نلاحظ في هذه الأيام رسائل وتغريدات واقوال غبية عبر القنوات، يسعى اصحابها من خلالها وبحماس مضحك الى ان يعرفهم الجمهور المحلي، ويطمعون في شهرة قد يُنْعِم بها عليهم موقع اخباري اسرائيلي تافه، هذا هو مقصدهم وتلك هي وسائلهم حتى وإن بإسلوب إذا لم تستحي فأصنع ماشئت، لقد أهتدوا بعبقريتهم ووجدوا ان افضل مايخدم غايتهم هو الصراخ بإعلان محبتهم لدولة الكيان الإسرائلي الغاصب القاتل، وتباكيهم على حق اليهود بفلسطين، ولا ينسون تزكية انفسهم وتنقيتها سياسياً وعقدياً فيشرحون بصفاقة انهم أُناس طيبون متسامحون ولا يوجد لديهم اي قضية خلافية مع اليهود!. لاحظوا عبقرية الغباء وعبث الخلط بين اسرائيل واليهود.!.
هؤلاء في الواقع هم قلة قليلة جدا من السعوديين يغردون على منصة تويتر ويعايطون (او قل يهايطون) عبر منظومة السوشلميديا ويتبجحون في بعض القنوات التلفزيونية الباحثة عن الاثارة. وعددهم قد لا يصل لعدد اصابع اليد الواحدة، ولكن عرب البادية تقول ان دخان بعض اعواد الحطب المطمور تؤذي العين والأنف دون أن ترى لها وهج. هؤلاء المترفون الجهلة جندوا السنتهم وحساباتهم لخدمة قيام علاقات سعودية مع اسرائيل، وهم في الواقع لا يفهمون في سياسة المملكة اي شئ ولا يفقهون مبادئ وقواعد ومنطلقات مصالح الدولة، ولا حجم مسؤولية رعايتها للحرمين الشريفين ولا اهمية تحملها قيادة العالم الإسلامي، ولا يُقدرون ظروف المرحلة الحالية واهمية توحيد صفوف المجتمع خلف قيادة الملك الشجاع الذي يُعيد رسم المنطقة بحكمته وعزم مملكته وحزم ولي عهده وصلابة رجاله ويخوض بنفسه ووزراءه وجيوشه عدة معارك في آن. هؤلاء الطفرانين غايتهم الحقيقية نيل رضى اي صحيفة صهيونية مجهولة لعلها تستشهد بكلامهم وتذكر إسمائهم وتنشر صورهم صراحة فذاك شرف لهم سيشغلوننا به هنا بالمملكة ويزعجون راحتنا شهوراً أملاً بشهرة ما. هم ببلاهة يجهلون أن الجهات الاسرائلية لاتبيع بالمجان كما يبيعون هم مواقفهم سعياً وراء سراب الوهم الذي تنشده انفسهم. ولو نجحوا -ولن ينجحوا- فليعلم كل واحد منهم انه سيدفع الثمن لاحقاً واقله تلوث السمعة مقابل بروز زائف في زوايا العار. إنهم متهورين لايعلمون حجمهم الحقيقي ولا يعرفون صورتهم ودرجة تصنيفهم لدى عدو مجرم يراهم بهذه المواقف المشينة مجرد دُمى يمكن تحريكها وتلوينها وربما تجنيدها بالإغراء وبالمديح والنفخ في بالونات مضروبة ستنفجر بلا اي مؤثر!.
هؤلاء المحترمون هم فقط طامعون بشهرة سريعة عبر المواقع الالكترونية، واقصى طموحاتهم ان يقوم احد عملاء الموساد الإسرائيلي بالإشادة بهم او الاستشهاد بكلامهم وربما التواصل بهم عن طريق بعض صهاينة العرب المنخرطين اساساً في صفوف الموساد الاسرائيلي (العمليات الخارجية) والمنتشرين في كل الدول فيرتبون لهم لقاءات بسفارات الغرب ويقدمون لهم ضيافات الكرم الأصيل وغير الأصيل ويظهرون لهم الأهمية والمودة ومستلزماتها، وكل ذلك لسواد عيوانهم وجمالها!، وطمعاً في جلب المزيد من الاصوات الذكورية والأنثوية الجميلة ايضاً الأخرى لينضموا الى شرف قوائم اجهزة اسرائيل الخارجية، والمصيبة ان هؤلاء المتوهمين لا يعلمون ماذا سَيُفعل بهم حينذاك أو قد فُعل، وكيف يعلمون ذلك وهم في فترة الموتة الصغرى. سترهم الله بعقول توقضهم من تعاميهم وجهلهم.
نتساءل، من الذي دعاكم وطلب منكم ان تتحدثون بإسم المملكة او مواطنيها؟، ومن الذي طلب منكم الترويج والبلبلة والإشاعة لمثل هذه العلاقات؟، وهل تعلمون انكم وشعبكم ودولتكم مصنفين أعداء لدى كيان اسرائيل ووزارة حربها؟، بل هل تعلمون ايها المساكين ان مصر والاردن يُصنفون في إسرائيل كأعداء خاصة الشعبين والجيشين العربيين، وأن وزارة الخارجية الاسرائيلية فقط هي من يصنفهم برتوكولياً كأصدقا؟. وهل تعتقدون انكم بهذه الاصوات النشاز والمواقف المُعيبة اذكياء وانتم عدد لا يُذكر وغيركم بالملايين لا يتمتعون بدرجة وعيكم في مجتمعنا السعودي الواعي الذي تتولى قيادته هذه الأمور وتصرح ليل نهار ان لا علاقات ولا تواصل مع اسرائيل ولا يمكن ان يتم ذلك دون قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حيزران عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس؟ فأين هي الدولة الفلسطينية واين القدس الشريف وهضابه؟!. هل سمعتم بمبادرة السلام العربية التي اعدتها المملكة واصبحت خطة عربية للسلام؟ راجعوا بنودها لعلكم تفهمون سياسة بلادكم تجاه اسرائيل وكيف سيتم الاعتراف بها إن توفرت الشروط. وهل تعلمون ان اسرائيل هي من يسعى ويحاول ويتحايل ويستميت لقيام علاقات مع السعودية بأي طريقة؟ فما الذي سنحققه في بلادنا من مصالح وطنية من تباكيكم وتصرفاتكم الهزلية؟. استحوا. فالمملكة ارقى واعز عليكم من أن تشترتكون دون ادراك منكم مع تنظيم الحمدين الارهابي في هذه الحملة المجنونة للنيل من مكانة بلادكم ومن سمعتها ومواقفها، مع انكم وبكل صدق ليس هذا ضمن نواياكم ولا تتعمدون فعله ايذاءً، لكنكم لا تدركون ذلك وتجهلون عمق حقائق اسرائيل وعلاقتها بإيران وبتنظيم قطر، وبتحريك اللوبي الصهيوني والايراني بالكونجرس الامريكي واذرعه لهذه الأطراف الثلاثة.
وهل تتفضلون اخيراً وتبينون لنا حدود اسرائيل الطبيعة السياسية الجغرافية.؟. هل يوجد دولة محترمة بلا حدود تعترف هي بها؟.
اهدأوا من فضلكم وهناك انشطة قد تشتهرون بها ومن خلالها وبنفس الوقت ستقدمون خدمة لمجتمعكم ولبلادكم وربما تنالون بها رضى ربكم كالتطوع بشتى انواعه، وزيارة دور الايتام والجلوس مع ساكنيها والتصوير بجانبهم والابتهاج معهم، وهناك دور المُسنين ومرضى المشافي، وهناك الصمت وترك مالا يفهمه الانسان ولا يعرف ابعاده، وما اروع الصمت وما أجمله حين يكون ضرورة، والأعظم منفعة وسلامة لنا جميعاً هو البعد عن المغامرات الطائشة وخاصة الإعلامية وتجنب المزالق التي تهوي بإصحابها في عمق اوحال الأعداء، واجزم انكم انتم لن تفهموا القصد عن ماهية واشكال وانواع اوحال اسرائيل.
اشغلوا انفسكم بأشياء اخرى محلية مفيدة لكم ولمجتمعكم، وخذوا العبرة ممن هرولوا قبلكم كأشخاص من دول أخرى وكيف اصبحت تلاحقهم الفضائح!. هل فهمتم؟. خذوا موقف بلادكم نبراساً لكم وشكراً.