أوضح لـ “الرأي” في اتصال هاتفي استشاري أمراض الكِلى والباطنية الطبيب الأردني المقيم في ألمانيا رباح الشِّياب، إنَّ الوقاية من فيروس كورونا المستجد، ووقف انتشاره يكون بلبس الكمامات بشكل منتظم؛ لتصبح ثقافة شعب، بالإضافة إلى اتِّباع أسلوب التَّباعد الاجتماعي.
واكد برساله صوتية لصحيفتنا ان افضل حل للقضاء على هذه الجائحةهو ماقامت به عدد من الدول العربية وعلى راسها المملكة العربية السعودية من إجراءات احترازية شديده والتباعد الاجتماعي بمسافة لاتقل عن متر ونصف بين الاشخاص واضاف بان افضل حل هو ان يلتزم العالم باكمله عبر مجلس الامن بتطبيق يوم لبداية لبس الكمام لمدة شهر لكل شخص بالعالم ومن يخالف ذلك يعاقب واضاف ان هذا الحل هو انسب حل للتخفيف من هذا الوباء والقضاء عليه
حيث
قال أوَّجهُ هذه الرسالةَ من مكانِ عملي إلى أهلي في الوطنِ العربيِّ، إيمانا مني بضرورةِ إيصالِ العلمِ لأكبرِ عددٍ من الناسِ حتى تعُمَّ الفائدةُ ، واللهُ من وراءِ القصد…
أتحدثُ في هذه الرسالةِ عن بعض الحقائق العلمية التي اتضحت مؤخراً عن طُرق انتقال فيروس الكورونا ، واستنادا إلى تلك الحقائق كيف يمكن أن نمنع انتقاله من شخص إلى آخر بأقل الطرق تكلفة وأكثرها فاعلية :
أولاً : ينتقل الفيروس – بشكل رئيسي – عن طريق الرذاذ الخارج من الإنسان المصاب أثناء العطاس ، الكلام ، الخ ..
ثانيا : أشارت بعض الدراسات اليابانية إلى بقاء قطرات الرذاذ صغيرة الحجم في الهواء لمدة من الزمن وعدم سقوطها مباشرةً على الأسطح المجاورة ، وهذا ما أظهرته كاميراتُ تصوير عاليةُ الدقة عندما رصدت الرذاذ الخارج من الإنسان ، وقد أثبتت دراسةٌ حديثة على إحدى أهم المجلات الطبية NEJM أن الڤيروس يبقى معلقاً في الهواء بشكل منفرد لمدة 2.7 ساعة
ثالثاً: أشار عالمُ الڤيروسات الألماني هاندريك شتريك إلى حقيقةٍ بالغةِ الأهمية والتي تقتضي أن الڤيروسات المحمولة على الأسطح الخاصة بالمرضى- ( مقبض الباب ، الهاتف ، كؤوس الشرب ،،،،) – غير قابلة للزراعة، لذا فقد وصفها بأنها ڤيروسات ميتة ، وهذا لا ينفي حقيقة الانتقال عن طريق الأسطح بشكلٍ كامل بل يستدعي أنّ نظرية الانتقال عبر الأسطح إن لم تكن خاطئة، فإنها ليست الطريقة الرئيسية لانتشار المرض ، وقد صرّح العالم أن معظم الحالات تُصابُ عن طريق المخالطة والحديث المباشر مع المرضى
رابعاً : إن حقيقة عدم وجود لقاح للڤيروس-لهذه اللحظة – وعدم إمكانية التنبؤ بفاعلية اللقاح -إن وُجد- يُحتِّم علينا أن نتخذّ أشد الإجراءات لمكافحة هذا الوباء والقضاء عليه ، ولا سيما أن الڤيروس قد يتطور وتتغير صفاته وقد يكون أشدَّ فتكا مما هو عليه الآن ، وعندها قد نحتاج لتطوير لقاحٍ آخر
خامساً : قد يُصاب العديد من المرضى بأمراضٍ مزمنة بعد شفائِهم من الكورونا إذ أن هذا الڤيروس قد يتسبب بإحداث تليفاتٍ رئوية قد تصل إلى فقدان ٥٠٪ من وظائف الرئة ،وقد تصابُ نسبةٌ من المرضى بالتهاب عضلة القلب ، فلا شك أن هذين مؤشران يمثلان خطراً قد يُداهم الأجيالَ القادمةَ والعياذُ بالله…
.
