صويحبات أمي صديقات وفيات ..
من مثلهن في الوفاء؛ جمعتهنّ الأيام وحسن الجوار، لسنَ قريبات ولا بينهنّ أواصر قربى..
إنما أخوات في الدين والهُويّة يتقاسمن اللقمة ويتهادين ويتعاونّ في المناسبات..
تتحدث عنهن أمي بحب وسعادة غامرة..
تقول جئت من قريتي عروس صغيرة في سني تركت أهلي وقرابتي ..
عشت في مدينة مختلفة بكل تفاصيلها وحياتها ..
بين رهبة الحياة الجديدة ولوعة الفراق ..
الاشتياق لأمي ولقريتي لايغادر خيالي ..
توالت الأيام وجمعتنا تلك البيوت المتواضعة في افراحنا وأتراحنا..
أيام لاتنسى قلوبهن الطيبة أخوّتهن الصادقة ..
في مرضي كن لي أخوات يقمن بخدمتي ؛ يصنعن طعامي ويقمن بشؤون أبنائي..
حباً ووداً ووفاءً وعطفاً ورحمةً وشفقةً ..
كنا كالروح في الجسد إذا غابت إحدانا اشتقنا لها وفقدنا مجلسها..
تلك الصحبة والصداقة استمرت على مدار 50 عامًا ومازالت ..
منهن من رحلت وغادرت الدنيا إلى بارئها ..
ومنهن المريضة العاجزة فقد أخذ العمر من صحتها الكثير ..
ومازالت تلك العلاقة تزداد قوة وصلابة تترجمها المواقف والأيام..
وأتساءل ما الذي جعل تلك الصداقة الحميمة والعلاقة القوية تستمر طوال تلك السنوات ؟
خمسون عامًا قلوبهن مجتمعة لم تفرقهنّ المواقف ولا الأماكن ..
خمسون عامًا يشاركن بعضهن في الأفراح والأتراح ..
خمسون عامًا ولازال ذلك الحب والوفاء ينتقل إلى الأبناء والبنات..
خالتي (فلانة) صديقة أمي لها مكانة أمي من الاحترام والتقدير..
صويحبات أمي يحرصن على زيارتها وتفقد أحوالها والسؤال عنها..
أمي المريضة العاجزة تفرح برؤيتهن وتسترجع الذكريات الجميلة معهن..
وتذكرنا دائماً بهن وبمواقفهن الرائعة وبأهمية وصلهن..
رغم تقصيرنا في ذلك وانشغالنا الدائم بحياتنا العملية والعائلية..
إلا أننا نكنّ لهن كل احترام وتقدير..
هل مازالت تلك الصداقات الحميمة والعلاقات القوية؟
في وقتنا الحاضر الذي أهتم بالظاهر وتناسى المضمون!!
اريدك صديقتي إلى عتبات الجنة ..
اريدك صديقتي في لحظات ضعفي سندًا وقوة ..
أريدك كالعلاقة بين العين واليد..
إذا تألمت اليد دمعت العين..
وإذا دمعت العين مسحتها اليد!
قبل الوداع هذه فدوى طوقان تبعث للصداقة مشاعر صادقة في هذه المعزوفة الشعرية..
دع لي يا صديقي ودّك الكبير..
أعبّ من حنوّه في دربي الطّويل ..
وأحتمي بظلّه الأمين كلّما تعبت..
كلما هربت من جفاف دربي الطّويل..
دع لي صديقي ودّك .
فاطمة الجباري
التعليقات 25
25 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غلاووي
14/05/2019 في 4:48 م[3] رابط التعليق
صديقتي الغالية فاطمه مع انه لم تجمعني بك الايام ولم اراك الا اني اشعر بانك اختي وصديقتي واكن لك الحب والتقدير والاحترام واتمنى لوجمعتني بك الدنيا والتقيت بك .
