سافر اثنين من أصدقائي إلى بلد أنيقة ، وهبها الله سبحانه جمال الطبيعة ، وكان لشعب هذا البلد بصمة كبيرة في أناقة أراضيهم واهتمامهم بزوّارهم ، ونتيجة ذلك ثقافتهم واطلاعهم وقراءتهم.
ومن المعتاد في هذا العصر أن أي شخص يذهب لمكان جميل يقوم بتصويره ، وبالفعل هذا ما حدث ، لكن الشيء الجمالي أن كل شخص انتهج سلوك معين في التصوير ، فأحدهم صوّر كل شيء بالتفصيل ، والآخر صوّر المهم المهم " المعالم الرئيسيّة " وكأنهم يقولون : لك الخيار أيها الجميل ، تريد أن تتعرف بشكل تفصيلي تابع الأول ، أو بشكل عام تابع الآخر ، وهنا الجمال .. نعم .. جمال التغيير.
وبالمقابل عندما يخرج بضع من أصدقائي جولة سياحية ، أشاهد تصوير واحد منهم فقط ، لأن البقية نفس الصور ونفس الفيديوهات وربما نفس العبارات والمصيبة عندما يكونوا كثر!
متى سافرت آخر مرة ؟ أو متى قابلت أعز شخص لك ؟ أو متى انتهيت من دراستك ؟ أو ... ؟ستشعر أنها بالأمس ، والحقيقة أنها قبل أشهر ، بل ربما سنوات!
إذاً يا صاحبي العالم يتغيّر بسرعة هائلة ، فالعلم في سباق والمخترعون يتنافسون ، والساعات تمرّ برمشة عين!
ونحن ما زلنا هنا؟
إبدأ بداية خير - فواصل ١ للإطلاع - إبدأ بداية تغيير لتكن متميزاً ، وَيَا صديقي دعنا نغيّر تفكيرنا ، فالفكر طاقة قويّة وهبنا الله إيّها ، قوة إن أحسنّا إدارتها أحسنّا في حياتنا.
" الفكرُ يا إنسان لو أطلقته ... متأملاً في قدرة الرَّحْمَنِ لخضعت إجلالاً وتسبيحاً له ... سبحانه ربٌّ عظيم الشأنِ " وقد قام العالم " د . هربرت سبنسر " من جامعة " هارفرد " بإصدار كتاب بعنوان : العلاج اللامحدود Timeless Hailing ، وذكر فيه أنّه في بداية التحاقه بكلية الطب في الجامعة. ، قال لهم المدرس : " أحبابي الطلاب ، في غضون خمسة أعوام من الآن سيختفي جميع ما أُحدثكم به من معلومات ، ولن يتبقّى إلا القليل " فردّ عليه " د . سبنسر " بدهشة " وهذا ما يعني أنَّني سأكون ما زلت في الجامعة ، في مرحلة الإمتياز " فقال له : نعم بالضبط فقال " د . سبنسر " متسائلاً : وماذا أفعل إذن ؟ فأجاب المدرس : ينبغي عليك أن تُتابع كل ما يظهر ، ويستجد من أمور وعلوم ؛ لأن ما لدينا الان سيُبنى عليه الكثير ، وإن لم تفعل فستتآكل.
وكما يقول الدكتور إبراهيم الفقي " فكل عضو لديك يتجدد في غضون ستة أشهر ، لكن هناك شيء واحد فقط ، تركه الله تعالى لك " إنّها الأفكار " لأنك من تصنع الأفكار في ذهنك ، وأنت الوحيد القادر على تغيير أفكارك ، والتغيير يجري بداخلنا كل ستة أشهر " . أفكارنا تصنع حياتنا وهي القدرة الربّانية التي ميزتنا عن باقي المخلوقات ، النبات والجماد والحيوان ، وحتى ما يصنّع الْيَوْم من الروبوتات ، هذا خلق الله.
في آخر ليلة في السجن قبل الإعدام ، أتى ملك القرية الذي يعرف بمزاجه الغريب إلى أحد المجرمين ، فقال له في هذه الزنزانة مخرج يقودك إلى خارج السجن ، إن أتينا غداً ووجدناك ، سنأخذك إلى المشنقة ، وإذا لم نجدك فهذا ما تريده أنت ، وذهب الملك .. بدأ السجين يعمل جاهداً ، يمنة ويسرة ، للأعلى للأسفل ، فجاة وجد سرداب تحت قطعة من القماش موضوعة على الأرض ، بدأ ينزل في هذا السرداب ، يمين ، يسار ، للأمام وبدأ يصعد للأعلى ، وبدا له نور في آخر السرداب ، ورآى الباب وليس عليه قفل ، فتحه وإذ به أعلى قمة في السجن ، عاد أدراجه خائباً تحطّمت أحلامه ، وعاد للبحث من جديد ، وقف أمام مرآة وإذ بها تهتز ، قام بنزعها وإذ هناك حفرة ضيقة جداً ، زحف داخلها في عناء كبير حتى وصل إلى آخرها وإذ بفتحات صغيرة في الجدار ، استسلم السجين ، ساعة واحدة تفصله عن الصباح جلس في هم وغم ، أتى ملك القرية وقال له " أراك هنا ، ما تزال في ضيافتنا ؟ فردّ عليه السجين قائلاً ظننت أنك لا تكذب ، قال الملك وأنا لم أكذب .. عندما خرجت بالأمس تركت لك مفتاح القفل في باب الزنزانة!
صرير قلم : الحياة هي أفكار أنت صانعها ، فأحسن اختيارك لها!
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سعد جازع
03/11/2017 في 5:34 م[3] رابط التعليق
الله يوفقك واستمر وانت مبدع والى الامام
(0)
(0)
Dr.yumna
04/11/2017 في 11:14 ص[3] رابط التعليق
موضوع جميل ومبدع
في كل مره اقرأ مواضيعك من فواصل ١الى الان ارى أفكار متجددة ارى تجدد في الأسلوب ونضج اكبر في الفكره
استمر الى الامام مبدعنا الشاب
(0)
(0)
ام يمان
04/11/2017 في 9:56 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك وبمواضيعك الشيقة الى الامام يا بطل وزادك علما وفهما وايمانا وتفوقا ياغالي
(0)
(0)
عبد الحكيم ناعس
25/11/2017 في 1:38 م[3] رابط التعليق
أشكر الله أولاً ثم أشكركم على متابعتكم وآراءكم
(0)
(0)