لكل وقت أذان، ولكل حدث حديث، نقول هذان القولان عند التريث في عمل ما أو التوقيت له.. تأخذنا المقولتان للتّفكير بعمق، والتحليق لأبعد مدى في مفهومهما فمن الواضح أن الوقت والتريث من أبعادهما، ومن الواضح أيضا أنهما تحثان على انتظار الوقت المقدر من الله لتحقيق الهدف ( وليس الوقت المناسب لك )، وأن لا تتعجل الأمور ففوق كل ذي علم عليم.
حين يلتقي الصبر، والطموح والإرادة مع الموهبة والعمل تحت معية الله يكون النجاح خطوة خطوة.. إن كنت ترى أنه لابد من نجاحك في هذا الوقت بالتحديد، وأنك بحثت عن فرصتك ولم يحالفك الحظ فأعلم أنه لم يحن وقتك لكي تؤذّن بصوتك وتصدح به في الأرجاء، ولن يستمع لحديثك أحد إن لم يكن له حدثٌ مناسب.. صحيح أن زمن المعجزات انتهى ولكنك معجزةٌ بحد ذاتها.. فأنت الطاقة التي تحرك هذا الكون الصغير.. بعقلك وقوة تفكيرك.. بنقاء قلبك وسلام روحك.. برقي أخلاقك ونبلها تُغير ما حولك، وهناك هالةُ أذكار تحميك وبداخلك الكثير مما لم يُكتشف بعد لتستخدمه في مواجهة مصاعب الحياة وجورها.. ضع بصمتك في كل ما حولك واترك أثرا حميداً بالغور في أعماق الأرواح المحلقة حولك.. أبدع فالإبداع ليس مجرد موهبة بل هو 1% إلهام و99% جهدٌ وعرق (توماس أديسون).
الحياة لا تتوقف بعقبة مررت بها، فلحظات السعادة التي تركتها تفلت من قَبْل.. أمسك بها الأن.. نظرك إلى السماء الصافية سعادة.. كوب قهوتك سعادة.. قراءة آية ودمعة خشوع سعادة.. الاسترخاء مع نَفَسٍ عميق سعادة صلاة ركعتين في جوف الليل سعادة.. وغيرها كثير من تلك اللحظات التي تتخلل حياتنا وتنساب منها دون الشعور بها.. توقف عند كل المواقف المؤلمة واللحظات المريرة التي تمر بك، واسأل نفسك.. أين السعادة التي تختبئ خلف هذا الألم ويخفيها المرار؟!! ستجدها وهي التي ستخفف عنك وطأة ذلك الشعور.. لا تعش دور الضحية ولا تتقوقع تحت مظلة الظلم والحرمان فأنت بنعمة.. ولا تستسلم لمصاصي الطاقة ومتسلقي أكتاف الناجحين ومعتنقي الميكافيلية.. لا تتشاءم وتمتعض.. وكيف تجرؤ على ذلك ولك رب أنت تحيا برزقه لك وحُلمه عليك
اقفز من قدر الضغط الذي وُضعت فيه، فهل لابد من كارثة لتضيء حياتك!! استغل المصائب لصالحك فهي فرصٌ متنكرة.. احجية تنتظر منك فكها وتحليلها.. كثيرٌ منّا يبحث عبثاً عن الكمال ولا كمال في الدنيا .. لا تبحث عن الكمال فالأشياء المكتملة تبعث الرعب، وإن ظننت أنك مكتمل فقد حانت نهايتك.
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
khaled suliman
07/07/2019 في 5:58 ص[3] رابط التعليق
#مفاعلات_بشرية ?
أصحاب الأنفس العظيمة! دائما ما يُواجهون مُقاومة عنيفة؛ من أصحاب العقول البسيطة!! لا تلتفت . . أكمل المعركة . . ستعدهم من بين الضحايا ??
(0)
(0)
هنادي
07/07/2019 في 8:17 ص[3] رابط التعليق
راااااااائع ،، صنعتي يومي ،، بارك الله فيكي
(0)
(0)
Faisal abdullah
07/07/2019 في 8:53 ص[3] رابط التعليق
مقال مضغوط بالزبط ?
فبداية من كاتبته سميحه من السماحه ونهاية بنظرة للحياة هي الفآل، ففيه تناغم وترابط بين كاتبته وفكرته وألفاظه ورسالته وكانه من قلب صادق ولا نزكيه على الله ??
(0)
(0)
أبوالبراء
07/07/2019 في 10:17 ص[3] رابط التعليق
صناعة هذا الكلام ينم عن عمق فهم الاشياء على حقيقتها.. ومدى الإدارك والوعي الذي تتمتع به الكاتبة.. وهذا الفهم بحق هو مانحتاجه في ظل الاحباطات التي تنهشنا صباح مساء.. وأن لا نستسلم وإن طال بنا الصبر
” وإن ظننت أنك مكتمل فقد حانت نهايتك” هذا الكلام وحي ! ولكنه وحي بشري.. أعجبني كثيرا
(0)
(0)
Abu albraa
07/07/2019 في 10:29 ص[3] رابط التعليق
صناعة هذا الكلام ينم عن عمق فهم الاشياء على حقيقتها.. ومدى الإدارك والوعي الذي تتمتع به الكاتبة.. وهذا الفهم بحق هو مانحتاجه في ظل الاحباطات التي تنهشنا صباح مساء.. وأن لا نستسلم وإن طال بنا الصبر
” وإن ظننت أنك مكتمل فقد حانت نهايتك” هذا الكلام وحي ! ولكنه وحي بشري.. أعجبني كثيرا
(0)
(0)
د. رحمه الاول
08/07/2019 في 12:57 ص[3] رابط التعليق
منتهى الروعه..المزيد من فضلك
(0)
(0)
أبرار كونتا
08/07/2019 في 3:04 ص[3] رابط التعليق
هنيئا لك الوعي العالي ، هنيئاً لك النورانيه المشعه من أعماقك.
(0)
(0)
نجلاء
09/07/2019 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
سلِمت يداك وفكرك، حفظكِ الله ورعاكِ، حقيقة انّ العمر قصير مخيفة بشكل لاتصدق وكل شي بيد الله، فعلاً الوصول لمرحلة الادراك والقبول اللي وصلتي لها بعد مشقة وطريق طوبل وحدها ملهمة والحمدلله اني جزء منك وعايشة مع العقل دا عشان اتوعى كل يوم اكثر.
بنتك الفخورة فيكي جداً ❤️
(0)
(0)
زينب بنت عثمان
15/07/2019 في 4:44 م[3] رابط التعليق
عمق في الفكر ومواكبة لعجلة الزمن بأسلوب راقي ،،،،تلك هي سميحة يماني ..ابدعت بارك الله فيك وفي والديك
(0)
(0)
Alaasindi
16/07/2019 في 2:19 ص[3] رابط التعليق
رائع برووعه كاتبته❤️
(0)
(0)