كشف مشاركون في المنتدى السعودي الدولي للرعاية الصحية بجدة عن استشراف افاق آليات تطوير وتحسين القطاع الصحي ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، وأشاروا خلال الحدث الذي دشنه نيابة عن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد اليوم ـ الأحد ـ إلى ضرورة تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات والمعوقات وأبرزها التوطين وتخفيض تكاليف العلاج والقضاء على الأخطاء الطبية والتشجيع على الأبحاث والاختراعات العلمية.
وشدد سمو محافظ جدة خلال تدشينه المنتدى الذي يقام لمدة ثلاث أيام تحت عنوان “اقتصاديات الصحة” بفندق جدة هيلتون على ضرورة العناية بصحة المواطن والمقيم وتقديم خدمات صحية راقية تليق بما وصلت إليه المملكة من مكانة رفيعة في المنطقة، وتجول في المعرض المقام على هامش المنتدى، واستمع شرحاً مفصل من القائمين على محتوياته وما يزخر به من وسائل هي آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في مجال الرعاية الصحية.
وأشار نائب رئيس غرفة جدة مازن بن محمد بترجي خلال حفل الافتتاح إلى أن القطاع الصحي يستوعب استثمارات تتجاوز 41 مليار خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال: لقد خصصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “يحفظه الله” 104 مليارات و864 مليون ريال لقطاع الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية وجعلته في مقدمة أولوياتها، وكشفت الهيئة العامة للاستثمار في الأيام الماضية عن وجود أكثر من 40 فرصة للاستثمار في القطاع الصحي، بقيمة 41 مليار ريال خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وأكدت أن حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية لكل فرد تضاعف من 1.400 ريال سعودي في عام 2000 إلى 2.800 ريال سعودي في عام 2013، بمعدل نمو سنوي قدره 6.4% بالأسعار الثابتة.
وعبر بترجي عن سعادته بما أعلنت عنه وزارة الصحة من تواجد 18 شركة أمريكية استثمارية متخصصة في القطاع الصحي ستتواجد في شهر أبريل المقبل، بناء على طلب المهندس خالد الفالح وزير الصحة، لمناقشة آليات تطوير وتحسين القطاع الصحي، وقال: تمثل الشراكة بين القطاعين العام والخاص أهمية كبرى، وهناك فرص كبيرة أمام القطاع الخاص لزيادة مساهمته في تقديم الخدمات لقطاع الرعاية الصحية، ونحن نعمل عبر غرفة جدة على دفع وتطوير هذا القطاع المهم من خلال إبراز الفرص الاستثمارية حيث أنشأنا عدد من اللجان التي تهتم بالتحديات والمعوقات التي تواجه العاملين في المجالات الصحية المتنوعة.
وأكد عادل عبد الشكور رئيس اللجنة المنظمة والرئيس التنفيذي لمجموعة XS لتنظيم المؤتمرات والمعارض أن النسخة الحالية جرى التجهيز لها على مدار عام ونصف لتقام بالتعاون مع مجلس الغرف السعودي وغرفة جدة كشرك استراتيجي وجامعة الملك عبد العزيز كشريك أكاديمي، لافتاً انه سيتم التركيز خلال الجلسات العلمية على اقتصاديات الصحة والبحوث والتدريب وأفضل السبل للابتعاد عن الأخطاء الطبية التي انتشرت في الآونة الأخيرة مع استعراض أحدث التقنيات في القطاع الطبي والصحي.
ولفت إلى أنه سيتم توثيق المبادرات والتوصيات التي سيخرج بها المنتدى ووضعها بشفافية ووضوح أمام المسؤولين عن صناعة القرار، في ظل تواجد أفضل الخبرات السعودية والدولية، متأملاً أن يقام الحدث بشكل سنوي، حيث سيسلط الضوء على كل من الإبداع والابتكار مع العلم والتكنولوجيا، منوها إلى أن هناك سببا اقتصاديا قوي للعمل معاً مثل الاستثمار والتعاون في مجال البحوث الصحية وتطويرها الذي يعزز من فرص العمل وتحسين حياة الناس عبر كل المناطق وكذلك في الأسواق العالمية.
وشدد عميد كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز الأستاذ الدكتور محمود شاهين الأحول على ضرورة استثمار الفرصة من قبل الجهات الحكومية والخاصة والأطباء والباحثين ورواد الأعمال والطلاب في السعودية والولايات المتحدة الأمريكية للعمل معاً لتحسين مستوى الخدمات الصحية ومواكبة التطور على جميع الأصعدة بالمملكة، وقال: إن جلسات المنتدى تغطي كافة حلقات سلسلة الرعاية الصحية، بداية من البحث وانتهاءً بالابتكار، ويفتح مجال التعاون بين القطاعات الصحية المختلفة مثل الجامعات والمراكز البحثية المتميزة محلياً وعالمياً، حيث سيساهم في تكامل أفضل بين القطاعات الصحية والإقليمية ويؤدي إلى تنسيق أفضل والانتهاء بتوصيات لتحسين مستوى الخدمات الصحية بجميع مراحلها في السعودية.
وكرم الأمير مشعل بن ماجد راعي الحفل بتكريم الرعاة مثنياً على جهودهم المتميزة في خدمة القطاع الصحي السعودي وغيره من القطاعات الوطنية .
