بات مرض هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام انتشارا في العالم خصوصا بين السيدات، أما خطورته، فتمكن في أنه ليس له أعراض واضحة، ويسبب ضعفا تدريجيا في العظام يؤدى إلى سهولة كسرها.
وتقول الإحصائيات الطبية إن النساء يمثلن نحو 80% من المصابين به، وهو يسبب كسورا في حوالي نصف النساء بعد سن الـ50 عاما، وقد تنشا بسبب قلة الكتلة العظمية لدى النساء مقارنة بالرجال في نفس المرحلة العمرية إضافة إلى دور الهرمونات الأنوثة والدخول المبكر في سن اليأس.
العظام -على عكس ما قد تبدو عليه- أعضاء نشطة وحيوية، إذ أنها تمر طوال الوقت بما يسمى “Bone Remodelling” أي الهدم وإعادة البناء، وهي عملية تقوم بها خلايا متخصصة.
وتبدأ العملية بهدم جزء من العظام القديمة أو التالفة ثم إعادة بنائها من جديد، وعملية بناء وهدم العظام هي عملية مستمرة طوال عمر الإنسان، ولكن في فترة الطفولة وحتى عمر الشباب تتغلب عملية البناء على عملية الهدم، مسببة زيادة مضطردة في طول وكثافة العظام، ويستمر ذلك النمو حتى سن الثلاثين تقريبا حيث تبلغ العظام ما يسمى “ذروة الكثافة العظمية”.
بعد ذلك قد تبقى كتلة العظام ثابتة أو تتناقص ببطء شديد “حوالي 1% سنويا” في الحالات الطبيعية، أما في حال الإصابة بهشاشة العظام فإن الكتلة العظمية تتناقص بسرعة كبيرة مسببة المرض.
ومن أعراض هشاشة العظام مرض التهاب مفاصل الركبة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج فعال لهذا الالتهاب، إلا أن الباحثين أوضحوا مؤخرا أن شرب الحليب بشكل يومي يمكن أن يقلل من تطور المرض..
فقد ظهرت نتائج أبحاث أجريت في الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم أن النساء اللاتي يتناولن الحليب خالي أو قليل الدسم بانتظام يتأخر لديهن تطور مرض هشاشة عظام الركبة.
ومع أن الحليب هام لصحة العظام، إلا أن النتائج الجديدة عن تأثيره على صحة غضروف الركبة لم تكن معروفة من قبل، في حين تشير النتائج إلى أن هذه التوصية لا تنطبق على الرجال..
شارك في الأبحاث الجديدة 888 رجل و1260 امرأة، ضمن مبادرة تتضمن مجموعة من الدراسات عن هشاشة العظام، حيث تمت متابعة المشاركين والمشاركات 4 مرات على مدى 4 سنوات، لتقييم المساحة المشتركة بين عظم الفخذ والساق بعد زيادة تناولهم الحليب.
وفي النهاية، وجدت النتائج أنه مع تزايد استهلاك النساء المشاركات في الدراسة للحليب من لا شيء إلى أقل من 3 أكواب أسبوعياً، ثم إلى 4 – 6 أكواب أسبوعياً، ثم 7 أكوب أسبوعياً، تناقصت المساحة المشتركة بنسبة 0.38 ملم، و0.29 ملم، و0.26 ملم على التوالي.
أشارت النتائج أيضاً إلى أنه مع تزايد متوسط الأعمار والزيادة المتوقعة في العُمر تزداد الحاجة إلى التوسع في زراعة الأعضاء، لكن يمكن للنساء الاستفادة من هذه النتائج وزيادة تناول الحليب لأنه يؤخر مواجهة مشاكل غضروف الركبة.