل الجوامع بكلمة آمين بنبرة مفاجئة مع انه دعى قبل ذلك وبعده بطلب الجنة والنجاة من النار والإستعاذة من الزلازل والمحن والفتن والهرج وأن يحفظ الله بلاد المسلمين وأهلها من كل سوء ومع ذلك كانت درجة الصوت بالتأمين منخفضة الى حد الخفوت وربما كان هناك من لا يعلم ماهو موضوع الخطبة وغير متابع للإمام الا اذا سمع جملة (الإسلام والمسلمين)! وهذا له دلالة واضحة على عدم الوعي بجوهر الإسلام العظيم ، كما أن هذا الموقف يشبه تعاطف بعض الصهاينة اليساريين المحتلين مع الفلسطينيين عندما تُهدم منازلهم! لكن هل لذلك قيمة أو تأثير؟ مناسبة هذا الكلام أن اعلامنا الوطني تركنا نتلقى معلوماتنا بما فيها الخبر والتحليل السياسي للأحداث من الخارج او من الداخل عبر وسائل التواصل الإجتماعي بأيدٍ وعقول معادية وبعضها سعودية غير واعية، وغالبها مدبرة تدعوا للبكاء والعويل على ما اصاب المسلمين خاصة بعد قرار الرئيس ترمب وقف استقبال مواطني ايران والعراق واليمن وغيرها! ولم يدركوا ان هذه الرسائل يصممها ويشعلها الإعداء في ايران والعراق ودمشق بكل وضوح.! وهذا دليل على عدم معرفة البعض بسياسة الدولة في علاقاتها الخارجية التي تهدف الى تحقيق الأمن للوطن والمواطن والذود عنه وعن اسرته وحفظ ممتلكاته وضمان حريته وهذا ما يقوم به قائدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو الخبير بشؤون بلاده والمنطقة والعالم… الرئيس الأمريكي يتصل بالملك سلمان اعزه الله ويستمر الحديث بينهما لساعة كاملة قِيل بعدها ان مباحثات الجانبان كانت متطابقة فيما يخص مشاكل المنطقة التي تم بحثها ومن أهمها خطورة دور ايران التخريبي، في حين نجد البعض من ابناء وطننا يتباكون ويهاجمون الرئيس الأمريكي ،وعذر هؤلاء الساخطين من زاوية التعاطف مع اعداءنا هو ان رئيس امريكا معادياً للمسلمين! كيف ذلك ايها الطيبين؟ قالوا لأنه منع المسلمين في ايران والعراق وسوريا واليمن وغيرها من دخول امريكا مؤقتاً لدواعٍ امنية!! غير معقول!، إطلاقاً غير معقول أن تتطابق عواطف وجهل هؤلاء الناس مع مواقف الإرهابي عدو الإسلام الأول خامنئي والقاتل بشار الاسد وقادة الحشد الشيعي العراقي والارهابي حسن نصرالله والحوثي صبي ايران في اليمن؟؟! اليس محزناً ومحبطاً أن مواقف ورسائل وتمتمة هؤلاء المواطنين العاطفيين ضد قرار الرئيس ترمب في هذا الخصوص هي حرفياً متطابقة مع ما تقوله قناة المنار وقناة الميادين والمسيرة وقناة العالم وجميعها لسان وصوت ايران وعملاءها ألد اعداء المملكة والعرب!!؟ ، لقد تحاورت مع خمسة اصدقاء محترمين عبر الرسائل وقلت لهم ليس هناك علاقة لقرار سياسي سيادي أمني لرئيس امريكي بالعداء للإسلام، وهذا الرئيس يتفق معنا في الحرب على الارهاب الذي تشكله تلك الدول والتنظيمات وفي مقدمتها ايران وداعش والقاعدة، ثم ان الرئيس ترمب لم يتخذ ضدنا في المملكة اي موقف عدائي بل اشاد بحزمنا وقوة اجهزتنا الأمنية، فكان رد هؤلاء الأصدقاء متناغم تقريبا بقولهم انظر كيف تصلي الناس في شوارع امريكا ضد قرار ترمب! وانظر كيف اعلى الله شأن الإسلام فجأة بهذا القرار! وانظر الى حجم العداء لترمب بناء على ذلك!! قلت لهم مرة ثانية ولكن قراره ضد مواطنين حكوماتها اعداء لنا في السر والعلن وماتشاهدونه في امريكا ليس تعاطفا مع المسلمين بل نكاية من الغاضبين الأمريكان نتيجة لفوز ترمب بالرئاسة!، وهنا كان هروب الأصدقاء بالقول اللهم اهلك الظالمين بالظالمين!! وهذا الرد بالهلاك ينم على التيهان والمكابرة وعدم الإلمام بما يجري.!.
