ليس من رأى كمن سمع ، وعندما نتحدث عن عنيزة المكان والإنسان مع انها ليست بحاجة فالحقائق على الأرض هي التي تتحدث عن نفسها سلباً أو إيجاباً، وحين تقارن عنيزة كمدينة مع غيرها من المدن المماثلة لها بالمملكة فأنت تضع نفسك في معادلة صعبة نتيجتها شعور بالأمل والإحباط معاً، فالأمل يتجسد في طموح انسان عنيزة وتغلبه على ظروف وطبيعة بيئته، وفي ذكاءه الفائق الذي مكنه من تجاوز رتابة التعاطي الرسمي مع التنمية بشكل عام، حتى اصبح هو وعنيزة في موقع متقدم، أما الإحباط فلأن كثير من نظيرات عنيزة تعبث بنفسها بل وتُعريها وتتعامل مع التنمية بمقاييس ومعايير مختلفة مخرجاتها مُحبطة نراها بأعيننا. ومع أن هذه الزاوية (صوت العاصفة) خَصصَتها مشكورة هذه الصحيفة الرائدة لجهود رجال عاصفة الحزم الشرفاء، لكن ليس هناك فرق بين من يبني الديار ومن يحمي الذمار، وحين تقف على أرض عنيزة فأنت في قلب صحراء لا يُخفي سرابها إلا تمايل نخيلها كالأمواج بواحاتٍ جميلة تلتف حول ربوة شُيد عليها بناء غير عادي من حيث رسالته وإمكاناته، إنه مركز وطني انساني يعتبر الأنجح والأميز والأكبر على مستوى الخليج والشرق الأوسط لخدمة ذوي الإعاقة من ابناء المنطقة، هو كيان انساني بكل مقوماته من المنشآت والمرافق والخدمات، وإدارة وموظفين وفنيين وعمليات إسناد على مدار الساعة وكل ذلك لخدمة فئة غالية من ابناء الوطن اراد الله تعالى ان يكونوا كذلك. وعوداً على بدأ كما تقول العرب فليس من رأى كمن سمع ،لقد رأيت مع غيري مجمع كبير بل مدينة انسانية بها وحدات متكاملة تواكب بل وتزيد على التطلعات المستقبلية في مجالات التربية الخاصة تعليما وتأهيلا للجنسين، سُمي مجمع الجفالي تقديراً لدعمه السخي، وهو مجمع واحد ضمن سلسلة أعمال ومراكز انسانية رافدة أخرى منها مركز التميمي للتوحد ومركز السعدي للطفولة والتدخل المبكر وجميعها تقع تحت مظلة جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية (تأهيل) التي يقودها ويشرف عليها سعادة محافظ عنيزة السابق عبدالله بن يحي السليم، الذي سخر وقته وجهده وخبراته مع زملاءه الآخرين لهذه الأعمال الرائدة ومع انه لا يرغب في الثناء نظير ذلك لكن القصد ليس الثناء بل العبرة بالعمل وبمن يقتدي وينافس في أعمال الخير والبناء والنماء ويستفيد من تجارب الناجحين، ولم نسمع أصلاً منه ومن رفاقه كلمة أنا عن هذا العمل الجليل بل دائماً هم من يثني على الآخرين ويشيدون بهم، وحقيقة لن استطيع نقل الصورة الحقيقية عن المشاهدات الداخلية والمعدات والقاعات الضخمة بهذا المجمع العملاق الذي ليس له مثيل في بلادنا ولا حتى في المنطقة العربية، وقد جاء ثمرة لتفكير وتخطيط وتنفيذ ابناء عنيزة، ومن يتشرف بزيارة المجمع ويشاهد أبناءنا ذوي الإعاقات المستفيدين من هذه الخدمات وبأعلى المواصفات والكفاءة الادارية والطبية والفنية واللوجستية فسيشعر بالفخر والإعتزاز واليقين بأن الإنسان في بلادنا عملاق بفكره وجريء بآرائه وخلاق ومبدع لكنه نائم حتى الآن! فمتى ينفض الغبار ويتحدى التردد والتواكل؟. شكرا لعنيزة المتوثبة للعمل الجاد. وشكراً لكل المخلصين من ابناءها ، وشكرا خاص لمن فكر وتفانى لإنجاز هذا المشروع الانساني الوطني الكبير وجعل الله ذلك في ميزان حسناته. والتقدير لأمين عام الجمعية (تأهيل)الاستاذ فهد الوهيبي.
