تمر المنطقة والعالم بأكمله بالكثير من التغيرات اختلفت معها كل الخطط والتحركات المعهودة، أصبح التغير غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به، فمن قواعد اللعبة السياسية من يمسى صديقاً بالأمس يصبح عدو اليوم، ومن كان مؤيداً تبدّل موقفه، والمملكة كدولة وكيان وشعب لها مكانتها وثقلها في العالم، تعمل قيادتها على مدار اليوم طوال السنة وعلى كافة الأصعدة، ما بين صداقات ومناوشات وعداءات خفية أو واضحة، حتى المجاملة كان لها أوفر الحظ والنصيب.
وليس من السهل أن تخوض حرباً لست طرفاً فيها بل داعماً لغيرك حتى يستقر ويهنأ بحياة رغيدة كغيره من شعوب العالم التي تستحق العيش في وطن وبأمن واستقرار، قد تخسر أكثر مما تكسب وتتحمل ويلات وآثار حرب لا يُعرف نهايتها، كما أن الأمور تتغير باستمرار والمقادير تتبدل، لكن المملكة تواجه كل ذلك مع حرصها الشديد على تجنيب شعبها مضاعفاتها، كل ذلك لحَقّ الجوار والفزعة والنصرة لمن طلب العون وشيم وطن شامخ يعلو بعزيمة وإصرار أبطاله.
غير أن المكاسب المادية تتفاوت لحرب اقتصادية تكثر فيها دهاليز المباحثات والنقاشات والتحالفات المبنية على مشاركة المنفعة، وتكمن المواجهة مع ازدياد تعقد المشكلات وتغير الإحداثيات الخاصة بمصلحة كل بلد، لكن بالنسبة للمملكة فإن الأهم فوق كل ذلك هو الوصول إلى استقرار الاقتصاد العالمي وتوزيع الفائدة على الجميع، ومع الهجوم الأخير على بقيق وخريص ارتفع سعر النفط إلى 70 دولار والذي بدوره يثبت ثقل المملكة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
على الرغم من ذلك أعلن وزير الطاقة عودة العمل في المعملين خلال 72 ساعة بنسبة 50%، بشكل غير متوقع فاجأ العالم بسواعد شعب جبار كجبال طويق.
حجم التحديات كبير والقوى المتضاربة والمصالح الاقتصادية والحروب والتحالفات ومواقف الدعم ومؤازرة الإخوة التي تخوضها الدولة في تواتر مطرد، كما أن الدولة تسعى بجهود حثيثة لتوفير وتهيئة مصادر دخل تدعم اقتصاد قوي آخذ في التطور والنمو. لكن الشعب السعودي حمل المهمة وآمن بالصعب فهب كرجلٍ واحد دفاعاً وعملاً وبذلاً وإرادة وعزيمة للدفاع عن مقدراتنا وثرواتنا الوطنية.
لا نملك إلا أن ندعو بأن يبارك الله هذه الجهود الجبارة من أمام وخلف الكواليس والنابعة عن حب وولاء حتى ينعم الجميع بشعور الانتماء والرفاهية على تراب وطن مستقر وآمن.
اللهم احفظ وطننا من كل سوء واحفظ مليكنا وولي عهده وأدم الأمان والرخاء في بلادنا.