شهدت مملكة البحرين مساء اليوم (الثلاثاء) انطلاق الملتقى الخليجي للتخطيط الاستراتيجي في نسخته الخامسة، والذي تنظمه أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة ليمثل بهذا استمرارا للتعاون مع مجموعة مراقبة الخليج، المجموعة التي ستقدم أوراقها خلال اليومين اللاحقين ضمن جدول أعمال زاخر يستهدف الخروج برؤى رصينة تقدم حلولاً لما تواجهه المنطقة من أزمات واختناقات على عدد من الأصعدة، حيث جرى التنسيق لرفع مرئيات مجموعة مراقبة الخليج والمتمخضة من مناقشات الملتقى وأطروحاته للدورة (37) للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي.
وتضمنت جلسة الافتتاح كلمةً لأمين عام الملتقى الدكتور فهد إبراهيم الشهابي جاء فيها “لطالما دأبت أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة، على تنظيم الملتقى الخليجي للتخطيط الاستراتيجي الذي يشكل أهمية خاصة في مجموعة ملتقياتنا وجوهرة التاج كما أحب أن أسميه. وإننا إذ نشهد إنطلاقة الملتقى في نسخته الخامسة، بظروف استثنائية وتقلبات إقليمية تجعل البيئة المحيطة في مخاض عسير، إرتأينا وشركاؤنا مجموعة مراقبة الخليج، أن نُفعّل البعد الشعبي في المشاركة بصنع القرار. ولهذا عقدنا ملتقانا في دورته الخامسة لكي يخرج برؤى ترفع إلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي – حفظهم الله – في قمتهم الـ 37 التي ستعقد في شهر ديسمبر بمملكة البحرين. وإننا إذ نؤكد على وقوفنا خلف قادتنا ودعمنا لقراراتهم الحثيثة، فما هذه الرؤى إلاَّ رافد من روافد المشورة التي لطالما اتسعت لها صدور قادتنا بل وحرصوا عليها، مؤكدين على أن الخليج العربي كيان واحد على كافة المقاييس، قوامه الوحدة وأركانه المحبة والتسامح والإخاء، وأساساته التعاون والتكامل والمؤازرة، جسد واحد لا يهدأ إلاَّ باستقرار جميع أعضائه، وإلاَّ أعلن استنفاره المشترك للذود عمّن تعرض لظلم أو إساءة أو تهديد في كافة جوانب أمنه سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وداخلية”.
هذا.. وقد أعقبتها كلمة للمدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج الدكتور ظافر محمد العجمي الذي ركز على مفهوم الاستراتيجيا ودورها في صناعة القرار السياسي بقوله “الاستراتيجيا في تعريفها البسيط هي وضع أهداف وبناء قدرات لتحقيقها، يمكن تفسير صياغة الاستراتيجية على أنها ساحة للعبقريات النادرة حيث يتوصل القادة الموهوبون بفعل حدسهم إلى حلول عظيمة لقضايا معقدة، بشأن السياسة الخارجية والحرب، ومع كثرة الدول الفاشلة في محيطنا الإقليمي نصل إلى قناعة إلى أنه ليس هناك سوى دول قليلة تستطيع تحمل عواقب الانتظار إلى حين وصول عبقري يعوّل عليه”.
وأردف العجمي في كلمته إن “الاستراتيجيون هم من يخرج الدول من أزماتها وليس القادة العسكريون أو السياسيون أو المحللين الاقتصاديين، والاستراتيجيون نجدهم في المؤسسات الأكاديمية.. في مراكز الأبحاث الاستراتيجية، ودورهم دعم القرار لقادة دوله حين تتاح لهم الفرصة. ومجموعة مراقبة الخليج هي إحدى هذه المؤسسات التي تضم 35 من النخب الفكرية الخليجية، التي رأت أن من الضروري أن يتم دعم قادة دول مجلس التعاون متجردين من صفة الناقد الحاقد الذي طغى على معظم من يقيم مسيرة مجلس التعاون ويصفها بالنقص دون أن يملك ما يسند ذلك من دليل”. ليختتم الجلسة الافتتاحية بتكريم المتحدثين والرعاة ودعوة المشاركين على حفل العشاء.
ولفت الشهابي إلى أن جدول أعمال اليوم (الأربعاء) سيركز على الوضع العربي الراهن، متطلعاً أن يكون الملتقى نواة لفكر خليجي مشترك على المستوى النخبوي الشعبي، وأن تكون مرئياته نتاج تلاقح أفكار النخب الخليجية والمشاركين في تجاوز لما تشهده الساحة الإعلامية والتحليلات السياسية من انتقاد أو هجوم على سياسات دول مجلس التعاون، ليكون هذا الملتقى – كما هو مخطط له – رافداً فكرياً وقناة فاعلة للتواصل الشعبي مع القادة في سبيل الوصول لاستنارة القادة بمرئيات الشعب ونبضه في الشارع الخليجي.