عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان والمهندس خالد الفالح وزير الصحة لقاء اليوم، تم فيه مراجعة تقرير اللجنة التي تولت التحقيقات المتعلقة بالحريق الذي وقع في مستشفى جازان العام في الـ 13 من ربيع الأول الماضي.
وأعرب أمير جازان عن تعازيه الحارة لأهالي المتوفين يرحمهم الله سائلا المولى أن يتغمدهم بعظيم رحمته، وأشاد بشجاعة وتفاني أولئك الذين خاطروا بأنفسهم لإنقاذ المرضى خلال الحادث الأليم شاكرا روح التضحية الكبيرة فيهم.
وتوصلت اللجنة التي شكلها الأمير محمد بن ناصر للتحقيق في الحادث أنه كان عرضياً ولا يوجد به شبهة جنائية وأنه كان نتيجة التماس كهربائي بمحيط قسم الحاضنات داخل الدور الاول بالمستشفى.
وتبين أيضا من التحقيق أن العاملين في المستشفى قد تمكنوا من اخلاء جميع المرضى ممن كانوا في الدور الأول الذي يشمل أقسام الحضانة و الولادة و النساء والعناية المركزة. إلا أن كثافة الدخان و تصاعده إلى الادوار العليا قد أدى إلى وقع الوفيات في تلك الادوار بسبب الاختناق بالدخان.
ويعود السبب الرئيس لتصاعد الدخان الذي أدى لوقوع الوفيات إلى وجود أخطاء هندسية في تصميم المبنى وتنفيذه حيث لم توفر قطاعات لعزل الحرائق فوق السقف المستعار والتي كانت ستحول دون انتقال الدخان من منطقة إلى أخرى.
وكانت العيوب في مواصفات المواد المستخدمة في سقف المبنى و التي احتوت على مادة الفلين المحشو بين اعصاب السقف الخرساني قد ساعدت على كثافة الدخان، وكذلك فإن رداءة المواد المستخدمة في تمديدات الاوكسجين من اعلى السقف وعدم مطابقتها للمواصفات الصحيحة أدى إلى ذوبانها مما أجج الحريق. كما ساهم عدم ربط نظام الانذار عن الحريق بنظام التكييف إلى استمرار التكييف في العمل وزيادة انتشار الدخان في المبنى، وتجري مراجعة كل ما يتعلق بانشاء واستلام المبنى، وستتخذ الاجراءات القانونية الصارمة تجاه كل من كان له دور في سوء التصميم والتنفيذ.
وتوصلت التحقيقات أيضا إلى أنه لم تكن أي من أبواب الطوارئ مقفلة أو موضوع عليها أية سلاسل، كما تبين عدم وجود ما يعيق الوصول إليها. إلا أنه تبين أيضا وجود خلل في أداء بعض أنظمة وأجهزة السلامة في المستشفى كمضخات الحريق ونظام الانذار، نتيجة لضعف صيانتها والعناية بها.
وقد أعلن وزير الصحة أنه نظرا لما تبين من وجود تهاون في متابعة أمور السلامة من قبل بعض المسؤولين في الشئون الصحية بجازان، فستجري محاسبتهم نظاميا على ذلك، وأنه قد أصدر تعليماته باعفاء مدير عام الشؤون الصحية في جازان من منصبه، وكذلك اعفاءات لمسؤولين آخرين هناك.
و رغم الجهود البطولية التي أبداها معظم العاملين في المستشفى في أعمال الإخلاء، الا أنه كان هناك تقصير في اداء بعض العاملين في المستشفى خلال التعامل مع الحادث، وسيتم التعامل معهم وفق الأنظمة.
وبين التحقيق ان الدفاع المدني قد استجاب للحادث على الفور إلا أن تجاوبهم وفاعليته لم يكن بمستوى حجم الحادث تطلب معدات اضافية من مناطق أخرى في جازان مما أثر على سرعة التعامل مع الحادث.
وقد أكد أمير منطقة جازان على ضرورة توفير جميع شروط السلامة على أعلى المستويات في مرافق وزارة الصحة بما في ذلك التصاميم الهندسية والنظم والأجهزة وتدريب العاملين، وضمان اتخاذ كل السبل للحيلولة دون تكرار هذا الحادث الأليم. وكذلك شدد على وجوب الاسراع في تشغيل المستشفى لدوره الهام في الخدمات الصحية بالمنطقة، وأكد أن من الضروري أيضا توفير الطاقة السريرية اللازمة في هذه المنطقة الغالية من بلادنا ورفع مستوى الخدمات الصحية فيها.
