ما أن تدلف محافظة وادي الدواسر من جهتها الشرقية حتى تلوح لك في الأفق من مسافة ليست بالقصيرة دلتين من الرسلان شاخصتين امامهما فناجنين قهوة تتوسطهما مبخرة نجدية حتى لايخال لك حينما تشاهدها أنك ترتشف ذلك الفنجان فتبدوا رائحته تعانق أنفاس الصباح أو المساء فيبدوا لك وقتك اكثر انتعاشاً ، والعود الأزرق من المبخرة يعطر الجو ويملؤه أريجاً وشذى ، فتمر من أسفلها باتجاه المحافظة ليقابلك أهلها بما رمزوه لمحافظتهم من خلال بوابة وادي الدواسر الشرقية عملياً يتمثل في الكرم والجود الذي عُرف به أهلها .
وقد جاءت فكرة البوابة من أحد مواطني المحافظة الذي وجد أن من واجبه وحقاً عليه تأكيد الصفات التي يتمتع بها أهالي المحافظة في تلك البوابة التي أصبحت معلماً رسمياً للمحافظة يفتخرون بدلالته ومعانيه والى مايرمز اليه .
يحدثنا رجل الاعمال الشيخ سلمان بن حمود الهدلاء صاحب تلك الفكرة ومنفذها على حسابه الشخصي أنه انطلاقا مما اشتهر به ابناء محافظته من اكرام للضيف وفتحهم لمجالسهم واهتمامهم بضيوفهم ، ولما تمثله القهوة والعود من قيمة لديهم ، ورغبة في تقديم شيء لوطنه ومحافظته جاءت تلك الفكرة التي وجد التشجيع والثناء والتقدير من الجميع بما فيهم المسئولين على تنفيذها وتبنيه لهذه المبادرة كمورث شعبي ذو دلائل عميقة لأبناء المحافظة .
وأوضح الشيخ سلمان أن عرض البوابة 60 متراً ، وترتفع الدلتان بشكل مائل على طرفي البوابة بارتفاع 29 متراً لكل دلة ، فيما يبلغ ارتفاع المبخرة 23 متراً ، وقطر كل فنجان من فناجين القهوة حوالي خمسة امتار ، وقد صمم اسفل البوابة مركز امني تبلغ مساحته 100 متر مربع .