معالي وزير الاعلام الأسبق عبد العزيز خوجه، يرى بتصفية الصحافة الورقية وإيقاف تسولها للمال العام. وقد رد عليه رئيس صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك وانتهت الحكاية.
والحقيقة أن طرح الوزير وغضب العميد، مفيداً للإعلام لو تم استغلاله بحكمة، خاصةً ونحن في مرحلة أصبح المحتوى يصنعه الجميع حتى الأشباح.
الغريب أن بعض من تناولوا الموضوع لم يكن نقاشهم يدور حول جدوى استمرار الطباعة من عدمه على الورق الذي تستخدمه صحيفة الجزيرة يومياً كغيرها من عشرات الصحف الأخرى، وإنما يبدو الغرض التشويه أو الإنتقام من المالك، لأسباب لا يعرفها إلا هُم!.
صحيح أن واقع الصحافة اختلف عالمياً وأن الإعلام تطورت وسائله وتوحشت رسائله حتى تجاوزت بتقنياتها وفنونها وتأثيرها قلم الوزير ومطبعة الصحيفة، لكن معيب هذا التحامل ضد رئيس لصحيفة وطنية تجاوز عطاءها 60 عام.
خالد المالك لا يعرفني ولم التقيه، وليس لي في وسط الصحافة والإعلام أكثر من صفة ضيف الضرورة لملأ الفراغ. وسابقاً لم ترحب الجزيرة بنشر رأيي ربما لتواضعه أو لعدم توافقه مع خطها. لكن للحق، فإن فكر خالد المالك وسيرته المهنية دفاعاً عن بلاده عبر ورق الجزيرة يتجاوز بكثير مواقف بعض الذين هاجموه بلا منطق. قلم المالك عرفته الأعداء حين فشلت أقلام، واختفت أصوات كانت قادرة ومؤهلة استفادت طويلاً من المال العام تحت مسميات مختلفة أقلّها بند النثريات الورقية. إثَّاقلوا الى دنياهم.
الخلاصة: لا يليق الهجوم بلا مبرر ضد من خدموا بلادهم بشرف لعشرات السنين وإن قبضوا الثمن. هذا الكيد سلاح قد يرتد وقد ينصف المالك وربما يحرج البعض.
عبدالله غانم القحطاني
لواء طيار ركن متقاعد / باحث دراسات أمنية واستراتيجية.