تصوروا أن الناطق باسم عصابة الحوثي اليمنية تستضيفه قناة الكراهية “الجزيرة القطرية” وعبر لقاء وأسئلة واضح انه تم تلقينه بها مسبقاً ليقوم بإجابات تشبه الحرث في المياه الآسنة كمياه حكومة قطر. هذا الناطق الحوثي يقول كلام مُضحك يدل على افلاس العصابتين الإرهابيتين في الدوحة وصنعاء!. ومما قاله محمد عليى الحوثي الناطق بإسم عصابته من على منصة قناة التحريض القطرية: إن قوتنا الصاروخية طورناها بأيدي الحوثيين في اليمن لتصل الى ينبع السعودية، وقريباً سنضرب ابو ظبي بصواريخنا حسب تطورات المعركة لأنها هدفنا الرئيسي!. ثم قال إننا متواجدين في العمق السعودي ونحتل مناطق في العمق، وتحدث عن القوة الضاربة البحرية الحوثية التي ستغير كل شيء في المعارك بزعمه وهو يقصد الزوراق الخشبية والمطاطية التي تحمل المتفجرات ويتم بها استهداف السفن والملاحة البحرية الدولية. وهذا الكلام على الجانب العسكري الميليشياوي قد نفهمه في سياق البربوقندا الإعلامية التعاونية بين تنظيم الحمدين بقناته الفضائية وبين عصابة الحوثي. أما الملفت في حديث هذا الناطق الحوثي فهو انفعاله وإمتعاضه مما وصفه بالعمل الإماراتي في اليمن، حيث يبدي غضبه الشديد من هذا الدور ونتائجه، والغريب ان هذا الناطق أشار الى اعمال ايجابية تقوم بها الامارات في اليمن كبناء وتطوير الموانئ البحرية والجزر اليمنية والمرافق العامة بعدن وغيرها!، وهذا البناء بطبيعة الحال يتناقض وطبيعة الميليشيا الحوثية فكيف وايران هي من يدعمها للقيام بالهدم والتخريب والقتل بعكس ماتقوم به الإمارات وأشقاءها. ومما لفت الإنتباه كذلك في هذا اللقاء هو قوله إن الإمارات تشكل خطورة على السعودية نفسها.!. وهنا نفهم وبكل بساطة ودون عناء حرص الحوثي وتخوفه على المملكة وعلى أمنها من الإمارات العربية المتحدة!، وهذا بالنتيجة يتطابق تماماً مع مواقف جهات أخرى تستخف بالمجتمع الخليجي وتسوق له مثل هذا الهراء وهذه السخافات العقيمة التي لا يوجد عاقل يجهل من تخدم في النهاية. أوليس غريب جداً أن يرق قلب الحوثي كما بعض الأحزاب السياسية ذات العناوين الاسلامية في الحرص على السعودية كدولة؟!، وفي نفس الوقت يعلنون العداء المُطْلق للإمارات العربية التي هي حليف وصديق وشقيق وجار وشريك للسعودية!، والدولتين تعلنان كل يوم عن عمق العلاقات وتطوير التعاون والتنسيق الذي لا يظهر منه اعلامياً إلا القليل!. إنه لأمر غريب ومفضوح من هذه الأطراف التي يجمعها عداء أهل دول مجلس التعاون الخليجي. وليت الناطق بإسم ميليشيا الحوثي حدد لنا الخطر في العلاقات السعودية الاماراتية وهل التهديد القادم هو عسكري تقليدي أم نووي، او رقمي كهرومغناطيسي يعطل كل مؤسسات الحياة ومرافق الدولة نهائياً، أم قد يكون بالحفر من تحت رمال الربع الخالي وصولاً لكل بيت؟!.
أخيراً فقد اعطانا هذا التنسيق والتطابق القطري الحوثي الذي نتج عنه شهامة ووفاء للسعودية من خلال تحذيرها من الخطورة الإماراتية على المنطقة عموما وخاصة دورها في بناء اليمن ومايشكله ذلك مع غيره من خطر داهم على كيان المملكة ومستقبلها الداخلي والخارجي! فهل وصلت لكم الرسالة ايها الخليجيون وخاصة السعوديون من اصدقاءكم وجيرانكم الأوفياء الطيبين اعضاء ميليشيا الحوثي بصنعاء وتنظيم الحمدين بالدوحة عبر قناة الفضيلة “الجزيرة”؟!.
حقيقة أن مثل هذا الغباء وهذا اللقاء الممنتج في الدوحة وغيره مما يقال هو هراء مُسلي لرجال القيادتين السعودية والإماراتية وهو مدعاة للضحك وتبادل رسائل التهكم الضاحكة بينهما حول هذه الأماني وهذه الإشاعات والسقطات. وهل يعتقد البعض أن قيادة بمستوى وخبرة وحذاقة القيادة السعودية لا تعي كل شيء يدور؟ ومثلهم الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة؟. اقول لهؤلاء البعض إن أمورنا وأحوالنا طيبة جداً فارتاحوا ايها الباحثون عن خلاف سعودي اماراتي، وعليكم رؤية الحاضر وشواهده بدلاً من امنيات خائبة لا يدعمها أي مفهوم منطقي لأي مبتدئ يدرس السياسة بالجامعة.
01/11/2017 5:13 ص
حتى الحوثي يحذر من الإمارات!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6375692.htm