رفع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – والشعب السعودي كافة وأسرهم , في استشهاد رجال حرس الحدود بالحد الجنوبي في ميدان من ميادين الفخر نصرة للمظلوم والضرب على يد البغي والبغاة , سائلا الله تعالى أن يتقبلهم من الشهداء .
وقال سموه خلال استقباله مساء أمس بالمجلس الأسبوعي ” الإثنينية ” بمقر الإمارة بالدمام لأصحاب السمو والفضيلة والمسئولين والأهالي بالمنطقة ونائب رئيس مجلس إدارة سابك الرئيس التنفيذي بالإنابة يوسف بن عبدالله البنيان وعدد من المسؤولين بالشركة والمتدربين, ” أسعدني صباح أول من أمس من أبناء القطيف العزيزة رسالة مرفوعة عن طريق أمير المنطقة لخادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله – بوقوف أبناء القطيف صفاً واحداً وراء قيادتهم وعلى أتم الاستعداد بالذود عن وطنهم .. ولكن يأبى الشر إلا أن يكون حاضراً ففي نفس اليوم خلال مداهمة أوكار بعض المجرمين والإرهابيين وبينما كان أحد رجال الأمن ينقذ عائلة ويخرجها من مكان الخطر يتعرض لرصاصة غدر ويستشهد على أثرها .. الحمد لله الشهادة فخر يفتخر فيه أبناء هذه البلاد وكما أن هناك رجال خير فهناك حثالة شر وهؤلاء في الوقت الذي بلادهم تتعرض إلى ما تتعرض إليه وتقف صفاً واحداً خلف قيادتها نرى من يخرج بوجهه البشع محاولين شق الصف لكن لا ثم لا, فشرفاء هذه البلاد مع الحق دائماً ولن يسمحوا لشرذمة قليلة أن تخل بأمن بلادنا ومنجزاته ” .
وأضاف سموه قائلاً : هناك فرق بين البغي والعدوان وبين الظلم والمظلوم فبلادنا ولله الحمد وقفت ضد البغي والعدوان مع أشقاءٍ لها وستقف عندما يكون الواجب الوقوف ولكن في مثل هذا الوقت نجد أبناءها على قلب واحد .. فالأمر ليس فيه طائفية أو إقليمية أو أي صورة من الصور التي يريدون أن يجروا الناس لها فالواقع هو خير وشر والخير معروف والشر معروف ، فالحمد لله .. وقد قال رجل الأمن سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أن رجال الأمن لم يسبق أن أصيب إلا في وجهه أو صدره فلم يصب منهم أحد وهو هارب وهذا دليل على شجاعتهم .. ورجل الأمن ماجد القحطاني الذي توفي يوم أمس استشهد وهو يحاول إنقاذ عائلة وأصيب في وجهه غدراً .. ولن نسمح لشرذمة قليلة إرهابية تلبست بألبسة مختلفة في كل وقت وزمان أن تفرق بيننا .. وندعو الله لشهدائنا في الجنوب وشهيدنا في المنطقة الرحمة وأن يقبلهم رب العالمين من الشهداء والحمد لله أولاً وآخر وكلنا ذاك الرجل إذا دعت الحاجة .
وأكد سمو أمير المنطقة الشرقية أن الشباب هم الثروة الحقيقة وهم من يُفتخر بهم فالمصانع تشترى والتقنية تشترى ولكن الرجال تصنع أنفسها .. وشركة سابك عندما أنشئت كانت مجالا للتهكم ومن يتذكر نشأة سابك كان هناك تهكم عجيب وكيف ستنافس وكيف ستنجح .. وأثبتت بتوفيق الله ثم بهمة الشباب وهمة قيادتها منذ نشأتها حتى أصبحت من الشركات التي يعمل لها ألف حساب ليس بقوة المصانع لكن بقوة المنتج وقوة الأصل وقوة التأسيس فلكم حق أن تفخروا وتفاخروا ولكم حق أن تبتهجوا بأنكم من رجالات هذه الشركة.