وشدد أمير جازان على ضرورة تعزيز خطط الاستجابة للطوارئ والكوارث في المنطقة، وتوفير كافة متطلباتها من المعدات والتدريب، واجراء التجارب الافتراضية وغيرها. وأكد أن أمارة جازان ستزيد من تفعيل مركز الطوارئ الموجود فيها، وطالب جميع الجهات الحكومية المعنية في المنطقة بتوفير أعلى مستويات التنسيق مع المركز. وأكد ضرورة قيام جميع الجهات الحكومية في المنطقة، وفي مقدمتها وزارة الصحة تقويم مستوى السلامة في مرافقها ووضع الخطط لتدارك أية نقص أو خلل قد يكون فيها.
وبدوره، اشار وزير الصحة الى أن الوزارة ستبذل أقصى ما تستطيعه لضمان توفير الخدمات الصحية المناسبة لمنطقة جازان، وأنها عمدت احد المكاتب الاستشارية بإجراء الاختبارات للتأكد من سلامة المنشأة وإعداد المواصفات الفنية المطلوبة في خلال 8 اسابيع، وذلك لترميم وتأهيل المستشفى بما في ذلك شبكة انذار الحريق وإطفاء الحريق، وكافة متطلبات السلامة الأخرى، للبدء في هذه الأعمال بأسرع ما يمكن. كما سيتم تعيين مدير لإدارة الأمن والسلامة بالمنطقة. كما أكد الوزير أنه قد قام بزيارة ميدانية مع قيادات المشاريع في الوزارة لتفقد مشاريع المستشفيات في جازان والتي تبلغ سعتها 1050 سريرا، وتشمل المستشفى التخصصي ومستشفى النساء والولادة ومستشفى الدرب ومستشفى العارضة، وقد تم وضع خطة لتسريع إنجاز هذه المشاريع وتذليل كافة الصعوبات ليتم الانتهاء منها في أسرع وقت وعلى أعلى مواصفات السلامة والجودة.
وقد أكد وزير الصحة أن السلامة في المرافق الصحية تأتي في مقدمة أولويات الوزارة، وانه قد تم تحديد ثلاث بيوت خبرة عالمية معروفة ستقوم بالمراجعة الدقيقة والكاملة لجميع المنشآت الصحية الحكومية بالمملكة للتأكد من سلامتها هندسيا وسلامة نظمها وستكون الاولوية لمنطقة جازان ، وسيكتمل المسح خلال 6 اشهر ويتم بناءً عليه تنفذ الخطة التصحيحية. كما سيتم فصل عقود الأمن والسلامة عن عقود الصيانة لكافة المنشآت ، مما سيساعد في النهوض في هذا الجانب.
وبين وزير الصحة أن الوزارة مصممة على المضي قدما في برنامجها التدريبي الذي بدأ قبل عدة شهور، لتدريب كافة العاملين بمرافق الوزارة في خطط الاخلاء والتعامل مع الكوارث الداخلية. وحرصا من الوزارة على تقديم افضل الخدمات والتجارب العالمية فيما يخص الاستجابة للطوارئ والكوارث ، فقد قامت باستقطاب كوادر وطنية ذات تأهيل عال ومتخصصة في مواجهة الطوارئ والكوارث ، وستتم بناء عليه مراجعة خطط الكوارث وآلية الاستجابة والإنقاذ والتدريب على ذلك. وسيكون التركيز بشكل خاص على منطقة جازان والمناطق الحدودية. وسيباشر فريق متخصص في تدريب الطواقم الطبية والطواقم المساندة التدريب على أعمال الاطفاء والإخلاء والمواد الخطرة والأمن والسلامة الكهربائية في جازان في الأسبوع القادم، بإذن الله.
هذا وقام أمير منطقة جازان بتكريم أهل المرحوم ابراهيم القللي الذي ضحى بحياته في سبيل انقاذ المرضى في المستشفى خلال الحريق وكان سببا لنجاة عشرة منهم. وقام وزير الصحة كذلك بتكريم ستة من العاملين في وزارة الصحة لما أبدوه من روح الفداء خلال الحادث، حيث لعبوا كذلك دورا أساس في اخلاء المرضى بما فيهم اولئك الذين كانوا في أقسام الحاضنات والولادة والعناية المركزة بكل تفاني وتضحية، وهم أميرة اسماعيل اسماعيل، ابو القاسم محمد نوحي، حسن علي الأمير، نوال علي هاشم، مها حسين حكمي، نجود ابراهيم حمود.
13/01/2016 7:30 م
إعفاء مدير الشؤون الصحية في جازان على خلفية حريق المستشفى
الرأي - سفر آل عدرج - جازان
الرأي - سفر آل عدرج - جازان
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6245773.htm