بحضور علماء مختصين في الفيزياء من جامعات ودول عريقة كأمريكا وفرنسا وروسيا وألمانيا وسويسرا والهند، وعلماء من جامعات سعودية كجامعة الملك فهد وجامعة الملك خالد وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز، استضافت الجامعة أعمال اللقاء الثاني للمجموعة البحثية للفيزياء الذرية والجزيئية والبصرية السنوي والذي أقيم على مدار يومين، وهي أول مجموعة بحثية وطنية أنشأتها الجمعية السعودية للعلوم الفيزيائية.
وكان اللقاء قد انطلق برعاية معالي مدير الجامعة وحضور وكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي د.نجم الحصيني الذي قدم كلمةً رحب خلالها بالحضور والمشاركين، وأعرب عن تقدير الجامعة وقيادتها لاختيارها مقراً لعقد النسخة الثانية من اللقاء، مؤكداً على أن هذه الاستضافة تأتي ضمن رؤية الجامعة تجاه أهمية جمع الباحثين والمتخصصين، ليتناقشوا ويخرجوا برؤى جديدة، تسهم في دفع العملية البحثية والأكاديمية.
كذلك ألقى كلٌّ من : رئيس المجموعة البحثية د. علي بن أحمد الكاملي، ونائب رئيس الجمعية العلمية السعودية للعلوم الفيزيائية د. زين حسن يماني، كلماتٍ قدموا خلالها شكرهم للجامعة على استضافتها للحدث، ومعربين عن ثقتهم في أن يخرج المجتمعون بما يدعم الأسس البحثية ويعزز من إمكاناتها.
المشاركون الذين طرحوا مشاركاتهم المتنوعة عبر أكثر من 23 محاضرة، وعلى مدار يومين، تناولوا في أوراقهم العديد من المواضيع ذات الشأن، من خلال محاور رئيسية، كطاقة الضوء على مر القرون وتاريخ ابن الهيثم في هذا المجال، والتكنولوجيا الضوئية وتحدياتها المعاصرة، وتأملاتٌ في الضوء قديماً وحديثاً، بالإضافة إلى قضية الاتصالات الكمية وكيفية منعها مشكلة تحديد موقع المرسل عبر أجهزة الاتصال الحديثة، فضلاً عن قضايا ومواضيع أخرى ذات اختصاص، فيما احتفى المشاركون والحضور باليوم العالمي للضوء.
من جانبها قالت الدكتورة ريم الطويرقي أستاذ الفيزياء المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز والمشاركة في اللقاء :”إن هذا الملتقى يأتي تزامناً مع الاحتفال بالعام الدولي للضوء 2015م، وقد حضرت هذا الملتقى لمشاركة طالبتي في مرحلة الماجستير ورقتها العلمية حول نموذج رياضي لتشتت رامان المستحث والمعزز كونه طريقة جيدة لتحويل الطول الموجي إلى مناطق مختلفة في الطيف الكهرومغناطيسي والتي تفتح الباب لتطبيقات ليزر جديدة ولإنشاء مصادر ليزر جديدة وذات شدة عالية..”.
وفي أثناء جولتها في مجمع الطالبات أبدت الدكتورة الطويرقي إعجابها واندهاشها الشديد من مجمع الطالبات والذي وصفته بالانجاز القياسي عطفاً على ضخامة المنجز ومدته الزمنية ” سعدتُ بما رأيت في جولتي في مجمع الطالبات من توفر الخدمات المتعددة للطالبات والقاعات المدعومة بالتقنية والمعامل المجهزة بالأجهزة الحديثة والتي تضاهي معامل الكثير من الجامعات العريقة..” .
وقد تفضلت الدكتورة الطويرقي في اليوم الثاني للملتقى لإلقاء محاضرة في بهو الطالبات حضرها عدد كبير من طالبات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والموظفات وركزت الدكتورة في محاضرتها التي كانت بعنوان (نحو التفوق) حول مفهوم التفوق الذي يتجاوز حدود الدرجات؛ ليشمل التفوق في كل مناحي الحياة التي ما وُجدنا فيها إلا للاستخلاف ” إن واقع الأمة وواقعنا أشبه ما يكون في حالة اختطاف من أصالتنا وهدفنا الأسمى وعلينا أن نعمل على العودة إلى طريقنا الصحيح ونحرر نفوسنا مما اعتراها من نوازع قد تجعلنا نقف على مفترق الطرق ..”.
وشددت الدكتورة الطويرقي على أهمية أن يعي أبناء هذا الجيل دورهم في التغيير فالحضارة لاتعني حقيبة الماركة وارتداء الملابس التي تحمل آخر خطوط الموضة، فالحضارة في المظهر لابد أن يصاحبها عمق في المضمون والمخبر وإلا أصبح أمامنا أجيالاً خاوية لا أشبهها إلا بالبالونات المنتفخة !
وتحدثت الدكتورة الطويرقي عن أهمية التفكير في حياتنا واعتبرته أساس التغيير والإبداع وأن التفكير السليم يؤدي إلى خلق القيم العالية في النفس كقيمة حب العمل حيث يصحبه الأمان والوفاق مع الكون، وقيمة طلب العلم التي تغذي الروح وتشجع على القراءة، وقيمة النظام التي تجعلنا كالبنيان المرصوص .. واختتمت محاضرتها بقولها “إن قيمة الجمال تصحبها النظافة والمحافظة على الممتلكات من العبث والتدمير، كما أن علينا تجنّب ازدواجية المعايير في حياتنا.