وأعرب سموه عن شكره لأفراد الشركة قائلاً ” لكم منا الشكر, سيروا فأنتم المثال الحسن فكما نفتخر بكل قطاعات الدولة وكل مؤسساتها المدنية والعسكرية نفتخر كذلك بشركاتها الوطنية العملاقة وفي مقدمتها شركة سابك, وأنا سعيد أني أرى هذه الكوكبة من الشباب الذين بإذن الله سيكونوا في المكان اللائق, واحثهم دائماً على الإخلاص في القول والعمل والتمسك بثوابتهم فهي خير لهم في الدنيا والآخرة والنهل من العلوم والإصرار على النجاح .
من جانبه ألقى نائب رئيس مجلس إدارة سابك الرئيس التنفيذي بالإنابة يوسف بن عبدالله البنيان كلمة قال فيها: منذ اللحظات الأولى لتأسيس ( سابك )؛ أدركت الشركة أهمية العلاقة التكاملية والفاعلة مع القطاع الحكومي، وأبعاد الدور المحوري لهذه العلاقة في بلورة كل الخطط التنموية الصناعية، والمشاريع الحكومية على أرض الواقع، خاصةً مع الجهات التي تشكل مهامها العمود الفقري في الحركة التنموية الوطنية، وهي إمارات المناطق على مستوى المملكة, لذا تعتز ( سابك ) بعلاقتها الإستراتيجية مع أمارة المنطقة الشرقية؛ التي كان لها بالغ الأثر في نجاح مشاريعها في مدينة الجبيل الصناعية, ما أسهم في تحولها إلى أكبر شركة صناعية غير بترولية في منطقة الشرق الأوسط، بواقع ( 22 ) مجمعاً صناعياً داخل المملكة، و( 80 ) موقعاً تشغيلياً في أكثر من ( 50 ) بلداً في جميع أنحاء العالم، يعمل فيها نحو ( 44 ) ألف موظف، وتصل صادراتها إلى أكثر من ( 100 ) دولة, كما تملك الشركة منظومة من المراكز التقنية يصل عددها إلى ( 19 ) مركزاً، أثمرت في تسجيل أكثر من 10000 براءة اختراع حول العالم إلى جانب تركيزها على مجالات الاستدامة والسلامة البيئة والمهنية والصحة والأمن .
وأكد البنيان أن ريادة ( سابك ) الإقليمية، ومكانتها العالمية مكّنتها لأن تكون من أكبر الداعمين للصناعات التحويلية، حيث وسّعت أعمالها في الكيماويات المتخصصة والبلاستيكيات الحرارية الهندسية، ما فتح مجالات لفرص جديدة أمام زبائنها للدخول في سلسلة قيمة الصناعات التحويلية، وجذب الاستثمارات العالمية، ففي العام الماضي دشنت ” مركز ( سابك ) لتطوير التطبيقات البلاستيكية ” في وادي الرياض للتقنية بجامعة الملك سعود, الذي يُعد من منظومة الابتكار في الشركة، ويوفر للزبائن أفضل القدرات العالمية في مجال التطبيقات والاختبار, وسيبدأ هذا العام تشييد مشروع ( موطن الابتكار )، ليمثل حلقة وصل للتعاون مع الزبائن، ومعرضاً يساعد على استقطاب شركاء تقنيين للصناعات التحويلية, وستواصل (سابك) استثماراتها في مجالات التدريب والتطوير داخل المملكة وخارجها، ودعم زبائنها من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتعريف بأهمية حقيبة منتجاتها، التي نرى فيه فرصاً للمشاركة في مجال الصناعات التحويلية .
وأفاد يوسف البنيان أن ( سابك ) اليوم لم تكتفِ فحسب بتصدّر المشهد الصناعي، حيث تفوقت في المجال الاجتماعي، ودأبت منذ تأسيسها على الوفاء بالتزاماتها الوطنية في إطار إستراتيجيتها للمسؤولية الاجتماعية، فاستثمرت ما يربو على 2,7 مليار ريال لتنمية المجتمع المحلي خلال العشر سنوات الماضية، من خلال التركيز على مجالات التعليم في مجال العلوم والتقنية، والرعاية الصحية، وحماية البيئة بما فيها المياه والزراعة المستدامة، وتنفيذ البرامج الاجتماعية الهادفة لجميع شرائح المجتمع .