وشهد اليوم الأول للمنتدى ثلاث ورش عمل بدأت عند التاسعة من صباح أمس، حيث ناقشت الأولى “أساسيات البحث الطبي من النظرية إلى الممارسة، وترأسها الدكتور أنس خان الأستاذ المساعد لطب الطوارئ والكوارث بجامعة الملك سعود، بمشاركة الدكتور هشام حمودة الطبيب النفسي بمستشفى بوسطن للأطفال والأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة هارفارد، والسيد روبرت ستاريك الرئيس التنفيذي لشركة ميجراتي بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتورة تغريدة جستنية الأستاذ المساعد للصحة المعلوماتية بجامعة الملك سعود بالرياض، وركزت الورشة على تقديم المهارات الأساسية التي تمكن المشاركين من تنفيذ أبحاثهم بنجاح.
وشددت ورشة العمل الثانية على ضرورة إنشاء رعاية صحية مسئولة في المدار الخاصة والعامة من الحضانة إلى الثانوية، حيث ترأس الدكتور هشام الخشان وكيل لوزارة الصحة للرعاية الصحية الجلسة التي شارك بها الدكتور سكوت مكتاب أستاذ البحوث بجامعة إموري بالولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور سليمان الشهري مدير عام الصحية المدرسية بوزارة الصحة، والدكتور لويد كولب الأستاذ الفخر بجامعة أنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتناولت ورشة العمل الثالثة القيادة وريادة الأعمال المبتكرة للرعاية الصحية، وترأسها الدكتور كابيحنّا المدير التفنيذي لوحدة ديوك لأبحاث الطب التحولي بجامعة ديوك بالولايات المتحدة الأمريكية، بشماركة الدكتور جريج بالمر الأستاذ المشارك للعلاج الإشعاعي والأورام بجامعة ديوك، والدكتور دياب المهنا مدير الطب النفسي الاتصالي للصحة عن بعد بالولايات المتحدة الأمريكية، وعائشة سالم ملحق الحقوق الفكرية بمنطقة الشرق الأوسط، حيث ركزت الورشة على أفضل السبل لتحقيق الابتكار المستدام في الرعاية الصحية.
ويشهد اليوم ـ الاثنين ـ 5 جلسات علمية رئيسية في المنتدى، تتحدث الأولى عن نمو المدن الطبية في سوق الرعاية الصحية بالخليج، وتطور التدريب للأطباء والوصول بنصيب المنطقة من سوق السياحة العلاجية المزدهر إلى أعلى المعدلات بالتطبيق على مدينة الملك فهد الطبية، ويرأس الجلسة د. إبراهيم الملحم، رئيس مجلس الإدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية بالسعودية، بمشاركة د. عبدالرحمن المعمر، الرئيس التنفيذي، لمدينة جامعة الملك سعود الطبية، و د. محمود اليماني، الرئيس التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، زد. علي العبيدلي، رئيس وقائد مجموعة الشئون الأكاديمية، بشركة أبو ظبي للخدمات الصحية، و د. عامر شريف، الرئيس التنفيذي لمدينة دبي الطبية.
وتتصدى الجلسة الثانية لكلفة العلاج وتحسين الصحة السكانية في الشرق الأوسط، ويترأسها الدكتور عبد الوهاب الخميس الأستاذ المساعد للصحة العامة بالجامعة السعودية الإلكترونية، بمشاركة الأستاذة الدكتورة سلوى الهزاع عضو مجلس الشورى، الأستاذ ورئيس قسم طب وجراحة العيون، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، جامعة الفيصل بالرياض، ود. عمر الشنقيطي، الأستاذ مساعد، بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، و د. نهى دشاش، استشاري طب الأسرة بوزارة الصحة السعودية، والأستاذ الدكتور أحمد منديل المسؤول بالبحوث الإقليمية للشرق الأوسط.
وتتناول ثالث الجلسات العلمية التحديات التي تواجه تنظيم ودعم إنتاج الأدوية المحلية ويترأسها الدكتور هشام الجضعي عميد ورئيس كرسي الأبحاث، صيدلية جامعة الملك سعود، بمشاركة أ. د. صالح باوزير، استاذ الصيدلة الإكلينيكية واستشاري، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاستشارات الصيدلانية، و د. عبدالله المهيزع، نائب المدير العام للشئون الفنية، شركة تبوك للصناعات الدوائية، و د. عبدالرزاق الجزائري، قسم الصيدلة الطبية\الحرجة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث|.
وبينما تتناول الجلسة الرابعة انتشار مرض سرطان الثدي، ستركز الجلسة الخامسة والأخيرة لليوم ـ الاثنين ـ على السياحة العلاجية والتي تركز على سفر الكثيرين للعلاج في دول تقدم تكلفة أقل في العلاج، ويترأس الجلسة د. كابيحنّا المدير التنفيذي لوحدة ديوك لأبحاث الطب التحويلي قبل السريري، بمشاركة . منصور أحمد، مدير الدراسات بجامعة كوليرس العالمية بالإمارات العربية المتحدة، و بايجبيترسون، نائبة المدير التنفيذي بمؤسسة هانتسمان للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية.