أظهرت نتائج دراسات مختلفة ارتفاع معدل مرض الربو لدى السعوديين حيث تتراوح النسبة بين 18 ـ 24% ذلك ما أوضحه الدكتور حمدان الجحدلي، العضو في الجمعية الملكية للأطبّاء والجرّاحين، نائب رئيس قسم الطب، ورئيس فرع الأمراض الصدرية، والمدير الطبّي لاضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض. مرجعا سبب اختلاف النتائج إلى انها دراسات بجهود شخصية وفي مدن مختلفة، معلناً أن وزارة الصحة بصدد إجراء مسح وطني شامل عن مدى انتشار حساسية الصدر ( الربو) باستخدام طرق مسح عالمية متفق عليها.
وبيّن الدكتور حمدان خلال مشاركته في منتدى بوهرنجر إنجلهايم الإقليمي الثالث لخبراء الأمراض التنفسية، الذي حمل عنوان “علاج اليوم مع عين على المستقبل”، وعقد في إسطنبول، أن الإحصائيات العالمية تشير إلى وفاة 250 ألف شخص بسبب الربو، إضافة إلى العبء الاجتماعي والاقتصادي الذي يشكّله هذا المرض، بينما يُقدّر عدد المصابين بالربو بـ300 مليون إصابة، علمًا أنّه مرشّح للارتفاع ليبلغ 400 مليون مريض بحلول العام 2025، وفقًا لمعطيات منظّمة الصحّة العالمية لسنة 2010.
واشار حمدان إلى أن هناك جهودا كبيرة من الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر بإصدار توصيات لمعالجة الربو وهناك لجنة وطنية تابعة لوزارة الصحة من اجل عمل خطة وطنية لعلاج الربو، من مهامها مراجعة الأدوية اللازمة ومدى توفرها، والوزارة وفرت ادوية الربو لجميع المستشفيات والعيادات وتوزعها على المرضى حسب توصيات الاطباء دون مقابل، مضيفا أن هناك خطة علاجية مختصرة في عدة صفحات ستساعد الاطباء، بالاضافة الى طباعة كتاب خاص للمرضى يزيد من ثقافتهم التوعوية في هذا الجانب.
وفيما يتعلق بأجهزة تنقية الهواء ومدى استفادة المرضى منها قال: لا توجد أي توصيات عالمية بهذا الشأن، وبعض الاجهزة تفرز مادة الاوزون وبالتالي تكون ضارة. وتطرق الدكتور حمدان الى أن فرصة علاج الاطفال كبيرة عند الالتزام بالدواء، ولكن الاشكالية الحقيقة تكمن في تخوف الناس من الكرتازون الموجود في البخاخات، وهو تخوف غير مبرر ومبني على الشائعات التي تتدوال بين العامة.
وتبنّى منتدى بوهرنجر إنجلهايم أسلوب رعاية متعدّد الاختصاصات، من أجل تحسين نتائج العلاجات ونوعية حياة المريض المصاب بالإنسداد الرئوي المزمن وبالربو وهدف المؤتمر إلى التوعية حول أهميّة متابعة علاج المرضى مع آثار إيجابية على المدى البعيد.
من جانب اخر أشار البروفيسور دايفد هالبن، طبيب استشاري وبروفسور فخري في عيادة الأمراض التنفسية في ليدز في المملكة المتّحدة، إلى أنّ “الربو يصيب الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، غير أنّه يبدأ عادة في عمر الطفولة. ومن دون أي أدنى شكّ، لقد ارتفعت نسبة الإصابة بالربو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العقود الماضية. وعلى الرغم من غياب تفسير قاطع حول أسباب هذه الزيادة، إلاّ أنّه يمكننا طرح نظريّات عدّة حول الموضوع، منها الزيادة في حبوب اللقاح، والتقلّبات المناخية التي تسبّب ارتفاعًا في نسب حبوب اللقاح، والاستعمال المفرط للمضادّات الحيوية.
وعلى نفس السياق بين الدكتور محمّد طاس، مدير الشؤون الطبية في بوهرنجر إنجلهايم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنّ أحد أهم أسباب ارتفاع نسب الإصابة بالربو هو المدّ العمراني السريع، لاسيّما في بلدان الخليج فالبيئات المزدحمة تعرّض الأطفال إلى عدد كبير من مسبّبات الربو والتي قد تؤثّر في نمو جهاز المناعة ويمكن ربط الارتفاع في نسبة المصابين في المملكة بالتغيّر السريع في أنماط الحياة والعادات الغذائية، والتعرّض المتنامي لمسببات الحساسية، ودخان التبغ، والغبار والعواصف الرملية.