حسناً سأذكر المغرمين برسائل ونكبات الواتساب التي يزودهم بها الحرس الثوري الارهابي وعملاءه بنقاط مهمة عن علاقات المملكة بأميركا بعد فوز السيد ترمب رئيسا: فشخص الرئيس الامريكي الجديد لا يهمنا مع انه لم يسئ لبلادنا بل الذي يهمنا هو نتائج سياساته تجاهنا نحن حكومة وشعب المملكة، ولا يعنينا شأن من لا سلطة لنا عليهم في دول فاشلة خائبة تعادينا كإيران والعراق ولا نقبل بدخولهم لبلادنا اصلا لغير الحج والعمرة فقط،وأمريكا حرة في اتخاذ قرار من يدخل اراضيها. والرئيس الامريكي منذ اللحظة الأولى في البيت الابيض وهو يقول ان ايران وملاليها هم اخطر الإرهابيين في العالم ونحن نقول كذلك بل نزيد انهم صُناع الإرهاب ورعاته. وادارة الرئيس ترمب تعمل في اتجاه معاكس تقريبا لسياسات ابن العم الرئيس السابق باراك بن حسين اوباما بمنطقتنا وهذا شئ ايجابي لنا ولبلادنا، وهناك الكثير من الإيجابيات التي قد نراها بإذن الله نتيجة لسهر وحكمة وخبرة قادتنا ومسؤلينا في وزارات الداخلية والخارجية والدفاع من خلال التعاطي السياسي والعسكري والأمني واستغلال الفرص السانحة مع رئيس امريكي جديد يعلن أن ايران دولة ارهابية، وقد يصنف الحرس الثوري الصفوي والحوثيين ونصرالله كجهات ارهابية. ومن هنا أرى أن على أي سعودي يتخذ موقف هزلي من دولة عظمى لنا معها مصالح كُبرى ويتذرع بنصرة من لا ترغب اميركا بتواجدهم على أراضيها،عليه أولا أن يهتم بحال من يعمل لديه من العمال والخدم ويرحم جيرانه الفقراء والأيتام والمحرومين ويصل من حوله ويهتم بأحوال أسرته، ويترك الإنصياع والتعاطف الفارغ بناء على رسائل الواتساب المصممة في ايران التي تتلاعب بعواطف وعقول من لا يعرف مصلحة وطنه ودولته ودينه. اما الرئيس ترمب فهو شخص قوي، ومستعد لخوض عدة معارك، وعلى عدة جبهات فلماذا لا نستثمر ذلك ضد اعداءنا ونكون بذكاء الصهاينة والصفويين ولو لمرة واحدة ونفهم سياسات ومصالح ونهج حكومتنا ثم نساندها شعبياً لتحقيق اهدافها الوطنية والاسلامية وتعزيز مواقفها الدولية سعيا لبسط الأمن في منطقتنا؟ لكن كيف نقنع هؤلاء أن كل سفارات امريكا بالعالم ترصد رأي ومواقف الشعوب من سياسات رئيسها وادارته ودولته وقد ينعكس ذلك على تصنيف منهو الصديق ومنهو العدو على مستوى الشعوب!؟.
الى متى ونحن عاطفيين بجهل او بغباء ونضع من انفسنا واجهزة اتصالاتنا ابواق مجانية لملالي الشر بإيران وحشودها الارهابية ضد امريكا ورئيسها؟ وما ي مصلحتنا؟ وهل لدينا خبرة ودراية اكثر من دولتنا بمجلس وزراءها ومسؤوليها؟!!. إن وجد ذلك كرؤية مبنية على دراية وعلم وحقائق فإين هي؟.
ان ماتقولونه ايها الطيبين المتعاطفين بلا روية عن رئيس امريكا بحجة قراره بإيقاف الهجرة الى بلاده سبقكم اليه الدجال خامنئي وكلاب حراسته بالمنطقة لسبب بسيط وهو أن قرار الرئيس ترمب هذا موجه لهم اساساً وليس لكم!، وافتحوا قنواتهم لتتأكدوا بأنفسكم.
الرئيس الأمريكي لم يوفق في موضوع الهجرة الى بلاده فليكن ذلك، لكن هذا شأنه ومصلحة بلاده، فما دخلنا نحن السعوديين في ذلك؟!. اللهم اكفنا شر انفسنا ونعوذبك اللهم من جهل يسر اعداءنا.
11/02/2017 3:26 م
لماذا تتعاطف مع المجرم خامنئي ضد رئيس امريكا؟!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6325369.htm
التعليقات 3
3 pings
ابو نبيل الرياض
11/02/2017 في 5:28 م[3] رابط التعليق
شكرا للكاتب فقد اجاد توصيف رده فعل خاطئه لدى العامه وبعض من استهوهم خطاب فاشل من بقايا قوميين وضعوا ايديهم بيد الشيطان الاكبر خامئني واتباعه الرئيس الامريكي اتخذ خطوات لحفظ امن بلاده ومواطنيه وقال مرارا انه ليس ضد الاسلام ولكن ضد التطرف وهو موقف حكومتنا ضد الارهاب شكرا للكاتب على سداد الراي والحكمه في عرض الموضوع
(0)
(0)
عبدالمحسن المرشد
11/02/2017 في 10:35 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله عليك يابومنصور كلام مليان وفي الصميم الله يحفظك من كل مكروه
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
13/02/2017 في 7:38 ص[3] رابط التعليق
بعضهم لاسف يريد يكحلها فيعميها…
دام وجودك ابا منصور.. وابو فهد باذن الله دائما منصور
تحياتي
(0)
(0)