ولفت إلى أن ( سابك ) تبنّت باقة من المشاريع الضخمة والمتنوعة الموزعة على مختلف مناطق المملكة، فللشركة تجربة مميزة في ميدان تدريب وتأهيل العناصر السعودية، التي تشكل الغالبية من إجمالي التنفيذيين والعاملين بها وبشركاتها المحلية، كما أطلقت برنامجاً تعاونياً لسعودة وظائف المقاولين العاملين في شركاتها بحوالي (5000) وظيفة, إضافة إلى إسهاماتها في المشروع الوطني لمكافحة المخدرات ” نبراس “، وتمويل إنشاء مركز أبحاث التوحد في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وإطلاق برنامج الشراكة مع الجامعات السعودية، والإسهام الفاعل في تنمية المناطق بتعزيز مقوماتها الزراعية، فتولي الدعم الكامل لنخيل الأحساء، وتمور القصيم، وزيتون الجوف، وحمضيات نجران، وما نجو جازان, كما تشارك في رعاية مهرجان الجنادرية، وسوق عكاظ، ورالي حائل، وغيرها من الفعاليات الوطنية, كما تهتم بالبرامج الدورية، المتمثلة في دعم الجمعيات الخيرية، ومساندة جمعيات المعاقين، كما تسهم في دعم مجالات التعليم والتدريب والبيئة والصحة, كإسهاماتها السنوية في دعم برامج الابتعاث الخارجي لإكمال الدراسة الجامعية والدراسات العليا، إضافة إلى تنظيم برامج الزيارات الاجتماعية السنوية، وغيرها من برامج المسؤولية الاجتماعية المتنوعة .
وأفاد أن (سابك) أولت منذ تأسيسها عناية بالغة بالمنطقة الشرقية, حيث تنفذ مع شركاتها التابعة بالمنطقة الشرقية سنوياً أكثر من ( 100 ) برنامج في مجال المسؤولية الاجتماعية, ففي مجال التعليم تم تنفيذ العديد من البرامج التعليمية، مثل برنامج ” نور وفكر ” للأسر الحاضنة للأيتام في الدمام، ودعم الطلاب الموهوبين، وتنفذ في بداية كل عام دراسي برنامج ” حقيبة ( سابك ) المدرسية ” لصالح أبناء المنطقة من المحتاجين، وتدشين ” قافلة (سابك) للعلوم ” للطلاب والطالبات في الأحساء والخبر والجبيل، التي تغطي أنشطة علمية تفاعلية في مجالات الكيمياء، والرياضيات، والفضاء، والابتكار، وتقنية المعلومات .
وفي مجال الصحة، نفذت العديد من المبادرات، كإنشاء ” وقف متلازمة داون ” بقيمة 12 مليون ريال بالجبيل لصالح جمعية ( إرادة ) ومركز متلازمة داون، بالإضافة إلى الدعم السنوي للجمعية ولذوي الاحتياجات الخاصة, كما تتبنى اليوم إنشاء وقف لصالح جمعية الجبيل الخيرية بقيمة 10 ملايين ريال، يعود ريعه على خدمة الأرامل والمحتاجين الذين تخدمهم الجمعية.
وفي مجال البيئة، نظمت ( سابك ) هذا العام حملة ” بيئة بلا نفايات ” في مدينة الجبيل، وحملة لتنظيف جزيرة جُنَّة، وحملة لتنظيف أحد أجزاء طريق الجبيل الدمام السريع, إلى جانب تنفيذ برامج تثقيفية وترفيهية تتزامن مع الأعياد والمناسبات الوطنية، منها ” فنار (سابك) المعرفي ” خلال عيد الأضحى المبارك، ويسهم البرنامج في رفع مستوى وعي السكان حول صحتهم وسلامتهم.
وفي ختام الاستقبال أجاب رئيس مجلس إدارة سابك الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة سابك يوسف بن عبدالله البنيان على أسئلة واستفسارات الحضور فيما يتعلق بنشاط وبرامج الشركة وخططها المستقبلية .