اختتم ملتقى القوافل الذي نظمته هيئة السياحة والتراث الوطني بمحافظة العلا فعالياته التي استمرت سبعة أيام وتضمنت العديد من البرامج التراثية والثقافية والترفيهية إضافة إلى مشاركة الأسر المنتجة والأكلات الشعبية ومسرح الطفل وشهد الملتقى نظيم رحلات سياحية على طريق القوافل بمشاركة الفرسان والهجانة زاروا خلالها السوق والبلدة القديمة ومدائن صالح عبر رحلات يومية انطلقت من مقر الفعاليات بطريق حائل بمشاركة مجموعة من السياح وضيوف الملتقى ، و كان الفرسان والهجانة يرددون خلال المسير قصائد و شيلات الهجيني بأصوات جميلة و طرق تراثي عريق ؛ أضفى على مسيرة القافلة نوعاً من المتعة و الجمال ، هذا و قد أخذت القافلة بالتجول بين قصور الحجر المنحوتة بالجبال ؛ الأمر الذي لفت انتباه زوار موقع مدائن صالح من سعودين و عرب و أجانب ، والتقطت الصور التذكارية يذكر أن موقع مدائن صالح هو أول موقع سعودي يتم تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو ، و كانت القافلة قد جابت خلال الأيام الماضية عدد من المواقع منها : جبل الفيل ، و مدخل العلا الشمالي ، و حي ساق ،و السوق الشعبي بالخميسية ،
كما حفل البرنامج الثقافي للملتقى بمحاضرة بعنوان طرق القوافل عبر مدينة العلا ألقاها الدكتور محمد حمد خليص الحربي على مسرح فرع جامعة طيبة بالعلا بحضور مدير التعليم بالمحافظة الأستاذ إبراهيم بن عبدالله القاضي و عدد من أعيان العلا و مثقفيها و جمع من المهتمين و طلاب الجامعة ، و أستهل الدكتور محمد خليص الحربي محاضرته بالتعريف بمعنى القوافل و أهميتها ، ثم استعرض أهم طرق القوافل و تاريخها ، و أستطرد في الحديث عنها ، مؤكداً أن أقدم هذه الطرق هو طريق درب الحرير الذي يعود إلى 300 سنة ق. م و هو في الأساس طريق بحري ثم نشأ منه طريق بري ، ثم عرج إلى طريق قوافل درب البخور ، و قوافل الحج الشامي و المصري ، وخلال حديثه أشار إلى مخاطر كانت تعترض القوافل قديماً وهي الأمطار و السيول ، و قطاع الطرق ، الضياع و التعرض للسرقة ، و الجوع و العطش ، المرض و الموت ، و السبع و لدغ الحشرات و الأفاعي ، الدهس و التدافع و الحريق و مع ظهور السيارات في بداياتها طرأ سبب تاسع و هو تعطل السيارات في الصحراء و ما يترتب عليه من مخاطر في ظل طرق غير معبدة انذاك ، و ختم الحربي محاضرته بالحديث عن قوافل الحج التي كانت تمر بالعلا أو التي تخرج منها ، و انعكاس ذلك على ثقافة أهل العلا كما كان الحضور على موعد مع المحاضرة الثانية عن أشهر شخصية أدبية في تاريخ وادي القرى ، الشاعر الأموي الكبير جميل بن عبدالله بن معمر العذري ( جميل بثينة ) ، و التي ألقاها الدكتور سعد الدين إبراهيم المصطفى أستاذ الأدب المشارك بفرع جامعة طيبة بالعلا ، تطرق خلالها إلى نسب جميل الذي يعود إلى قبيلة بني عذرة القضاعية و ميلاده و نشأته ، وصفاته و سماته الشخصية ، و قدم نماذجاً من شعره الغزلي العفيف ، و أفتتانه ببثينة و أبرز ما قال فيها من أشعار ، كما شهدت الفعاليات الثقافية في ثالث أيامها محاضرة حديث الذكريات مع عدد من قدامى المربين قدم لها الأستاذ محمد القاضي في رحلة مع ( ديوان العرب ) و أمسية شعرية فرسانها العميد الشاعر / أنس سليمان المطلق وشاعر المساء الأستاذ عبدالرحمن البريكيت والدكتور الشاعر المرابط الشنقيطي واستمتع الحضور بجمال قصائدهم وسلاسة طرحهم وتنوع موضوعاتهم وروعة وعذوبة معانيهم.