تمنيت في مقالتين سابقتين على وزارتنا التي نُجلها أن تقوم بدور وطني اسلامي كبير من خلال إعداد مشروع تصحيحي في اليمن لغرض اعادة شماله المختطف عقائديا الى وضعه السابق على الأقل ، ومع الإطمئنان بأن مسؤولي الوزارة مشكورين قد اطلعوا على ما تم نشره بهذه الصحيفة الوطنية الموفقة، إلا أن الأمل الأكبر هو أن تُقدر الوزارة حجم الخطر القائم والأخطر القادم الذي يهدف الى تغيير دين شمال اليمن بكافة مناطقه وتهجير سكانه اليمنيين المسلمين الى مناطق اخرى وإحلال اتباع دين الخميني مكانهم بعد مسخهم واستنساخ تجربة جنوب لبنان عقائدياً لتحويلهم مستقبلا الى حشد شيعي مسلح خبيث على حدودنا، ولو نجح ذلك فإن له مع الأسف ما بعده من المصائب والخسائر والإستنزاف والتأثير على مناطقنا المجاورة لليمن، ومن هنا اقول للمرة الثالثة نرجوا من الوزارة المحترمة إعداد مشروع دعوي استراتيجي ثابت ودائم على ارض اليمن لتحقيق المصلحة العظمى التي لا يدرك ابعادها إلا من يعي معنى وخطورة تبعية شمال اليمن عقائديا للثورة الخمينية المعادية للإسلام ، وعلى افتراض أن الله تعالى وفق الوزارة الرائدة للقيام بدور وطني اسلامي باليمن باستخدام القوة الفكرية والدعوية من خلال الوسائل الناعمة بذكاء وحكمة وبعد نظر وصبر لا ينفذ وتنسيق مع الجهات الأخرى لمقاومة مشروع التبشير واللطم الخميني المعادي لبلادنا وعقيدتنا وأمننا، وبناء على هذا الإفتراص المأمول فإن هناك دلائل ومؤشرات تدل على النجاح أو الإخفاق، وسأطرحها مباشرة كما يلي، أولاً دلائل النجاح بإذن الله:
1.اذا كان اصل فكرة المشروع تقوم على انه عمل ميداني دعوي حقيقي على الأرض في صعدة لينطلق في كل الاتجاهات.
2. إذا تم اختيار الدعاة من المملكة وبعض الدول العربية كرجال ميدان أشداء صبورين مثقفين يعتبرون عملهم جهاداً ووطنية.
3. إذا كان العمل مُبرمج ومُتابع ومُقيم أولاً بأول من خلال مراقبين.
4. إذا كان العمل مبني على حقائق ومعلومات استخبارية لما يقوم به العدو أو الذي ينوي القيام به. والعدو هنا هو الحرس الثوري وأزلامه باليمن.
5. إذا تم تدريب الدعاة وتهيئتهم على الدعوة والتصحيح من اليوم وليس غداً، بناء على خصائص بيئة المكان باليمن لكي يجيدون مزج الدعوة بأساليب النخوة والعوائد اليمنية هناك.
6. إذا كان هناك توجه لبناء وتشييد جوامع حديثة بمرافقها وكأنها جامعات مُصغرة لتصبح قوة ثابتة ومنطلقا للفكر الإسلامي الوسطي كمراكز للدعوة وبكل منها غرفة بسيطة لطبيب عام مُبتسم من السودان لصرف مهدئات عادية، ورواق مكشوف لموائد الخير ينفقها اغنياءنا للفقراء الجوعى في كل حين بشمال اليمن. ولديكم المزيد من الوسائل والأساليب والحيل الحميدة فأفعلوا وفقكم الله.
7. إذا تم إيجاد ميزانية مستقلة لهذا المشروع العظيم تعتمد كلياً على الجمعيات الخيرية في المملكة وقطر والكويت والإمارات، وبعض المصارف السعودية التي تأكل مليارات الفوائد على حسابات المودعين لديها دون أن تدفع لهم ريالا واحداً ،والموضوعين يستدعيان بعداً سياسياً لكنه سهل جدا.
8. إذا تم البث الإعلامي لأهل شمال اليمن بقنوات تلفزيونية بسيطة تبث من غرفة متهالكة على شاكلة قنوات المهايطات القبلية لدينا، موجهة بإستخدام الموروث واللهجات والعوائد اليمنية في تلك المناطق، لملامسة مشاعرهم، خاصة وأنهم محدودي العلم والثقافة والمعرفة.
أما مؤشرات الفشل لهذا المشروع لا سمح الله حتى وإن قام فهي:
1.إذا كان الموضوع برمته مساهمة عادية لرفع العتب مستقبلا.
2. إذا كانت الدعوة والتصحيح يراد لها ان تتم عن بعد أو من خلال تنسيق زيارات وعظية مستقبلية بحسب الظروف.
3. إذا كان المشروع يعتمد على دعم وإمكانات الوزارة فقط.
4. إذا كان المشروع عبارة عن سواليف اعلامية من خلال قنواتنا الحالية التي عجزت عن مواكبة عمليات عاصفة الحزم، واليمنيين اصلاً لا يعرفونها ولا يحبونها.
5. إذا لم يكن هناك خطة لاستدعاء الدعاة اليمينيين الموثوقين غير المخترقين خمينياًً للتواجد بالمملكة للتدريب والتخطيط للمشروع مع نظراءهم الآخرين من المملكة وغيرهم من العرب الثقاة.
