يوافق اليوم الجمعة 4-6-2010 مرور عام كامل على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة، والذي قدم من خلاله وعداً تاريحياً بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي للأفضل، كما قدم التزاماً شخصياً بالتوصل لحل في الشرق الأوسط.
وبعد مرور عام كامل على الخطاب “التاريخي”، يشعر المسلمون بأنه لم يتحقق شيىء من وعود أوباما، ربما تغيرت لغة الخطاب تجاه العالم الإسلامي، مثل البعد عن مصطلح الحرب على الإرهاب، ولكن ما يريده المسلمون لم يتحقق.
عودة للأعلى يعمل في ظروف صعبة
وكشف استطلاع أجراه معهد غالوب أن نظرة المسلمين للولايات المتحدة تحسنت كثيراً خلال العام الماضي (2009)، ولكن سرعان ما تراجعت تلك النظرة الإيجابية.
وأشار الاستطلاع إلى أن نظرة المسلمين للولايات المتحدة ارتفعت إيجاباً عام 2009 ثم انخفضت مرة أخرى عام 2010.
وللوقوف على ما تحقق منذ خطاب أوباما أجرت “العربية” الجمعة مداخلة مع الدكتورة مارينا أوتاوي، مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد كارينغي للسلام، والتي نفت أن يكون خطاب أوباما كان الهدف منه الدعاية وكسب التأييد فقط.
وأكدت مارينا على أن أوباما لديه إصرار على إحراز تقدم في عملية السلامة، لكنه يعمل في وضع صعب جداً. فمن ناحية هناك حكومة متشددة في إسرائيل تعرقل أي تحرك نحو السلام، وفي الجانب الفلسطيني هناك انقسام بين فتح وحماس، وبالتالي فالمناخ لا يساعد على تحقيق تقدم في العملية السلمية.
وأقرت مارينا أنه من الصعب الحديث عن حدوث تقدم كبير في عملية السلام في الشرق الأوسط، ولكن هذا لا ينفي وجود تقدم ولو من الناحية الإجرائية وليس النتائج. وعلى سبيل المثال إدارة أوباما تحسنت نسبياً فيما يتعلق بالضغط على إسرائيل في موضوع الاستيطان عما كانت عليه إدارة بوش السابقة.
واعترفت مارينا أن إدارة أوباما لم تحقق أي تقدم في عملية نشر الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم الإسلامي، بل إنه ليس لدى الإدارة خطة أساساً لنشر الديمقراطية.
وأرجعت الباحثة الأمريكية انخفاض شعبية أوباما سواء في الداخل الأمريكي أو في العالم الإسلامي إلى ارتفاع سقف التوقعات الذي صاحب انتخابه، مبينة أن أوباما لديه الجاذبية “الكاريزما” الخاصة به، بل له أسباب لتلك الكازيرما، لكنه في النهاية مثل أي رئيس أمريكي يعمل داخل إطار، ولديه كونغرس منحاز بشدة لإسرائيل.
عودة للأعلى