هل هذا كل شيء عن هذه الجمعية ؟ بالطبع لا! فهناك خطوات قادمة لمزيد من التميز والتوسع في هذه الأعمال الإنسانية. ورئيس وجميع أعضاء مجلس الجمعية متطوعين ولا يتقاضون أي مقابل مادي. ورئيسها والمشرف عليها الذي يحمل ملفاتها متنقلاً بين عنيزة والمدن السعودية والخليجية ليس من خريجي هارفارد ولا نيس ولم يكن يوما وزير للتخطيط، بل خريج القوات الجوية الملكية السعودية العملاقة فله التحية والتقدير وهكذا هم دوما في الجو وعلى الأرض.
إضاءة: لم نقتنع كزائرين بحجم التكلفة الإجمالية لمنشآت وتجهيزات جمعية عنيزة للخدمات الانسانية والقاعات الحديثة والمعدات ووسائل التأهيل والترفيه ، وهي مبالغ تعتبر معقولة جداً مقارنة بحجم وكفاءة المنتج وجودته العالية! فقيل لنا تلميحاً أن الريال بعنيزة يساوي ريال! وبالتحليل فإن المعنى واضح بل وصحيح وهو أن هناك مشاريع بأماكن اخرى الريال فيها يساوي هللة واحدة وربما أقل حتى وهي مشاريع خيرية! وعليك الحساب وياليل ما اطولك.
ادعو من لديه مشروع خيري او غير ذلك ان يزور جمعية عنيزة للخدمات الانسانية وسيجد الترحيب والتوجيه والشرح المستفيض والنصائح الصادقة.
التعليقات 3
3 pings
محمد الاحمري
21/03/2017 في 4:30 م[3] رابط التعليق
هذا شيء طيب…والحمد لله
اين دور التجار والبنوك في تأسيس جمعيات مماثلة في جميع انحاء المملكة؟ …فهناك اسر محتاجه للدعم من هذه المؤسسات…
وسوف تتوفر الكوادر البشرية المتطوعة من محبي الخير في هذا الوطن الغالي..
من المخجل اننا نسمع عن كثير من رجال الاعمال غير المسلمين مهتمين بالجمعيات الخيرية وتأسيسها ودعمها…
فأين رجال الأعمال من المسلمين وخاصة في هذه البلاد؟ ..فما تقدمونه من خير هو رصيدكم في الآخرة.
(0)
(0)
مشاري التركي
21/03/2017 في 5:28 م[3] رابط التعليق
مقاله متجردة من قلم حرّ
(0)
(0)
ابو طارق / جدة
21/03/2017 في 5:52 م[3] رابط التعليق
شكراً ابا منصور على هذا المقال الرائع وشكراً للقائمين على هذه الجمعية العملاقة وعلى راسهم ابو عمر الذي يعجز اللسان عن الثناء على اخلاقه واعماله والشكر موصول الاهالي عنيزة الذي يعملون يد واحدة تبني ولاتهدم وقد كان لي الشرف في زيارة مدينة عنيزة وزيارة هذا المركز والدين كلنا نفتخر فيه لانه يخدم فئة غالية من ابناء هذا البلد المعطاء … وعندهم مثال يعتزون به ونحن نعتز بهم أن اهل عنيزة ريالهم ريال . وهذا المثل له معنى انهم يحطون الريال في مكانه وقيمته الحقيقية اللي اتمنى أن تقتدي بتصرفاتهم وتعاونهم بقية مدن المملكة وأنا اثق انه سيقضى على الفساد وتظهر المشاريع كما يجب أن تكون من حيث الجودة وقيمة المشروع اسأل الله لهم مزيد من التوفيق والسداد ولك ابا منصور للتطرق لمثل هذه المواضيع .
(0)
(0)