الحمد لله الكريم والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وبعد:
فتعليقاً على ما كتبه الأخ الكاتب/عبدالله الجعيثن في مقاله لو علمت النساء أن في الفضاء عرساً لرفعن السلالم إليه! والمنشور بجريدة الرياض بتاريخ20 شوال 1437هـ.
نقول وبالله التوفيق:
الكاتب وفقني الله وإياه لطاعته مجد حضور النساء للأعراس وجعل منه سبب الأنس وسعة الصدر للمرأة الحرة دون التعريج بشكل كافي على المخالفات الشرعية التي تقع في هذه الأعراس فيما يخص الرقص واللباس الفاضح بالذات وعلى هذا قد يفهم البعض أن المقال دعوة للمرأة لتحرص على حضور الأعراس والاستمتاع بما يقع فيها دون قيد ولا شرط حتى ولو كلفها ذلك رفع السلالم كما يقول الأخ الكاتب الذي أعرف أن هذا مالا يقصده فلم نعهد من الكاتب الفاضل إلا قلم سيال يرسم الكلمة بصدق ويخطها بأمانة.
ومن الإنصاف أن يشكر الكاتب على ما ذيل به مقاله من ذكر مغبة الإسراف في اللباس والموائد
وأنها سبب في كثرة العنوسة وتأخر الشباب عن الزواج.
والذي أريد ذكره هو أن المرأة المسلمة الحرة لا ترقص ولا تحرص على ذلك فهي حرة أبية جوهرة مصانة لم تخلق للطرب والرقص الماجن السافر الذي هو حال أغلب أعراسنا اليوم والله المستعان.
ويعلم الجميع بحرمة الطبول والمعازف ناهيك عن الآلات الموسيقية الحديثة التي هي أشد وقعاً من الطبل وغيره من الآلات القديمة.
قالت اللجنة الدائمة :
أما الطبل ونحوه من آلات الطرب : فلا يجوز استعماله مع هذه الأناشيد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك .
" فتوى رقم 3259"تاريخ 13 / 10/ 1400هـ.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " لقاء الباب المفتوح " ( س 1085 ) :
الرقص مكروه في الأصل ، ولكن إذا كان على الطريقة الغربية ، أو كان تقليداً للكافرات : صار حراماً ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم " ، مع أنه أحياناً تحصل به الفتنة ، قد تكون الراقصة امرأة رشيقة جميلة شابة فتفتن النساء ، فحتى إن كان في وسط النساء حصل من النساء أفعال تدل على أنهن افتتنَّ بها ، وما كان سبباً للفتنة فإنه يُنهى عنه .
وقال رحمه الله :
وأما الرقص من النساء فهو قبيح لا نفتي بجوازه لما بلغنا من الأحداث التي تقع بين النساء بسببه ، وأما إن كان من الرجال فهو أقبح ، وهو من تشبه الرجال بالنساء ، ولا يخفى ما فيه ، وأما إن كان بين الرجال والنساء مختلطين كما يفعله بعض السفهاء : فهو أعظم وأقبح لما فيه من الاختلاط والفتنة العظيمة لا سيما وأن المناسبة مناسبة نكاح ونشوة عرس.أهـ.
وفق الله الجميع لطاعته وامتثال منهج نبيه صلى الله عليه وسلم.
كتبه/علي بن مبارك الجمعان.
عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية.