تكتسي منطقة الباحة هذه الأيام حُلةً خضراء تُبهج ناظر مرتادي جبالها وسهولها ووديانها بعد أن ارتوى ترابها من الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية، في حين دفعت برودة الطقس سكان سراة الباحة والسيّاح إلى النزول لتهامة بحثا عن أجواء الدفء المفعمة بقطرات الندى.
ورسمت الشلالات المنحدرة من بين جبال الباحة الشاهقة التي تربط السراة بتهامة لوحة بانورامية جذّابة أسرت النفوس الحاضرة لمشهد الطبيعة التي ازدانت جمالا مع اختلاجها ببخار الضباب الذي لامس الأرض تارة وعانق جبالها تارة أخرى متغلغلا في سيره بين أشجار العرعر التي تزيد المكان عطرًا جعل النفس تتنسم عليلها وتهيم سابحة في أفق الطبيعة، متجاوزة محيط حدود الخواطر البشرية.
وتتميّز الباحة ومحافظاتها بالتنوع النباتي الذي يشمل أشجار : العرعر، والطلح، والزيتون، والعتم، والنباتات العطرية مثل : الحبق، والنعناع، والكادي، والريحان، والبعيثران، إلى جانب النباتات العشبية الحولية التي تعتمد على موسم الأمطار.
ورصدت العدسة مكونات هذه الطبيعة البِكر عبر صور فوتوغرافية متنوعة لتتيح للمشاهد في كل مكان من الأرض فرصة التفكر في ملكوت الله عز وجل واستشعار عظمته سبحانه وتعالى في خلقه، وفي الوقت ذاته معرفة ماتتمتع به المملكة من مقومات بيئية تزخر بعناصر تضاريسية ومناخية مختلفة مثل : طبيعة منطقة الباحة التي وهبها الله حُسن المكان والأجواء.