تظل الحرف القديمة، باباً نطل من خلاله على ثقافة وحياة الأقدمين الذين استطاعوا أن يطوعوا خامات البيئة المحلية ويحولونها إلى منتجات ساهمت في تسهيل الحياة اليومية، وأعانت الأهالي على تلبية إحتياجاتهم، لتتوارى هذه الحرف بعيداً، في ظل التطور والنمو المتسارع في مجالات الحياة كافة، إلا أنها تبقى ملاذاً للآباء الذين نهلوا تلك الحِرف من أجدادهم، ومارسوها رغبتاً في الحفاظ عليها، ونشر ثقافتها بين الأجيال، والتعريف بها كإرث ثقافي وحضاري ،وصناعة الحبال ، حرفة ضاربة في القدم إذ ترجع إلى القدماء في مملكتنا الغالية الذين استخدموها في جميع مجالات الحياة.
وكانت “الرأي” وقفه مع “علي بن مسفر الصقور” ذو الـ٨٥ عاماً ، تكلمنا مع العم علي عن حياته في صناعة الحبال في محله المتواضع في ابا السعود بنجران (البلد) ، وقد تكلم عن محبته لهذه الحِرفة من ذو نعومة أظافره وهو طفل في عمر ست سنوات حيث كان يعمل مع والده رحمه الله آنذاك . وقد ذكر لنا العم بأنه يشارك في الجنادرية منذ ٣٥عاماً إلى اليوم هذا في مهرجان الجنادرية السنوي بمنطقة الرياض .
وتحدث الصقور لـ “الرأي” عن كيفية صناعة الحبال والمواد التي تُصنع منها وهي من الطبيعة أما الحبال الأكثر شيوعاً فهي الحبال التي كانت تُصنع من ليف النخيل. من بداية عملية تمزيق الليف من النخيل، يوضع الليف في الماء حتى يبتل ويلين ويسهل إستخدامه، وبعدها ينشف تحت أشعة الشمس، لكي يتفكك، يلي ذلك عملية الضرب والتمشيط بعده يصبح الليف جاهزاً لعملية صناعة الحبال. وتسمى عملية الفتل ويكون بعدها الحبل جاهزاً للأستخدام في أغراض كثيرة مثل جر الأثقال و في حرث الأرض وفي الري. وفي حزم الأمتعة على ظهور الدواب.
كما شرح لنا الصقور عن أنواع الحبال وطرق إستخدامها وهي “المقراح ” ويصنع من ليف النخل ويستخدم لإثارة الفزع للطيور عند زراعة الأرض “والرشا” ويصنع من ليف النخل ويستخدم للسواني لسحب الماء من البئر ويربط في الدابة ومكون من ثلاثه المقدمه وهي من خوص النخل والوسطى من ليف النخل والمربط الذي يسحب الماء والسعن للحفاظ على الماء وتثبيت الدلو وكذلك يستخدم لربط الأمتعة على الدواب.
“والغره والملبه”مصنوعه من اليف النخل تربط على الثور لسحب الشرع لحرث الأرض “السعن” مصنوع من خوص النخل ويستخدم لجلب الماء من البئر حيث يربط في الدلو .
“المرقد” يصنع من ليف النخل ويستخدم لصعود النخل لقطع ثمار النخيل (التمر)
“الحجر” مصنوع من ألياف النخيل وهو يستخدم لتثبيت الشخص فوق الأشجار
وفي ختام اللقاء عند سؤالنا له هل مازال هناك من الناس يستخدم الحبال القديمة فأجاب قائلاً لا ولكن نحن نعمل فيها حباً في التراث والمحافظة على الأرث الشعبي ولازال البعض يشتريها ليس للإستخدام بل لإقتنائها وتعليم ابنائهم بتراث أجداهم .
التعليقات 1
1 pings
صالح مساعد الصقور
26/11/2020 في 12:45 ص[3] رابط التعليق
شكرا الاستاذ سالم جبهان على الحضور ومقابلة العم علي
(0)
(2)