قَدَّمَ الأمير الراحل سعود الفيصل (رحمه لله) لكتاب مُثير في أسلوبه وشموليته لأحداث مختلفة عند بدايات تاريخ مملكتنا السعودية الحاليه، ويحتوي الكتاب بين دفتيه معلومات ذات قيمة تاريخية في مرحلة دقيقة وصعبة من تاريخنا الوطني، وقد سجلها السفير بنفسه كيوميات لمبعوث الاتحاد السوفييتي بالمملكة العربية السعودية ما بين 1928- 1935م، ويقوم بإرسالها الى موسكو في حينه.
والكتاب عنوانه يحمل اسم السفير نفسه {نظير تورياكلوف}، رسائل-يوميات-تقارير. وقد أعد هذا الكتاب للغة العربية وعلق عليه الباحث في الشؤون الروسية الدكتور ماجد بن عبدالعزيز التركي، الذي شكره الأمير سعود الفيصل على هذا الجهد الكبير. والكتاب يضم وثائق مرتبطة بنشاط المبعوث الدبلوماسي فوق العادة والقنصل العام السوفييتي في مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها ومن ثم المملكة العربية السعودية بعد توحيدها.
وقد اعادت طباعة هذا الكتاب وزارة الخارجية السعودية، ومما يلفت الإنتباه ما كتبه المبعوث السوفييتي عن العلاقات السعودية الإيرانية قبل 90 عاما تقريباً، وما دونه عن رعونة البعثة الايرانية بمدينة جده، مع ان ماذكره لم يكن مستغرباً فهو يتوافق مع ما تقوم به بعثات ايران حالياً من تخريب بالعالم.
وهنا سأنقل فقرات من كلام المبعوث السوفييتي عن ايران في أحد تقاريره التي بعثها من جدة الى موسكو قبل عقود. يقول تورياكلوف: {العلاقات السعودية الايرانية في حال الحاضر خالية من أي مضمون سياسي وليس لها أهمية فعلية. وتمارس البعثة الدبلوماسية الايرانية في جدة الأعمال القنصلية وحدها. وهي البعثة الوحيدة التي لا تهتم بمطبوعات وصحف بلادها}. انتهى كلامه.
ثم يضيف توريا كلوف كلاماً مهماً يبين السياسة الايرانية بشكل عام التي لا تقيم وزناً للإنسان الايراني ولا تراعي شعيرة الحج، ولا تهتم بعاناة المسلم الايراني الحاج البسيط، وهو نفس ما تفعله ثورة الخميني المجرمة حالياً بشعوب ايران. يتابع المبعوث السوفيتي بالمملكة تقريره ويقول: { وبحلول موسم الحج “تكسب” البعثة الايرانية رزقها فتتلقى من إحدى الشركات الشامية في بيروت عمولاتها لأنها ترغم حجاجها على العودة الى الوطن (ايران) عبر طريق بيروت – بغداد بحافلات تلك الشركة}. انتهى كلامه!.
ويستمر هذا المبعوث السوفييتي العجيب في وصف رئيس البعثة الايرانية بجده فيقول:{ ويترأس البعثة عين الملك الملقب بالمصور الفوتوغرافي الممتاز. فهو يعاني من هوس التصوير في كل شيء وفي كل مكان، ما جعله يتعرض للتهكم والاستهزاء، وأحياناً للإهانات. إنه غبي مصاب بالهستيريا، ومتخاذل امام الإنجليز والفرنسيين. ولا يحظى هنا بالإحترام لا من قبل الحكومة ولا المجتمع، ولا من قبل السلك الدبلوماسي}. انتهى كلامه. وهنا يمكننا مقارنة ذلك الإنطباع عن المبعوث الايراني قديماً مع السلوك الارهابي الحالي لثورة ايران وكيف يتصرف اغلب سفراءها بالعالم، فلا يحظون بالاحترام، وما اشبه الليلة بالبارحة.
ثم يتابع نظير تورياكولوف في وصف تصرفات مبعوث ايران السيد عين الملك بالمملكة حينذاك، يقول: { التقط صور للحاضرين في مأدبة على ظهر السفينة الفرنسية، وبسبب فضيحة نشرت صحف عربية (الأهرام والأخبار) بعض المقالات المثيرة وأرفقتها بصور من استديو عين الملك (البمعوث الايراني)، وبدهي أن جميع المتضررين يتهمون عين الملك بأم الكبائر. ونحن لم نحضر تلك المائدة المنحوسة وتحاشينا لحسن الحظ عدسة المصور الدبلوماسي الايراني}. انتهى كلامه .
ثم يضيف المبعوث السوفييتي عن سكرتير المبعوث الايراني فيقول: { أما سكرتيره (صهر بهجت رومي) فهو من أحقر الناس. فهو بالأصل ايراني من مواليد الشام. ولم يشاهد بلاد فارس ابداً ولا يهتم بالشؤون الايرانية}. انتهى كلامه.
اخيراً استطيع القول ان على كل عربي أن يفهم الشخصية الايرانية الفارسية جيداً، ومن الغريب أن يستغرب بعض مسؤولي العرب ومخابراتهم وإعلامييهم التناقض الظاهر في اقوال ومواقف المسؤولين الايرانيين المعممين وقادة الجيش والمثقفين والدبلوماسيين، وهنا تكمن مشكلة العرب في عدم فهم الشخصية الايرانية الفارسية وتركيبتها المعقدة واساليبها وطريقة عملها.
التعليقات 1
1 ping
ابو يزيد
18/05/2018 في 11:43 م[3] رابط التعليق
شكرا سعادة اللواء الطيار الركن / عبدالله غانم القحطاني
على الايضاح حيال مايفعله البعثة الايرانيه التخريبيه بالعالم العربي
وهذا السلوك متأصل في عهد الخميني المجرم. وهذا البحث الذي قمت بيه رائع جدا ليوضح مايفعله هؤلاء المجرمون بالعالم الاسلامي وبكل مسلم.
(0)
(0)