يخطىء من يظن أن اليمن الآتي بعد طرد الحوثي سيكون أهدأ من مرحلة العمليات العسكرية التي قامت لغرض طرد هؤلاء المجرمين، ويخطىء ايضاً من يعتقد أن اليمن القادم سيكون مشابهاً او أفضل منه في العهود السابقة، وما حدث في عدن مؤخراً من عبث مسلح قام به بعض الأغبياء التابعين للارهاب ضمن ادوات أذرع ايران وخروجهم على السلطة الشرعية لهو دليل ومؤشرعلى ما سيواجهه الجميع أمنياً وسياسياً كلما اقتربت نهاية حكم الحوثي ومع بداية عودة شرعية الرئيس هادي الى صنعاء اذا توفر لها الأمن والحماية الشعبية والحنكة السياسية. ومن هنا فإن على الجميع في الشرعية اليمنية وجيشها الشرعي رسم مسار وطني قوي خاص بمستقبل حكم اليمن وبمشورة واسناد ودعم التحالف العربي، فالمرحلة القادمة معقدة جداً وستكون من اصعب مراحل تاريخ اليمن شمالاً وجنوباً ولهذا فأي تأخير أو تعويل على ترك الأمور تأخذ مسار الصُدف فيما بعد الحوثي سيكون كارثة وطنية كبرى وقد لا يستطيع معها التحالف الاستمرار في دعم اليمنيين اذا لم يتوفر شرط اساس وهو وحدة الصف اليمني ومنع مسببات الاحتراب المسلح الداخلي على الحكم وهنا يجب منع السلاح من يد اي شخص او جهة خارج سلطة الجيش الشرعي والأمن الداخلي. ويجب من هذه اللحظة الغاء مسمى المقاومة الشعبية ودمجها بالتوزيع على تشكيلات الجيش والأمن الداخلي في كافة مناطق الجمهورية. وما سأطرحه هنا يجب التفكير فيه بعمق فالقادم لن يكون سهلاً على اليمنيين ولن تكون الظروف في صالحهم اذا لم يستنسخون تجربة الجيش المصري الحالي بحيث يكون الجيش هو المؤسسة الحاضنة للرئاسة وهو حامي حمى الدولة والمواطن واليه يحتكم الجميع، وبغير هذا لن يتمكن احد من حكم اليمن ولن يستقر وضع دولة اليمن ولن يستطيع احد التفاهم مع مجتمع مشتت حالياً بين ولاءات قديمة زرعها حزبي المصائب المؤتمر والاشتراكي وبين عهد جديد غير مطمئن. ان جيش اليمن الحالي تم بناءه بجهود التحالف العربي وتحديداً المملكة والإمارات ويجب ان تكتب عقيدة هذا الجيش لتكون متطابقة لعقيدة القوات المسلحة السعودية ويكون هو صنو لها ومن هنا سيكون جيش اليمن صمام امن البلاد والشعب وحاضناً ومنتجاً لقادته السياسيين بكل هدؤ وسلاسة حتى في ظل انتخابات على نمط المنطقة!. اسمعوني فأنا لا أمثل غير نفسي ورأيي ولكن بغير جيش يمني توأم للقوات المسلحة السعودية ومشتركاً معها في نهج التدريب وعقيدة القتال وفي تنسيق التشكيلات وتوزيعها وتعيين قادتها فلن يستقر اليمن وسيكون شذر مذر بيد كل من يكره اليمن ويتمنى له عدم الاستقرار. قلت وأنا طالباً عسكرياً لن تستقر الباكستان ومصر ولن يقوم لهما قائمة بغير جيش رأسه يقود الدولة ويمنع العبث بقاعة البرلمان وبمشاركة الجميع دون استثناء بحسب ثقافة وعرف البلدين، وهاهي الباكستان تترنح بين احزاب الفساد وهاهو الجيش رغم عدم قيادته للبلاد حالياً لكنه يراقب ويتوثب في كل حين مع انه تأثر سلباً معنوياً وقيادياً فتراجعت الباكستان كثيراً للوراء في كل شأن محلياً وإقليمياً وتقع تحت تأثير ارهاب ايران وطالبان حالياً!!.، أما مصر فالعرب جميعاً يشاهدون كل ماجرى ويجري فيها والحكم لكل أحد واليوم في الكنانة يختلف عن الأمس. وماذا عن اليمن؟! اليمن هو احوج دولة في العالم للإستقرار وهذا لن يتأتى بغير حكم رشيد ينبع من الجيش ويقود الدولة وقواتها وقواها ويمنع تكرار ما جرى في صنعاء سابقاً وفي عدن مؤخراً وهناك الف متحفز وانتهازي لقيادة ميليشيات وتنظيمات تخريبية باليمن وبعضهم سياسيين وعسكريين وكثير منهم تسيرهم قوى الشر في طهران وبقية اذرعها المستعربة بالمنطقة. الوقت يمضي فلا تتأخرون فنندم جميعا. وبغير جيش وقيادة وطنية نابعة منه وغير حزبية فلن يستقر اليمن.
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6387180.htm