وفقك الله اينما كنتي وجمعني بك في جنات النعيم
(0)
(0)
أريج الجباري
14/05/2019 في 5:07 م[3] رابط التعليق
ومن مثل امي وصويحبات ❤️ كلمات لمست قلبي حفظك الله ياأمي ❤️
(0)
(0)
ام دانه
14/05/2019 في 5:59 م[3] رابط التعليق
اجمل ما قيل عن الصداقة
لا أريد مئة صديق
أريد صديقا لمئة عام فعلاً كان الزمن الجميل يحمل لنا هذا النوع من الأصدقاء
???
(0)
(0)
عذاري الشايع
14/05/2019 في 8:14 م[3] رابط التعليق
اجمل الصداقات الطاهره دون تكبر ومظاهر وتواضع واخوه وحنان
(0)
(0)
حصة القحطاني
14/05/2019 في 8:15 م[3] رابط التعليق
لله أنت وقلمك وقلبك الرقيق أسعدك الله وأسعد قلب والدتك بك ممتنه لكل طريق التقيتك فيه وتعرفت عليك بسببه دمتِ معطاءة ريانة??
(0)
(0)
ام باسل
14/05/2019 في 8:20 م[3] رابط التعليق
كلام جميل عن الصداقه فيه صديقات وفيات لنا طول عمرنا
(0)
(0)
نوره المعيلي
14/05/2019 في 8:29 م[3] رابط التعليق
نعم،،،،،أريد صديقات
(0)
(0)
Rasha
14/05/2019 في 8:47 م[3] رابط التعليق
زمن جميل وقلوب صادقة ووفاء ???
(0)
(0)
عبدالسلام فريج
14/05/2019 في 8:48 م[3] رابط التعليق
حروف دافئة ويراع غزير ينهل من ذاكرة متقدة ومترعة بحكايات من الزمن الجميل
(0)
(0)
لولوه الفالح
14/05/2019 في 9:39 م[3] رابط التعليق
كلمات لامست القلب
رائعة استاذه فاطمة. كروعة حروفك
(0)
(0)
شريفه
14/05/2019 في 10:08 م[3] رابط التعليق
كعادتك فاطمه تعيديننا للماضي وتحركين الشوق لمناطق الجمال الصداقه القويه اكبر من الاخوه أحيانا بدأنا نفتقدها شكرا لمداد قلمك الرائع
(0)
(0)
عبدالرحمن الجباري
14/05/2019 في 10:13 م[3] رابط التعليق
شدني في هذا المقال ان الصحبه النظيفه تدوم مع تقدم السنين
(0)
(0)
نجلاء الشبيلي
14/05/2019 في 10:27 م[3] رابط التعليق
ماااا أجمل عباراتك غاليتي فاطمه..
هذه الصداقه التي لايمكن أن نزنها بميزان ولا تقدر بأثمان?
(0)
(0)
هياء السبيعي
14/05/2019 في 10:37 م[3] رابط التعليق
أستاذة مبدعة قلبا وقالبا نيالي أنا لأني تعرفت لشخصية معطاءة وحبوبة إنسانة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى كلماتك تحرك الإحساس وتمتزج بالخيال وترسم مدى بعيد بارك الله فيك وفي قلمك ولا حرمنا وجودك وألبسك الله الصحة والغافية
(0)
(0)
نوف الدويش
14/05/2019 في 10:41 م[3] رابط التعليق
” لا يفشل المرء الذي يوجد بحوزته أصدقاء، أصدقاء حقيقيّون جداً للحد الذي حين يوشك على السقوط يرتطمون بالأرض قبله “كصويحبات أمك
سلمت يداك كلمات رائعه وشعور جميل
(0)
(0)
ليلى جباري
14/05/2019 في 11:34 م[3] رابط التعليق
صديقات امي نعم الصديقات المخلصات هم لنا خالات وعمات وجارت يحبون امي ويقدرون والدي
حفظهم الله
(0)
(0)
نوره المالكي
15/05/2019 في 12:36 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير صديقات امي
اجمل صداقه صديقات امي وريحتها فعلا اجمل ماقيل عن الصداقة
أسعدك الله يااستاذتي وقدوتي وصديقتي انتي فعلا رائعه
(0)
(0)
الحازمي
15/05/2019 في 1:31 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…كل عام وانتم بخير
في كل تعليق لي اقول لك ماشاء الله عليك موضوعاتك دائما ممتازة تختاري الموضوع والوقت..