6. إذا لم يكن هناك إدراك واعتراف بأننا الان في سباق مع الحرس الثوري وأنه قد سبقنا بالتخطيط والإعداد والتنفيذ وأن القادم أشد وأنكى اذا لم نبادر. ( والله إنها الحقيقة).
7. إذا لم تدرك وزارتنا العتيدة أن الوضع الديني في شمال اليمن أخطر مما نقول ومما نشاهد ومما نتخيل (ويشهد الله على ذلك).
8. إذا لم نقارن ظروف قيام دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله التي جاءت لتنقية التوحيد من الشركيات والبدع التي يزاولها أُناس مسلمين موحدين لله، مع مايجري باليمن، لنجد ان الأخير أخطر حالاً ومآلاً حيث تسعى ثورة الملالي الخمينية الى تغيير الملة المحمدية بأكملها في عمق الجزيرة العربية وخاصرة بلادنا لطمس هوية الإسلام ومحاربة المملكة في أمنها ووجودها ومقدساتها وسلمها ودينها من جهة الجنوب، على امل ان يبقى العراق بيد الملالي في الشمال، وعيونهم على البحرين وينهشون في كيان الكويت من داخله ببطىء تحت غطاء البرلمان الأرعن والديمقراطية الهزلية والحكومة العرجاء دوماً. الموضوع هكذا يخطط له الخمينيون وينفذونه بمراحل ودون كلل.
9. اذا لم تبتعدوا بمشروعكم عن إعلامنا المحلي! فإن فعلتم فالنتائج سأخبركم بها من الآن وهي كأنك يابو زيد ماغزيت. ستنجحون بغير اعلامنا صدقوني ،وستفشلون إن اتكأتم على وسائله القائمة، وإعلامنا منصف ويعترف بذلك..
أخيراً فإن أسوأ سيناريو محتمل هو أن نفشل لا سمح الله دعوياً فيتغول الحرس الثوري الإرهابي الإيراني لإخراج أهل شمال اليمن الفقراء من دائرة الإسلام لإستخدامهم لمحاربة المملكة، ساعتئذ سأتمنى لو أننا سهلنا حملات التبشير الكاثوليكية بشمال اليمن بدلاً من الصفويين، فالتنصير لا يشكل أي خطورة مقارنة بمصائب وشرور دين الخميني الخبيث بأركانه الخمسة وهي: تأليه الخميني ، لعن أهل بيت رسول الله واصحابه ، إسقاط الفرائض ، السعي للسيطرة على الحرمين، تدمير الحضارة العربية. هل هذه مبالغة؟ نترك الحكم لمن يعرف عمق وفكر الثورة الارهابية الخمينية.
على فكرة لدينا عقول سعودية استثمارية تجارية أدهى من عقول يهود العراق سابقا فلماذا لا نفكر بشركة استثمارية تخطط وتبني هيكل تنظيمي وظيفي وتدرب وتنفذ المشروع الدعوي كاملاً بشمال اليمن لتكون مسؤولة أمام الوزراة، وتقبض الشركة الثمن، وفوق ذلك تزرع في صعدة ونشتري منها، ليش لا ؟. الحرس الثوري الإيراني منظمة عسكرية قوامها مجموعة شركات مافيا لتبييض الأموال في دبي وغيرها بالعالم!.
التعليقات 3
3 pings
ابو نبيل الرياض
13/02/2017 في 11:10 ص[3] رابط التعليق
مقال جيد وعرض مميز لمشكله تضر بأمن واستقرار حدودنا الجنوبيه ، الفكر الرافضي انتشر للاسف في العراق وسوريا ولبنان والان باليمن وفرضوا اجندات سياسيه طائفيه لو تم الاستفاده من العناصر الوطنيه اليمنيه لمحاربه الفكر الفارسي باليمن لأمكن وقف تمدده، مره اخرى شكرا للكاتب على حرصه ووطنيته حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر
(0)
(0)
مختلف
13/02/2017 في 1:44 م[3] رابط التعليق
أقولها بكل أسف لو عندنا أشخاص تملك نفس ولاء مشايخ الخميني .. لما توسع المد الصفوي بهذا الشكل .. ولا حوصر في ايران فقط .. ولربما قتل في ايران نفسها من الإيرانيين أنفسهم ..!!
إعترافنا بالواقع أحياناً مؤلم … ولكنه حتماً حقيقه نعيشها ..
كعادتك تخط لنا كل ابداع ،، فدمت ودام قلمك شامخاً يابو منصور لما فيه خير الإسلام والمسلمين وبلدنا الحبيب ..
(( وطني الحبيب وهل أحب سواه ))
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
14/02/2017 في 1:24 ص[3] رابط التعليق
في كل مدينة وقريه باليمن السعيد سابقا وحاليا شباب مؤمن ومثقف وملم بالاعيب المجوس ومحب لدين الله وسنة نبيه لكن الطاسه ضايعه ومشائخ الغفله مشغولون بجمع المال .. المجوس يخلطون المصالح الدنيويه بالانغماس بطقوسهم وشعوذاتهم في الاسر اليمنيه .. هذا المقال فيه التشخيص والعلاج فهل يجد صدى من الغيورين على اوطانهم ودينهم وعروبتهم؟؟؟
بارك الله فيك ابا منصور
(0)
(0)