العمل التطوعي سلوك يمارسه كل محب للعطاء كلاً من مكانه. هناك المعلم والمهندس والطبيب، وغيرهم من افراد المجتمع ، أيضاً الطالب في مدرسته والأم في بيتها وكل هؤلاء يساهمون كأفراد في المجتمعات. فالعمل التطوعي هو العطاء بدون مقابل يتمثل في المبادرة للقيام بأعمال بلا مقابل مادي، دافعه الرغبة بنفع وطنه ومجتمعه.
في الأساس فإن التطوع جهد اختياري نابع من فطرة إنسانية سليمة، عمادها حب الخير والوازع الديني والإنساني الذي يبدأ في التشكل في مراحل الطفولة عن طريق بيئة الأسرة غالباً
ويعززها عندما يكبر الطفل ويدرك المعاني الدينية والقيم النبيلة التي يغرسها الإسلام وحب الوطن في نفوس أبناءه، وقد قال عز وجل : فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره”.
لا تنحصر فوائد العمل التطوعي بتلك المردودة على المجتمع وحسب، بل إنها وإضافة على كونها مصدراً لإحتساب الأجر والثواب لخدمة مجتمعه ووطنه ؛ فهي تنمي الإبداع والمهارة لدى الفرد، كما تشجع على الانخراط والاندماج بشتى أفراد المجتمع.
فالتطوع وسيلة لاستثمار الطاقات الشبابية وتفعيل أدوار الأفراد لتتألق في ميادين تليق بها، وتعزز الإيجابية والحس الوطني.فهو يمنح المرء سعادة ولذة لا يتمكن من الشعور بها إلا من مارس العمل التطوعي إنها لذة العطاء.. وقد جاءت رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030 لتؤكد على أهمية هذا السلوك النبيل حيث افسحت مساحة كبيرة للعمل التطوعي لتطويره ورفع عدد المتطوعين في المملكة الى مليون متطوع.
عبدالعزيز الحسين
“عميد وقف ديوانية آل حسين التاريخية”