ايام زمان بلاشك لن تتكرر…حتى العلاقات والصداقات لن تكن في هذا الوقت مثلما كانت سابقا في فترة اسميها ايام الطيبين..
تفضلت وقلتِ (كنا كالروح في الجسد إذا غابت إحدانا اشتقنا لها وفقدنا مجلسها) وصدقت فأمهاتنا وآباؤنا كانو مثل الاخوة بل اخوة لم تلدهم امهاتهم.. الجيران يد واحدة في السراء والضراء، حتى من يفد الى القرية جديدا لايشعر بقربة ابدا…ولنا في رمضان وتبادل الطعام والزيارات الكثير
نعم صويحبات امي وامك يحتجن للكثير من الشكر ويحتاج الجيل هذا الى معرفة اكثر عن جمال وروعة حياتهن…جزاك الله خيرا
(0)
(0)
العنود حسن علي جباري
15/05/2019 في 3:07 ص[3] رابط التعليق
?فعلاً مشاركة الافراح والاتراح تخلق مثل هذي القوة في العلاقات.. أما علاقات الكشخه والمظاهر تزول بزوالها
(0)
(0)
فاطمه
15/05/2019 في 3:18 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل يلامس القلب مااجمل الصداقه الوفيه نفتقدها في هذا الزمان
بارك الله لام صديقاتها وجمعنا بصديقات مثلهم
(0)
(0)
بدريه الزربان
15/05/2019 في 4:38 ص[3] رابط التعليق
لقد عدُت بذاكرتي الى تلك الطرقات وتذكرت أمي غفر الله لها وأمك اطال الله في عمرها وبقية الجارات يمشون لبيوت الجيران يعرفون حاجات بعضهن ومشاكلهن وحبهن المتبادل كل الجيران يطبخون لبعضهم يعالجون بعضهم وأيضا يربون ابناء بعض اتذكر عدة مرات كلما وجدوني ع خطاء ضربوني وكنت أتضايق وأشتكي لامي عنهم ولكنها كانت تضحك وتقول هذه خالتك أكيد غلطتي ويدخلوني من الشارع خوفا علي من أي مكروه وحارتنا كانت مقتضه بالنساء عصرا وصباحا واليوم لا احد يعرف جاره ماذا حل به الا عن طريق السوشل ميديا ان كتب وان لم يكتب فلا يدري احد عن احد ليت الزمن يعود او نستطيع ان نحصل على صديقا لمائة عام .
(0)
(0)
هدى خليل الطويلعي
15/05/2019 في 6:55 ص[3] رابط التعليق
الصداقه ومضة دفئ تبعث بأرواحنا امل جديد للحياة ..
وذاك زمن رحل بجماله …ولكن علينا نعاش اطرافه ..كلي أمل بالله..لحن رقيق تعودناه منك يالغاليه
(0)
(0)
حصة مطلق
15/05/2019 في 12:05 م[3] رابط التعليق
اطال الله عمر والدتك وحفظ لها من تحب في زمن ندر ان تجد فيه صديق ?
(0)
(0)
مريم محمد
15/05/2019 في 1:04 م[3] رابط التعليق
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ان ابر البر صلة الرجل ود ابيه
فما اجمل ان نصل اصدقاء والدين ونبرهما لان برهما امتداد لبر الوالدين
فاسال الله ان يجعلنا من أهل الوفاء والبر مقال في غايه الجمال كجمال الوفاء والبر
(0)
(0)
نوره الزهراني
15/05/2019 في 5:18 م[3] رابط التعليق
صديقتي الصدوق وتوأم الروح ( مازال الخير فيني وفي امتي الى قيام الساعة ) صدق رسول الله عليه افضل الصلوات والتسليم صحيح ان الصداقات قلت بل ندرت لكنها مازالت موجوده وبعد خمسين عام من صداقتنا اطالبك بمقال مثل هذا عنوانه صويحباتي ❤️
(0)
(0)