نورمان شوارزكوف قال في مذكراته بعد انتهاء حرب الكويت، من اللافت فيما يخص السعودية ذلك الأمن والاستقرار، والأرتال من الشاحنات التي تنقل المواد الغذائية بما يكفي احتياج مليون جندي من اثنتين وثلاثين دولة هي قوام قوات التحالف، حيث واكب ذلك استقرار الأسعار وكأن السعودية لا تمون ولا تخوض حربا، وأكد في مذكراته أن أجواء السعودية كانت تسير بشكل اعتيادي قبل وبعد.. ابن خلدون في مقدمته الشهيرة يقول: التاريخ يعيد نفسه، فالوضع الأمني والاستقرار السياسي والمعيشي تكررا في "عاصفة الحزم" وفي "عاصفة الصحراء" حتى عودة الشرعية، وبين هاتين الحربين تقف السعودية في الحربين مع الحق والعدل أمام التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل.
السعودية تنظر إلى السلام كمطلب حضاري ومنهج حياة سوية، بينما إيران تنظر إلى تدمير الحضارة العربية ونشر الفتن والقلاقل كبوابة لاستعادة المجد الفارسي الذي لن يعود مهما خططوا ومهما دفعوا ومهما حاكوا للعالم العربي من مكائد، ومع هذا فمنظور السعودية لا يغري بعض العرب الذين يفضلون شعارات إيران الوهمية وأسلحة الدمار التي توزعها عليهم مجانا، وارتضوا بالتبعية وبيع دينهم وقيمهم وعروبتهم بعرض من الدنيا، بعضهم اكتشف خيوط اللعبة الدولية واتجه إلى الحضن العربي ووحدة الصف و"عاصفة الحزم". السعودية بين حربين وبين عاصفتين وفي كلتيهما أثبتت أن مواقفها تصب في مصلحة العروبة والإسلام، ولا تنتظر مكاسب من وراء ذلك، وإيران أثبتت أن دخولها إلى كل بلد عربي ينتهي بالضياع والتخلف والدمار.. الشواهد واضحة والخيارات مفتوحة، لكن من يحرر العقول العربية من الخنوع وذُل التبعية؟ ومن يحرر شعب إيران من فكر العمائم السوداء؟ ... سلام السعودية سيكسب الجولة أخيرا لأن النوايا مطايا.
السعودية بين حربين
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/16882.htm