سادساً : هل سنتحدث في المستقبل القريب – لا قدّر الله – عن COVID 20 أو COVID 21 أو غيره ؟؟؟ وكما تقدم أنه من المعلوم أن الڤيروسات قد تتعرض للطفرات والتغيرات في الصفات خصوصا إن كانت تنتمي لمجوعة RNA فإنها أكثر عرضةً لحدوث الطفرات والتغييرات الجينية ، وهذا يتضمن أنّنا قد نواجه جائحةً جديدة تُعرِّضُ الجميع للخطر حتى من أُصيبوا بالفيروس سابقا فإنهم لا يملكون الأجسام المضادة للڤيروس الجديد
سابعاً : ٨٠٪ مِن المرضى-تقريبا-مَن يعانون من أعراض خفيفة ومرضى لا تظهر عليهم أيّةُ أعراض أساسا لفترات طويلة ، ولا شكّ أن هذه الفئة تشكل خطراً كبيراً ، إذ أنّ حالتهم الصحية لا تدعوهم للفحص أو زيارة الطبيب ، وعند مخالطتهم لغيرهم من الناس فإنهم سيتسببون بانتشار المرض حتما
ثامناً : انتشار المرض في بلادٍ ذات درجات حرارة عالية -كدول الخليج وأفريقيا – يجعلُ احتمالَ انتهاءِ الوباء في فصل الصيف احتمالا ضعيفاً ، وأن السبب الأهم وراء قلةِ أعداد المصابين في تلك البلاد يرجِعُ إلى قلة الاستقصاء وقلة الفحوصات للناس في تلك البلاد
بناءاً على ما سبق من حقائقَ واحتمالاتٍ واردةَ الحدوث ، ورغمَ قسوةِ تلك الحقائق ، إلا أنّ الحقيقةَ المرّة قد تكونُ خيرٌ ألفَ مرةٍ من الوهمِ المُريح ، لذا فإنّنا يجبُ أن نتعاملَ مع هذا الوباءَ بأعلى درجات الوعي والثقافة ، وأخذ الأمور على محملِ الجدِّ والمسؤوليةِ وإعادةِ التفكيرِ والنظرِ في الطرقِ المُتَّبعةِ كإجراءاتٍ إحترازية للحدِّ من انتشارِ المرضِ ومكافحتِه إذاً ما هو الحل ؟
١- إنَّ كلَّ الإجراءاتِ المُتّبعةِ في بلادِنا العربية من إغلاقِ الحدودِ ، وتعطيلِ الجامعاتِ والمدارسَ ، والحجرِ الصحيِّ لعامةِ الناسِ إنّما هي إجراءاتٌ صحيحةٌ ورائعةٌ ، وحريصةٌ على صحةِ الإنسانِ بالدرجةِ الأولى ، إلا أنها قد تكون غيرُ كافية وقد لا تؤدي الهدفَ المطلوب ، فكما تعلمون أنَّ هذه الجائحة قد ابتدأت بشخص وهاي هي تُصيبُ الملايين ، ومن هذا المُنطلق فإنَّ وجودَ مصابٍ واحدٍ قد يعرِّضُ المجتمع كلّه للخطر ، لذا يجب أن تُسنَّ قوانينُ تُعنى بكلِّ شخص وتلزِمُه العملَِ بها ، واستناداً على حقيقة أنّ انتشارِ المرض عن طريقِ التنفس وخروج الرذاذ من جوفِ المريض هي الطريقة الرئيسية والأهم ، فإنّه يجب الإلتزام الكامل من قبلِ كل الأفراد بالكماماتِ ، وبما أنّ الڤيروسات تُحمل -غالبا – على القطرات كبيرةِ الحجم فإن أبسط أنواعِ الكمامات والتي قد يتمُ صناعتُها في البيت بشكل بسيط قد تفي بالغرض المنشود ، فهي تُمثل الطريقة المثالية في منعِ خروج قطرات الرذاذ من المريض إلى الوسط المحيط ، و بهذا نمنع أيضا سقوطَ الرذاذِ على الأسطح ، فنكون قد عزلنا المصابين حتى في أثناءِ فترةِ رفعِ حظر التجوّل عن غيرهم من الناس وأوقفنا طريقة الإنتقال عبر الأسطح بشكلٍ كبير ، وتظهر أهميّة استخدام الكمامات بشكل واظحٍ وكبير في الدول التي تتعامل بثقافة الكمامات في مواجهة هذا المرض ، كاليابان والتي تُعتبرُ من الدولِ الأقلِّ تأثراً بانتشار هذا الوباء
٢- تسخير هذه الجهود المبذولة في مكافحة المرض على مستوى العالم ، والعمل بشكلٍ واحدٍ وكوحدةٍ واحدة واتخاذ الإجراءات والتدابير بوقت واحد ، وترسيخ مبدأ التعاملُ مع كل الأشخاص وكأنهم مصابون بالمرض واتخاذ طرق الحماية وفقاً لذلك ، لذا يجبُ تعزيز مبدأ التكافل الإجتماعي لدى الجميع في هذه الأوقات والاستمرار في رفع مستوى التعليم والتثقيف في مواجهة هذا المرض للمجتمعات كلّها حتى زوال هذا الوباء.
التعليقات 2
2 pings
رامي
10/04/2020 في 10:09 م[3] رابط التعليق
تحليل رائع جداً ومنطقي.
(0)
(2)
سميح
11/04/2020 في 1:34 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل
(0)
(1)